أحدَ أهم شعراء العامية الكبار في مصر.. وامتداد لسيرة العظماء الذين أثروا المكتبة العربية

فؤاد حجاج.. صوت الغلابة وشيخ شعراء القليوبية

احتفالية تأبين الراحل الشاعر فؤدا حجاج بشبرا الخيمة
احتفالية تأبين الراحل الشاعر فؤدا حجاج بشبرا الخيمة

تغنى بأشعاره محمد رشدي والعزبي والحجار وأنغام وأحمد إبراهيم

 


فؤاد إبراهيم على حجاج الشهير بـ«فؤاد حجاج» الكاتب والشاعر الكبير شيخ شعراء القليوبية، ونبض الوطن .. وصوت الغلابة والعمال الذى تربى وترعرع بينهم فى مصنع أسكو للغزل والنسيج بشبرا الخيمة, من مواليد المحلة الكبرى فى 14 مايو 1949, وتركها والده للبحث عن عمل فكان مصنع اسكو للغزل وحلج الاقطان والصوف والذى كان من أكبر مصانع النسيج فى مصر بعد مصنع المحلة, وسط العمال ظهرت موهبة فؤاد حجاج الشعرية, وحسن من مستواه التعليمى حتى حصل على دبلوم الإعلام من الجامعة العمالية, سنه 1985.
وللسيرة والمسيرة الكبيرة للشاعر الكبير فؤاد حجاج شيخ شعراء القليوبية، نظم نادى أدب قصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة, بالإشتراك مع نادى أدب قصر ثقافة بهتيم، إحتفالية لتأبين الراحل بنادى المؤسسة العمالية بشبرا الخيمة تحت عنوان " ليلة فى عشق فؤاد حجاج".. بحضور قيادات الثقافة بمحافظة القليوبية فى مقدمتهم الأديب طارق عمران مدير ثقافة القليوبية, وقام بتقديم الحفل الشاعر مجدى ابو الخير عضو نادى الأدب ببنها, الذى أبدع فى تقديم فقرات الاحتفالية بمقطاع من شعر الراحل فؤاد حجاج..


بدأ الشاعر سعيد الصاوى عضو إتحاد الكتاب , الاحتفالية بكلمة استعرض فيها مسيرة الراحل, مؤكدا أن فؤاد حجاج يعد إمتدادا طبيعيا لسيرة شعراء العامية المصريين, إلا أنه لم ينل ما ناله بعضهم من شهرة وتقدير, بل لقد التبس أسمه دائما مع أسم الشاعر الكبير فؤاد حداد, وعلى الرغم من كتابة فؤاد حداد تتر المقدمة والنهاية لمسلسل «حديث الصباح والمساء» بكلمات لخصت العمل كله ببراعة وإحساس مرهف للدرجة التى أبكت البعض عند الاستماع إليها, وأكد كاتب السيناريو محسن زايد ذلك حين نقل استحسان وثناء الاستاذ نجيب محفوظ واعجابه الشديد بما كتب, ومع ذلك لم يستعن به احد لتكرار هذه التجربة.
وأضاف الشاعر سعيد الصاوى, ملمح آخر من ملامح حجاج الإبداعية عندما تولى رئاسة الصفحة الأدبية بجريدة العمال, كان ينشر لأدباء لا تربطه بهم علاقة, انحيازا للنص وليس لصاحبه, كما استكتب العديد من الأدباء فى كثير من المواضيع والمناسبات الثقافية والأدبية، حتى أصبحت هذه الصفحة، المروج الأكبر للجريدة ككل.
وفؤاد حجاج واحدا ممن أثروا المكتبة العربية بالكثير من الدواوين والاشعار والدراسات والأعمال المسرحية والإذاعية وأدب الأطفال, وجاءت أغلب أشعاره وطنية, رصد فيها كل الأحداث التى مرت على على مصر, بداية من النكسة وحتى ثورة يناير وما تلاها من أحداث حتى ثورة 30 يونيو, وجاء موقفه خلالهما موافقا لموقف أغلب المثقفين الوطنين الذين عبروا عن هموم المواطن المصرى وطموحاته فى غد أفضل.


