غنيمة حرب.. الأسلحة الأمريكية «كنز» لحركة طالبان | تقرير

أعضاء طالبان بالتسليح الأمريكي
أعضاء طالبان بالتسليح الأمريكي

أنفقت واشنطن خلال 20 عاما 3 ترليونات دولار على العملية العسكرية بأفغانستان، لتدريب الجيش الأفغاني وتجهيزه لكن ذلك لم يحمي هذا الجيش من الانهيار أمام هجوم "طالبان" التي باتت تملك ترسانة أسلحة جبارة غنمتها من العدو، ومن القواعد التي هجرتها القوات الأمريكية.

الولايات المتحدة تخلي مسؤوليتها

أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال كلمته بخصوص الأوضاع الحالية في أفغانستان، إلى أن الإدارة الأمريكية قدمت كل شيء للجيش الأفغاني لكن ليس لديهم الرغبة في القتال، ليخلي مسؤوليته ويبرر الفشل وسرعة سقوط أفغانستان في أيادي طالبان.

وبسؤال الميجور جنرال هانك تايلور المسؤول في هيئة الأركان المشتركة في البنتاجون عن وجود إجراءات أمريكية متخذة لمنع وقوع المعدات في أيدي طالبان من خلال تدميرها أو أي شيء آخر؟.. جاء رد الجنرال الأمريكي بصورة كارثية عندما قال: "ليس لدي إجابة على هذا السؤال !!".

 

استسلام الأفغان

إلا أن عدد من عناصر قوات الأمن الأفغانية لم يبدوا بالفعل رغبة كبيرة في القتال، فقد ألقى الآلاف أسلحتهم، أحيانا بدون أدنى مقاومة.

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه بالنسبة للولايات المتحدة، فبعد انسحابها من العراق، سيطر تنظيم داعش على مدينة الموصل منتصف العام 2014، واستولى على أسلحة وآليات هامة أمريكية. واستخدم التنظيم هذه المعدات بعد ذلك لإعلان الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا.

على غرار مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، يقف مجندو طالبان لالتقاط صور مبتسمين وهم يحملون ذخائر استولوا عليها في المدن التي سيطروا عليها في كافة أنحاء أفغانستان.

 

غنائم حرب

وانتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مقاطع فيديو تظهر مقاتلين من حركة طالبان يصادرون شحنة أسلحة هنا أو هناك كغنائم حرب، ومعظمها مقدم من قوى غربية.

مع الانسحاب شبه الكامل للقوات الأمريكية، يجد متمردو طالبان أنفسهم يملكون عدداً كبيراً من المعدّات الأمريكية، بدون الحاجة إلى إنفاق دولار واحد للحصول عليها.

توضح الباحثة جوستين فليشنر من مؤسسة بحوث التسلح أثناء النزاعات: أنه رغم أن القوات الأمريكية أخذت معها أثناء انسحابها المعدّات التي تُعدّ "متطوّرة"، إلا أن متمردي طالبان استحوذوا على "مركبات وآليات هامفي وأسلحة خفيفة وذخيرة".

فرض هيمنة لطالبان

يرى الخبراء أن هذه الغنيمة غير المتوقعة ساعدت إلى حدّ كبير متمردي طالبان الذين بإمكانهم أيضاً الاعتماد على مصادرهم الخاصة للحصول على أسلحة. 


يعتبر خبراء عسكريون أن هذا الكم من العتاد والتسلح لم يساعد حركة طالبان في الوصول إلى كابول فقط، إنما كذلك في "تعزيز سلطتهم" في المدن التي سيطروا عليها.

في مطار قندوز، يظهر عنصر من طالبان في فيديو على متن دراجة نارية حمراء اللون أثناء مشاهدته مروحية عسكرية على مدرج قريب.

يشير أحد المحللين السابقين في مجال مكافحة الإرهاب في وكالة الاستخبارات الأمريكية أن "ذلك سيكون لأغراض دعائية فقط".

فالأسلحة الخفيفة أكثر فائدة، على غرار الآليات التي ستسهل التنقلات في هذه الأراضي الوعرة، كما ستعزز هذه المعدات إضافة إلى تراجع معنويات الجيش الأفغاني، تهديد طالبان.