يناقشها نادي أدب شبرا الخيمة

دعاء شكرى تتحرر من العادات العقيمة في مجموعتها «طقوس المتعة»

غلاف المجموعة القصصية طقوس المتعة
غلاف المجموعة القصصية طقوس المتعة

يناقش نادي أدب شبرا الخيمة المجموعة القصصية «طقوس المتعة» للأديبة دعاء أحمد شكرى يناقشها الدكتور خالد فهمي أستاذ اللغة العربية والعلوم اللغوية بكلية الآداب بجامعة المنوفية والناقد زكريا صبح، ويدير اللقاء رئيس نادي الأدب الشاعر محمد حافظ وذلك مساء الإثنين المقبل.

وفي رؤية نقدية للمجموعة القصصية لمجموعة طقوس المتعة تقول الأديبة بثينة هيكل، عندما يقع النظر على عنوان المجموعة يستوقفك، وتجد نفسك لا تستطيع المغادرة إلا وأنت تقتنيه لأن هذا العنوان يجعلك تتساءل.. وهل للمتعة طقوس؟

هنا فرضت الكاتبة إرادتها لكي تكمل معها قراءة محتوى المجموعة لمعرفة طقوسها الخفية للمتعة.

وعندما نشرع في القراءة تجد (الإهداء)

الذي كان شريك العنوان في جذب القارئ لتكملة القراءة للوصول لتلك الطقوس فكان الأهداء هو (إلى القلوب العطشى التي روت الجميع ولم يسقها أحد).. «إليهما» وتقصد هنا تلك الطقوس، ونكمل القراءة بكل تشوق.. نجد أننا وقعنا في فخ العنوان، ولكن لم يغضبنا  لأن القارئ وجد نفسه أمام تشويق آخر؛ ألا وهو محتوي الكتاب الذي يتكون من ٢٧ قصة البطل فيها الأساسي هو المرأة وما تعانية من متاعب ومشاكل وكبت نفسي ومعنوي لها بحركة سرد سريع غير مركب فالكاتبة منشغلة بتوصيل الهدف سريعا للقارئ، وهذا نجده واضحا جدا في قصة «إينار» قصة مليئة بالمشاكل الاجتماعية التي نجدها حولنا فنجد:

- الأم التي لا تهتم إلا بغريزتها ورغباتها وزوجها الذي هو زوج الأم بالنسبة لإينار ..غافلة تلك الأم أو متغافلة عن ابنتها والاهتمام بها ومراعاتها ..وهذا نموذج منفرد وليس عاما، نوعيات نجدها في مجتمعنا مثل المرض.

- الجدة التي طالما انت بعيد عن جيبها  فأنت حبيبها وهذا حال بعض كبار السن.

- إينار نفسها الفتاة التي تحافظ على شرفها رغم تلوث الجو المحيط بها ورغم غفلة الأم عنها

- العادات العقيمة التي لا زالت متواجده في مجتمعنا رغم التطور الهائل الذي وصل له العقل البشري ..تلك العادات التي لا يتنازل عنها معظم شرائح المجتمع الشرقي..وخاصة القرى الريفية حيث الثقافات المحدودة وعدم الدراية بنوعية غشاء البكارة الذي يعتبر بالنسبة لهم رمز العفة للفتاة .

- ناظرة المدرسة برغم شدتها والحزم الذي تتعامل به تحمل قلبا رقيقا  يتعاطف مع اينار في بيع السندوتشات لتعينها على الأنفاق والمعيشة حتى لا تلجأ إلى زوج الأم.. نستطيع ان نقول ان هذة القصة قد جمعت ما بين العنصر الذكري والعنصر الإنثوي .. فنجد:

- زوج الأم عديم الأخلاق الذي لا يكتفي بزوجته ويطمع في ابنتها .

- المدرس الذي ينتهك اخلاقيات مهنته التربوية وينساق خلف اهواءه.

- الفتاة العروس ..عريسها ووالدها وكيف كادا أن يفترساها اعتقادا منهما أنها فرطت في شرفها.

طرح سلس مشوق جعلنا نكمل مع الكاتبة حكاياتها.