ويضيف الصاوي, أن أعمال شيخ شعراء القليوبية فؤاد حجاج إلى دواوين ودراسات أدبية وأعمال إذاعية وأعمال تليفزيونية, ومسرح.
أولا: الدواويين الشعرية والتى تتمثل فى «وادى الخوف» و«الكاميرا فى المحكمة» و«غنوة المطر» و«غناوى القلب» و«يوميات عبدالعال» و«نور النار» و«فتافيت الجمر» .
وثانيا: الدراسات الأدبية وتتمثل فى «العمال والمسرح» و«المسرح والعمال هيئة الكتاب» و« بيتهوفن معزوفة التحدى» و«فارس الثقافة الجماهيرية» و« و.. طه .. قنديل م الوطن».
ثالثاً الأعمال الإذاعية وهى : «مصر الصنايعية» و «جحا 79» و «أصل الحكاية» و«منورة بإنتصاراتها» و«دار الزعفران» و «قصة الأسبوع» و«قطر البضاعة و«و.. جذور فى الهواء».
رابعا : الأعمال التليفزيونية وتتمثل فى «من هنا وهناك» و«أوراق من شجر أكتوبر» و«مغامرات الشاطر حسان» و«أبو الهول بيقول» و«معانى من القرآن» و«مشاعل» و«المسحراتى» و«يعيش ياميش» و«بندق العجيب» و«أوتار التغريبة» و«مسك الختام» و« و.. بر الآمان».
خامسا الاعمال المسرحية الغنائية: وهى تنقسم إلى مسرح الطفل وقدم فيه «قطار الحواديت» , والمسرح الوطنى والعمالى وقدم فيه « مصر الصنايعية» و«مصر النهضة» و«حزب الشرفا» و«وبعدين ..» و«ليه يا بحر» و«زفة أكتوبر سويسيه».
وفى المسرح التسجيلى والسير الذاتية قدم فيها «والله زمان يا فاطمة» و«مدد يا سلامة» و«سلامات يا ست روز» و«محاكمة شخصيات نجيب محفوظ» و«زقاق المدق 2014», بالإضافة إلى أغانى وأشعار عدد كبير من المسرحيات للأطفال وللكبار, كما غنى بكلماته العديد من نجوم الصف الأول للغناء المصرى.
ولا ننسى بالطبع رائعته «حبة عشم فى المحروسة » ذلك العمل الشعرى الغنائى الذى طاف به أرجاء مصر المحروسة بالأشتراك مع صاحب الصوت والأنامل الذهبية الفنان فايد عبد العزيز.
أما عن التكريمات فقد حصل الشاعر فؤاد حجاج على عدد من الأوسمة والجوائز منها: جائزة الميكروفون الذهبى عام 2001 من مهرجان الإذاعة والتلفزيون, وشهادات تكريم من أغلب جامعات مصر, كما حصل على شهادات تكريم من مديريات الثقافة بالأقاليم, كما حصل على منحة التفرغ لعامى 1996 و 1997 من وزارة الثقافة.
وأكد الصاوى أن هذه ملامح من مسيرة عطاء الشاعر فؤاد حجاج الأدبية والفنية والذى وافته المنية يوم السبت 24 يوليو 2021 ليغيب عنا بجسده , ولكنه باق بيننا بما ترك من أعمال أدبية غزيرة ومتنوعة , وبما تركه فى نفس كل من حب وإحترام وتقدير..


