«فيروس طويل الأمد».. الأطباء يدقون ناقوس الخطر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رغم تعافي الكثيرمن مصابي كورونا، الذي لا يزال يثير الخوف في العالم لأنه لا يوجد حتى الآن علاج، سوى التوصل إلى لقاح يقي من الفيروس، ولكن لا يمنع الإصابة به، فالمتعافين من الفيروس قد تلازمهم أعراض تستمر لفترة طويلة، حتى أن بعضها يحدث بعد التعافي من المرض ورغم اعتبار هذه الحالات محدودة مقارنة بعدد المصابين، الا أن هذه الأعراض تهدد صحة المرضى

  وأكدت فداء شايب، طبيبة متخصصة في أمراض الرئة، بكلية بايلور للطب في ولاية تكساس الأمريكية، أنه من المحتمل أن يعاني الناس من فيروس كورونا لفترة طويلة، وذلك بحسب ما نشره موقع «بيزنس إنسايدر»، وقالت إن فيروس كورونا طويل الأمد، يظهر مع عدد من الأعراض، ما يجعل الموضوع صعبا على الأطباء في اكتشافه ، ويمكن للأشخاص الذين يكافحون من أجل التعافي من فيروس كورونا أن يحاربوا أكثر من مجرد الفيروس المستجد، حيث إن أجهزتهم المناعية قد تنزلق أيضا لمحاربة فيروس آخر.

وذكرت دراسة بريطانية، أن واحدا بين 10 ناجين من الوباء، يصابون بتداعيات طويلة الأمد تزيد على 3 أسابيع، ولم يتضح ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة بشكل مباشر عن فيروس كورونا، أم الإجهاد وصدمة العدوى والوباء ،وأوضحت الدراسة 11 عرضا يجب متابعتها مع الطبيب حال حدوثها، وبينها الإعياء، حيث ذكرت دراسة صينية أن 6 متعافين من الوباء من أصل 10 نقلوا للمستشفى، مجددا بسبب حدوث إعياء متكرر بعد نحو 6 أشهر

ومنذ أن بدأ المرضى في الإبلاغ عن فترات طويلة من فيروس كورونا ، تمت مقارنة العديد من أعراضهم المستمرة، مثل التعب وضباب الدماغ، بمتلازمة التعب المزمن أو التهاب الدماغ والنخاع العضلي ،وأظهرت دراسة جديدة أن تلك الأمراض المزمنة قد تكون جذور متشابهة ،ووجدت الدراسة التي أجريت على 185 مريضا بكورونا في الولايات المتحدة أن غالبية "الرحلات الطويلة'' التي اختبرها الباحثون كانت إيجابية لإعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار (Epstein-Barr، أو كما يعرف اختصاراً بـ EBV، وهو فيروس من عائلة فيروسات الهربس، ومن أكثر الفيروسات التي تصيب البشر، بحسب ما نشر في مجلة "ساينس أليرت" Science Alert.

ووجدت الأبحاث الحديثة أن مجموعة فرعية من مرضى التهاب الدماغ والنخاع العضلي تظهر عليهم علامات إعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار. والآن، يبدو أن نسبة كبيرة محتملة من الأشخاص المصابين بفيروس "كوفيد طويل الأمد"، وهو واحد من أكثر أنواع العدوى الفيروسية شيوعا ،والغالبية العظمى من الناس حول العالم يصابون بالفيروس في مرحلة ما من حياتهم، وبعد مرحلة العدوى الحادة، تبقى نسخة غير نشطة من الفيروس في الجسم مدى الحياة.كما يسبب أعراضا شبيهة بالإنفلونزا، مثل فترات الإجهاد النفسي أو الفسيولوجي.

وبحسب الاختبارات المصلية لفيروس إبشتاين-بار لعالم الاحياء جيفري غولد على مرضى كورونا بعد 90 يومًا على الأقل من اختبار إيجابي للعدوى، ومقارنة معدلات إعادة تنشيط EBV لأولئك الذين يعانون من أعراض فيروس طويل الأمد مع أولئك الذين لم يعانوا من أعراض كوفيد طويل الأمد  وجد أن أكثر من 73% من مرضى كوفيد-19 الذين عانوا من أعراض كوفيد طويل الأمد كانوا إيجابيين أيضا لإعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار" ، وأن الأعراض التي تم الإبلاغ عنها تشبه إلى حد كبير تلك التي تنشأ من إعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار، بما في ذلك التعب الشديد والطفح الجلدي المتكرر وظاهرة رينود، ما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين.


وتشير النتائج من بين جميع مرضى كوفيد-19 البالغ عددهم 185 الذين تم اختيارهم عشوائيا، وجد الباحثون ما يقارب ثلثهم يعانون من أعراض لا تتزعزع استمرت لأشهر، وأحيانا أكثر من عام ،وفي عينة عشوائية من المشاركين الخاضعين للدراسة، أظهر ما يقارب 67% من الأشخاص الذين يستخدمون مسافات طويلة أجساما مضادة لإعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار في الدم ،وفي الوقت نفسه، تبين أن 10% فقط من المرضى الذين لم تظهر عليهم أعراض طويلة الأمد كانوا إيجابيين لإعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار.


وإذا أظهرت النتائج من خلال هذه الدراسة أن هؤلاء المرضى علامات إعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار، فقد يتلقون المزيد من العلاج الطبي لحمايتهم من خطر الإصابة بأشكال حادة أو طويلة الأمد من كوفيد-19.

وفي حين أنه لا يوجد حاليا دواء مرخص له لعلاج إعادة تنشيط فيروس إبشتاين-بار على وجه التحديد، إلا أن هناك أدوية يمكن أن تساعد في تقليل الحمل الفيروسي، ما يمنح الجهاز المناعي "استراحة محارب".