بينى وبينك

حلم دجاجة

زينب عفيفى
زينب عفيفى

ذات يوم حلمت دجاجة بالطيران، فى رواية كورية للروائية المعروفة «صن -مى هوانغ» بعنوان» الدجاجة التى حلمت بالطيران» تحكى قصة دجاجة تدعى إبساك، لم يعد يرضيها أن تضع بيضها الذى يؤخذ يوميا ليباع فى الأسواق، كانت تحلم بمستقبلها كل صباح وهى تتأمل الحظيرة التى تسرح فيها الحيوانات الأخرى بكل حرية، لذا وضعت خطة للهروب إلى البرية لتفقيس واحدة من البيض الذى تضعه ثم يذهب بعيدا عنها. نجحت فى الهروب من قفص الدجاج وبدأت بالبحث عن حلمها بأن يكون لها فرخا صغيرا تقوم بتربيته ورعايته، وأثناء بحثها عن حلمها العاثر تعثر على بيضة ضالة، ترقد عليها وتنتظر كى تفقس. لتكتشف أنها بيضة تنتمى إلى بطة برية، وليس إلى دجاجة. تطير البطة بعيدا عن ابساك وهى تراقب بعينيها طفلتها فى فخر، وشعور بالحزن يعتريها، ويبقى عليها مواجهة ما هو أصعب لقد كانت عينا أنثى «ابن عرس» تترصدها! لتنتهى القصة نهاية فاجعة.
هذه الرواية ذكرتنى برواية واقعية  حدثت معى بالفعل ، ولا أستطيع محو تفاصيلها عن مخيلتى حينما ذهبت لبائع الدجاج لشراء دجاجة، وأثناء وضعها على الميزان قفزت منه على أرضية المحل لتجد فى انتظارها « ديك» هاربا من قفص الدجاج هو الآخر، وما كاد يراها حتى مارس معها الحب أمام كل العيون فى لحظة ذهول انتابت جموع الموجودين، ربما كانت تريد أن يصبح لها فرخا صغيرا مثل إبساك، لكن البائع لم يمهلها حتى فرحة المتعة وذبحها بالسكين الحاد الذى كان ينتظرها ليموت الحلم الذى انتظرته وأوجع الذين رأوا دم الدجاجة يجرى على خلفية المشهد، وجدت نفسى بشكل تلقائى اعتذر لبائع الدجاج وأعود إلى بيتى ومنظر ذبح الدجاجة لا يفارق خيالى، هناك دوما ابن عرس يقتل الاحلام والمتعة.