الأرض فوق صفيح ساخن..

الزراعة: مازلنا بمرحلة الجموح المناخي وبعض المحاصيل ستتأثر بموجات الطقس المتطرفة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

بطبيعة الحال تعتمد مصر بشكل كبير على الزراعة لسد احتياجاتها، وهو القطاع الذى يتأثر كثيراً بأى تغير فى المناخ.

يؤكد د.محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، ومقرر لجنة متابعة تأثيرات التغيرات المناخية على الأنشطة الزراعية، أن الزراعة فى الأساس تعتمد على الموارد المائية التى تتأثر بشكل مباشر بأى تغير فى المناخ، لنجد أنفسنا أمام زيادة فى الاحتياجات المائية للمحاصيل ونقصان فى الموارد المتاحة، أما الضرر الثانى الذى يسببه تغير المناخ هو التأثير على إنتاجية المحصول، بغض النظر عن وفرة المياه، فهناك العديد من المحاصيل تتأثر وبشدة بموجات الصقيع أو موجات الحر الشديدة، ومحاصيل أخرى تتأثر بكميات الأمطار الكبيرة المفاجئة، وفى كل هذه الحالات بكمية المحصول يحدث به عجز نتيجة تلف نسبة كبيرة منه بسبب هذه التغيرات.

ويوضح أن التأثير الثالث بالرغم من أنه غير مباشر إلا أنه مهم لدرجة كبيرة، فتغير المناخ يؤثر على جودة المحاصيل نفسها فينبت بشكل ضعيف وتكون فرصة كبيرة لانتشار الآفات والأمراض، وهو ما يؤدى لكثرة استخدام المبيدات وهو الأمرغيرالمحمود.. أما عن جهود وزارة الزراعة لحماية الفلاح المصرى من مخاطر تلك التقلبات، فأكد د.فهيم أنه فى الأساس لا يملك أحد التنبؤ بالمناخ بشكل موسمي، إلا أنه يوجد توقع قصير المدى يصل إلى أسبوع، وعند التأكد من احتمال حدوث أى تغير من الممكن أن يسبب مشكلة يتم إعلام كل الفلاحين بمختلف الطرق.

وأضاف يتم ذلك عن طريق وسائل الإرشاد الزراعي، والنشرات الإعلامية ، بخلاف تخصيص قناة كاملة لوزارة الزراعة تبث على مدار الساعة كل ما يهم الفلاح المصرى.

وأضاف د. فهيم أن ما نشهده فى مصر ليس «تطرف مناخى» بل من الممكن أن تطلق عليه «جموح مناخى» فهى تقلبات مناخية جامحة، وبالرغم من مرور البلاد بهذه التقلبات فى كثير من الأحيان إلا أننا لا زلنا فى المرحلة «تحت المتوسطة» أى نحن غير معرضين لتقلبات شديدة الجموح .

وأوضح قائلاً « وقوعنا فى المرحلة تحت المتوسطة تعنى أننا لن نمر مثلا بسيول أو فيضانات عارمة، كما أنه لن تحدث أعاصير فهى لا تتكون فى مناطق حوض البحر المتوسط بل فى مناطق المحيطات التى بها مسطحات مائية واسعة جداً، كما أننا لن نمر بارتفاعات قياسية فى درجات الحرارة مثل ما حدث فى تركيا واليونان مثلاً».

ومع ذلك أشار د.فهيم إلى أن مصر أكثر حساسية للإصابة بهذه التقلبات وهو الأمر الذى يعود تفسيره إلى «البيئة المصرية الهشة الضعيفة «، أى أنها جافة لا يوجد بها غابات تحميها من العواصف، كما أن لدينا واديا ودلتا ضيقين للغاية فأى رياح محملة بالرمال تؤثر بشكل كبير على المحاصيل وتتلفها.