قصة (المسرح) قصة رمزية وصفت فيها الكاتبة دعاء شكري كاتبا مغمورا وموهوبا ولكن لم يأخذ حقه من أن يحصد جوائز على أعماله .. فرمزت من بيده الحكم على الأعمال بالربوت غير المبرمج بنظام المحسوبية أو الشلالية أو المصلحة يقع هذا الكاتب فريسة الاكتئاب وخاصة أن الزوجة لا تؤمن بموهبته فكانت يد فرعون عليه.

قصة (زهرة) جمعت الكاتبة الرجل والأنثى معا في القسوة فكانت الأم والأب والزوج العجوز والتي شبهتهم زهرة هنا بالعنوان الثلاثي الذي من كثرة قسوتهم اتجهت للبحر لتتخلص من تلك الحياة حتى اصتدمت بطوق النجاة .

قصة (شهريار ضحية)، وتعرض لنا مشكلة قد تكون في معظم البيوت العربية فالمرأة بعد زواجها لا تهتم بمظهرها ولا أسلوبها الرقيق التي كانت تتحلى خلال فترة الخطوبة، فبعد الزواج تظهر أشياء تجعل الرجل يبحث عن تلك الفتاة الرقيقة الناعمة والتي لا يجدها إلا في أحلامه .. وأيضا دائما تريد الزوجة أن يقدر الرجل المعاناة التي تعانيها في تربية الأطفال ومراعاة شئون البيت متغافلة تماما معاناة الرجل خارج البيت في العمل لكي يضمن لها مستوى معيشي محترم ..

وأيضا عرضت لنا الكاتبة نموذجا لتعرض الأطفال للتنمر كما في قصة (سر خفي).

لم تغفل الكاتبة الناحية الأنسانية وهذا نجده في قصة (عم عوني) ذلك الرجل الذي كان يشارك جارته الخمسينية قهوة الصباح بعدما هجره أولاده وانشغلوا بحياتهم الخاصة والسفر للخارج تاركين هذا المسكيين وحيدا دون رعاية أو السؤال عنه وهو من أفنى حياته يرعاهم حتى شاطئ الأمان، علم من تلك الجارة قبل وفاتها بما يعانيه أطفال دار الأيتام التي كانت تعمل بها، ونهب المسؤلون أموال التبرع والملابس التي تخصص لهم وخوفها من بطشهم جعلها لا تتكلم أو تُبلغ عنهم.. هذا جعل عم عوني يشعر بالمسؤولية تجاههم ..ومن يومها وهو يرعاهم بعد وفاة الجارة المسكينة .. وأصبح  الاحتفاء بيوم اليتيم شيئا يسعده ويسعد الأطفال والذي وجد فيهم عوض خسارته في جحود أبناءه حتى حين حضروا من السفر خوفا على ضياع الثروة في الهدايا للأطفال المساكين .. لم يمسح دمعة عم عوني غير هؤلاء الأطفال.

ونموذجا آخر لنبش القبور وسرقة جثث الموتى كما في قصة (عتبة القبر).

إذاً نستطيع القول أن الكاتبة دعاء أحمد شكري خرجت من دائرة ذاتها الأنثوية لتخرج لنا عملا متنوعا يعرض لنا جبروت المرأة تجاه الرجل كما في قصة (موته حياة – المسرح – شهريار ضحية)

وأيضا جبروت الرجل تجاة المرأة كما في قصة  (إينار- زهرة – صفعة).

وأيضا الناحية الأنسانية  في قصة (عم عوني)..

وهناك أيضا (عم مؤمن) .. الخبرة والحكمة رغم كونه سائقا إلا أن أحيانا كثيرة تكون الخبرة والحكمة أهم من المناصب والأوامر العمياء المتغطرسة.

نجد أن الكاتبة كانت محايدة تماما وليست عنصرية ولا متحيزة للأنثى بالعكس طرحت سلبيات وإيجابيات الاثنين معا

بمعنى أن حين وصفت الرجل بجبروته تجاه الأنثي كما في قصص: ( إينار وطوق نجاة – صفعة)، عرضت لنا أيضاِ جبروت المرأة تجاة الرجل كما في:( موته حياة – شهريار ضحية )، كما عرضت لنا أيضا القصة الصوفية التوعوية وهي التي تحمل اسم المجموعة (طقوس المتعة).