عبور
لولا بيانات المتحدث العسكري العميد محمد سمير أول أمس منذ بدء الهجوم الإرهابي الواسع علي سيناء، ولولا البيان الرصين الذي صدر عن المجلس الأعلي للقوات المسلحة، والذي تلاه ضابط برتبة عقيد من إدارة الشئون المعنوية، قوي النبرات، دقيق الأداء، سليم النطق، يذكرني بصوت الاعلامي القدير صبري سلامة الذي تلا بيان عبور القوات المسلحة لقناة السويس في اكتوبر، لولا ذلك الأداء لسقطت ورقة التوت عن الدولة المصرية في أشرس معاركها ضد الإرهاب وهذا أحد نتائج الدستور الموسوي الكارثي الذي جرد الدولة من منظومة إعلامها ولم تستطع الحكومة أن تنشئ نظاما اعلاميا موازيا يغطي الثغرة الخطيرة التي أحدثها ذلك الدستور الكارثي الذي كرس أسس الدولة الدينية بسماح اللجنة التأسيسية له لحزب سلفي وهابي متشدد بالمشاركة في صياغته مما أدي إلي تكريس المادة التي تضفي صبغة دينية أحادية علي الدولة، واعتبار شيخ الأزهر غير قابل للعزل، وهذا يقر لأول مرة، وإذا كان شيخ الأزهر الحالي عالما جليلا، زاهدا، فمن يضمن الشيوخ القادمين، ماذا لو لحق أحدهم خلل عقلي مثلا؟ طبقا للدستور يستحيل عزله، جميع دساتير مصر السابقة منذ ١٩٢٣ وحتي ١٩٧١ متقدمة علي هذا الدستور الذي تم تفصيله علي هوي شخص كان قد خرج من الانتخابات الرئاسية بهزيمة ثقيلة، هذا كله يجب أن يناقش لكنني أتوقف عند الفراغ الإعلامي والذي بلغ ذروته يوم الهجوم الإرهابي علي سيناء.