في 5 ثوان.. تقنية جديدة لتحديد علاج «سرطان الثدي»

 سرطان الثدي
سرطان الثدي

يتعين حاليًا على معظم المرضى الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، من مرضى سرطان الثدي، تحمل عدة أسابيع أو أشهر من العلاج - غالبًا مع آثار جانبية منهكة، مثل الغثيان، وتساقط الشعر، والإرهاق الشديد - قبل اكتشاف ما إذا كان الورم قد تقلص، أم لا.

تقنية جديدة كشف عنها فريق من العلماء في جامعة واشنطن في سانت لويس، تقلل هذا الوقت الطويل من العلاج إلى بضع ساعات، مما يسمح للأطباء بتجربة تركيبات أخرى من العلاج الكيميائي، أو إجراء عملية جراحية في وقت أقرب، في محاولة لوقف انتشار السرطان.

وفي الوقت الحالي، قد يكون هناك انتظار لأسابيع أو شهور لمعرفة ما إذا كانت الأدوية تعمل أم لا، علما بأنه يتم تشخيص ما يصل إلى 55000 امرأة سنويًا في المملكة المتحدة بسرطان الثدي، مع إصابة واحدة من كل سبع نساء به في حياتهن.

وغالبًا ما يتم إعطاء العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص الأورام، وتسهيل إزالتها، وكذلك تقليل فرص احتياج المريض لعملية استئصال الثدي، ولكنه يستخدم أيضًا بشكل روتيني بعد الجراحة "للتخلص" من أي خلايا سرطانية باقية.

ويتتبع الأطباء حاليًا نجاح العلاج الكيميائي باستخدام مجموعة من اختبارات الدم والأشعة السينية والتصوير المقطعي المحوسب (نوع من الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد)، ولكن قد يستغرق ذلك وقتًا طويلاً، كما أن التغيرات في حجم الورم، أو هيكله، ليست واضحة دائمًا.

والفحص الجديد الذي مدته خمس ثوانٍ ليس سريعًا فحسب، ولكنه مفصل للغاية، فعندما يتم تمرير المسبار فوق الثدي، فإنه يرسل موجات صوتية وضوء الأشعة تحت الحمراء إلى الأنسجة، وتقوم المستشعرات الدقيقة في المسبار بقياس معدل انعكاس الصوت والضوء على الفور، مما ينتج عنه صورة تكشف عن تغيرات طفيفة في الورم.

وأي اضطراب في هذه الانعكاسات يشير إلى أن السرطان لا يزال نشطًا، فعلى سبيل المثال يمكن أن تُظهر القراءات ما إذا كانت الأوعية الدموية الدقيقة التي تظهر حول الورم (من أجل إمدادها بالأكسجين الذي يحتاجه للنمو) تختفي، أو تنمو بسرعة أكبر، بعد دورة واحدة فقط من العلاج الكيميائي.

وقد قام العلماء الذين طوروا الفحص في جامعة واشنطن في سانت لويس، باختباره على 38 امرأة مصابة بسرطان الثدي، خضعوا للفحص قبل وبعد ثلاث نوبات من العلاج الكيماوي، وأظهرت النتائج ، التي نُشرت مؤخرًا في مجلة أبحاث وعلاج سرطان الثدي، أنها كانت دقيقة للغاية في التنبؤ بالأورام التي تستجيب بشكل جيد للعلاج الكيميائي.

والآن يقوم نفس الفريق بإعداد مشروع لتلائم التكنولوجيا مع أجهزة الموجات فوق الصوتية الموجودة بالمستشفى، حتى يتمكنوا من إنتاج فحوصات أكثر تفصيلاً للأورام، ويمكن استخدام هذه التقنية أيضًا في حالات سرطان الرأس، والرقبة.

ويبدو الفحص الجديد واعدًا للغاية في اكتشاف المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الكيميائي، مما يعني أنه يمكنهم إجراء الجراحة في وقت أقرب، كما يقول جايانت فيديا، أستاذ الجراحة والأورام في جامعة كوليدج لندن.