يحسب للدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء التزامه بوعوده للرئيس عبدالفتاح السيسي وللمهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء بوضع نهاية لمسلسل انقطاع الكهرباء الذي عاني منه المواطنون ونغّص عليهم حياتهم علي مدي شهور وشهور. جاء هذا الالتزام بعد الصحوة التي تملكت العاملين في الكهرباء علي كل المستويات مدفوعين بالحماس الذي تولد بعد استجابة الدولة لمتطلبات توفير الاعتمادات والتعاقدات اللازمة لاقامة مشروعات جديدة لتوليد الكهرباء. من حسن الطالع أن يمر شهر رمضان المبارك الذي جاء  مصاحبا لارتفاع حرارة الصيف. دون ان نتعرض لموجات الظلام التي تثير الاحباط والاكتئاب. لقي هذا الانجاز من جانب وزير الكهرباء ومعاونيه التقدير والترحيب علي كل المستويات الشعبية.
تم تحقيق هذه المعجزة علي الرغم من كل التصريحات التي ترددت مرات عديدة ان انفراج أزمة انقطاع الكهرباء تحتاج إلي ثلاث سنوات علي الاقل. جري عبور هذه الايام الصعبة بنجاح رغم العمليات الارهابية التي استهدفت ومازالت تستهدف ابراج الضغط العالي للكهرباء سعيا إلي زيادة المعاناة الجماهيرية وتعطيل عجلة الانتاج.
من ناحية أخري عبّرت قطاعات كبيرة من المواطنين عن تجاوبها مع النداءات التي تم توجيهها لترشيد استهلاك الكهرباء. تمثل جانبا من هذا التجاوب في الاقبال علي استخدام لمبات الاضاءة الموفرة والاقتصاد في تشغيل الاجهزة المستهلكة لمعدلات عالية من الطاقة.
من المتوقع أن الازمة التي عايشناها في ظل انقطاع الكهرباء سوف تتلاشي نهائيا مع الانتهاء  من مشروعات المحطات الجديدة وتشجيع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.
اذا كان العاملون في الكهرباء يستحقون الشكر علي ما قاموا به من جهد. فإن ذلك لايمنع من القول ان امامهم مهاما كثيرة أخري. يأتي في مقدمة ما هو مطلوب من أجل التصدي لاوجه الفساد سواء من جانب بعض العاملين في هذا المرفق أو من جانب معدومي الضمير من المستهلكين الذين يلجأون إلي سرقة التيار الكهربائي. هذه الظاهرة بشقيها تحتاج إلي مواجهة حاسمة لتحقيق التوازن بين جنوح  بعض العاملين إلي التجاوز في تعاملهم مع المستهلكين وبين نزعات عدم دفع قطاع من المستهلكين للمقابل الواجب لحصولهم علي خدمة الكهرباء.
علي كل حال فإن ما يثير الشعور بالتفاؤل ان تتواصل النجاحات والانجازات في مرفق الكهرباء بما يؤدي إلي تجنيب الناس غمة الظلام.. وشكرا لاسرة الكهرباء باعتباره أمرا واجبا.