الحركة تصادر أسلحة المدنيين ومعارك تنتظر «بنجشير»

مصدر بطالبان: أفغانستان إمارة إسلامية قريبًا

آلاف من الأفغان يحتشدون بمطار العاصمة فى محاولة للفرار
آلاف من الأفغان يحتشدون بمطار العاصمة فى محاولة للفرار

ساد هدوء حذر في أنحاء أفغانستان في اليوم الأول من عودة حركة طالبان الى السيطرة على الحكم في البلاد في أعقاب هزائم عسكرية متتالية تكبدها الجيش الأفغاني الذى أشرفت الولايات المتحدة على تسليحه وتدريبه طوال عشرين عاما.

مشاهد من دخول مقاتلى طالبان العاصمة كابول

مقاتلو طالبان يسحبون الأسلحة الشخصية من المدنيين

محمد نعيم

وذكر قائد بالحركة اليوم ان تعليمات صدرت للمقاتلين في كابول بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية. وشددت الحركة على أنها قدمت ضمانات أمنية إلى المسئولين الذين استسلموا إليها.

وأفاد مسئول في الحركة لوكالة «رويترز» بأن «أكثر من 90% من المباني الحكومية تحت سيطرة الحركة وبوجود أوامر للمقاتلين بعدم التسبب في أضرر».

ومع انهيار القوات الحكومية وفرار الرئيس أشرف غنى من البلاد، احتشد آلاف الأشخاص يائسين في مطار كابول لمحاولة الهرب في مشهد جسد كل معاني الفوضى.

وفي وقت سابق أعلن محمد نعيم المتحدث باسم المكتب السياسي للحركة أن الحرب قد انتهت في أفغانستان. وأكد نعيم تعهد الحركة بتوفير الأمان للمواطنين والبعثات الدبلوماسية، وقال: «نحن مستعدون للحوار مع جميع الشخصيات الأفغانية وسنكفل لهم الحماية الضرورية». ونقلت رويترز عن مسئول قيادي آخر أنه من السابق لأوانه التحدث عن كيفية تولي الحركة الحكم، وقال: «نريد مغادرة كل القوات الأجنبية قبل أن نشرع في إعادة هيكلة نظام الحكم». بينما نقلت وكالة أسوشيتد برس» عن قيادي بطالبان قوله إن الحركة ستعلن قريبا الإمارة الإسلامية.

وقالت وسائل إعلام، إن حركة طالبان بدأت اليوم، في مصادرة وسحب الأسلحة من المدنيين في العاصمة الأفغانية كابول. ونقلت «رويترز» عن متحدث باسم الحركة قوله، إن الناس لم يعودوا بحاجة إلى الأسلحة للحماية الشخصية. وأضاف المتحدث: «نحن ندرك أن الناس احتفظوا بالسلاح من أجل ضمان سلامتهم. والآن يمكنهم الشعور بالأمان. نحن لسنا هنا لإلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء».

في الوقت نفسه، أفادت وسائل إعلام أن القوات الحكومية والمليشيات المحلية تتجمع على طول حدود ولاية بنجشير، وقد تصبح المنطقة حصنا لمقاومة طالبان، وهذه المرة الثانية التي تؤدى مثل هذه المهمة. وبنجشير، هىواحدة من 34 ولاية في أفغانستان، ويبلغ عدد سكانها حوالى150 ألف نسمة، ومعظم سكانها ـ وتصل نسبتهم إلى 98.9% ـ من عرق الطاجيك.
وكانت القوات الحكومية والرئيس الأسبق برهان الدين رباني قد لجأوا عقب استيلاء المسلحين على كابل في سبتمبر من عام 1996، إلى وادي بنجشير، ومنعت قوات المقاومة طالبان من السيطرة على كامل البلاد.

وأفادت وكالة أنباء «سبوتنيك» بأن قادة المقاومة في بنجشير يستعدون لخوض حرب كبرى ضد طالبان، مستعينين بوجود 20 قاعدة عسكرية في الوادي، في حين أن العدد لم يتجاوز الثماني خلال المعارك السابقة مع طالبان. وبقيت «بنجشير»، ويعني اسمها «خمسة أسود»، الولاية الوحيدة في أفغانستان خارج سيطرة حركة «طالبان».

فيغضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة أنّه تم إنزال العلم الأمريكي من سفارة الولايات المتحدة في كابول، مشيرة إلى أنّ «جميع» أفراد طاقم السفارة تقريباً باتوا في المطار بانتظار إجلائهم، بعد ساعات على دخول حركة طالبان إلى العاصمة.. كما شدّدت الولايات المتحدة و65 دولة، في بيان مشترك، على أنّ المواطنين الأفغان والأجانب الراغبين في مغادرة أفغانستان «يجب أن يُسمح لهم بذلك»، موجّهةً تحذيراً إلى حركة طالبان من أنّه ستكون هناك محاسبة في حال ارتكاب أيّ انتهاكات.. وقالت وزارتا الخارجيّة والدفاع الأمريكيّتان في بيان مشترك «نتّخذ حاليّاً سلسلة إجراءات لتأمين مطار حامد كرزاي الدولي، من أجل السماح بمغادرة آمنة» للأفراد الأمريكيّين وحلفائهم من أفغانستان «في رحلات مدنيّة وعسكريّة».. وقال متحدّث باسم وزارة الخارجيّة إنّ السفير الأمريكي لدى أفغانستان روس ويلسون موجود أيضاً في المطار وإنّه على اتّصال بوزير الخارجيّة أنتوني بلينكن. أما الصين فقالت إنها تتمنى أن تنتهي الحرب في أفغانستان قريبا وأن تفي طالبان بوعودها.