 


ويقول الدكتور جمال الطوخى, سيظل فؤاد حجاج رمزاً من الرموز المتميزة في حياتي عامة, فقد كان أحد التجارب الإبداعية ذات الخصوصية عندي
والتي أحب أن اتناولها من منظور ان الابداع ليس هذا المنتج الأدبي فحسب ولكنه الأكثر إبداعا حين يتم تقييمه في إطار سياقات الإبداع المختلفة والتي كانت محور رؤيتي حول هذا الإبداع للأسباب التالية: اولا.. هذا الإتساق التام بين ما يعبر عنه وبين قضاياه الحقيقية التي يعيشها فهو يعبر عن هذا الإنسان البسيط العامل ويعيش حياته مدافعا عنه بالشارع والنقابة والمصنع، وهو يعبر عن العطاء والإخلاص، وهو نموذج لكل هذة القيم وهو يتغني بحب مصر ويخلص لها كما تحب هي أن يخلص لها.
ثانيا.. هذا الدور التربوي الذي كان عبقريا في أدائه فقد كان ملهما ومعلما لأجيال كثيرة في تؤده وروية بكثير من الرعاية، وغرس قيم الإبداع الأدبي والحياتي لهؤلاء الاطفال والشباب الذين كانوا في مهد التعلم وتتنامي ادواتهم بين يدية في رعاية عين الأب وغرس الفلاح وحصاد من إبداعات هؤلاء إلي اليوم التي تشهد له بالولاء والقيمة.
ثالثا.. لم يكن يوما مسفها لرأي او رؤية من هؤلاء الذين تعلموا في محرابه ولكنه كان يعظم كل خطواتهم نحو النجاح ويقيل عثراتهم وهو يضعهم موضع الند في احترام رؤيتهم ورؤاهم فخرجوا إلي حياة الأدب وهم يحملون ثقة في أنفسهم وعلما مبدعا في رؤيتهم ومنجزا أدبيا ذو قيمة كبيرة.
وكان يعيش مشاكل العامل والفلاح والفقير معايشة الطبيب والمعالج ويتوجع باوجاع المريض من كل فاقه تصيبه.
رابعا.. كان يدرك الحياة في اوجهها الكثيرة وفي مستوياتها المختلفة ولذا لم يحبس نفسة او تلاميذة في مدرسته ولكنه خرج الي دوائر متعددة وهم معه متميزين في كل شئ يراقبهم ويوجههم دون ان يشعروا باي قدر من اللوم او الاستعلاء عليهم.
خامسا.. لم يتوقف عن المشاركة او العطاء علي كل المستويات الاجتماعية والابداعية والسياسية في يوم من الايام ولم يمنعه المرض من ان تظل مدرسته منيرة مفتوحة دوما مهما عاني من مشكلات الحياة، وسيظل فؤاد حجاج أحد رموز الوطن التي لم تنل حقها من التقدير, ولكنني لا أشك في أن حقه سيحصل عليه, وأن مدرسته ستستمر إن شاء الله.

 

 

ويقول الشاعر طارق فؤاد من نادى أدب بهتيم أن الوسطُ الأدبي والثقافي، فقد أحدَ أهم شعراء العامية الكبار في مصر، وهو الشاعر فؤاد حجاج، مؤلف كلمات المقدمة والنهاية لمسلسل "حديث الصباح والمساء", ويعد فؤاد حجاج امتدادا لسيرة الشعراء في هذا المجال؛ ممن أثروا المكتبة العربية بالكثير من الدواوين والأشعار الخالدة حتى الآن، وإن لم تمتد يد الشهرة والتقدير لتزيِن مسيرته، ولم تتوقف موهبة الشاعر الراحل عند العامية فقط، وإنما امتدت إلى مجالَي المسرح والدراسات الأدبية أيضًا، واللذين أبلى فيهما بلاء حسنًا، إلا أن المجالات التي عمل فيها لم تمنحه الشهرة الكافية؛ فقد مسَّه بريقها بعد تأليفه تترَي مسلسل "حديث الصباح والمساء" في تعاونه مع السيناريست محسن زايد، الذي منحه فرصة عمره التي اغتنمها وأحسن استغلالها وقدم أحد أهم التترات الخالدة في وجدان الشعب العربي كله، ولكن هذا التعاون لم يتكرر ولم يُقدِم مخرجو التليفزيون على التعاون معه مرةً أخرى، رغم نضج وعمق وطزاجة كلماته.


وأكد الشاعر عصام عبد المحسن بقصر ثقافة بهتيم, أن أغلب أشعار حجاج كانت وطنية، ورصد كل الأحداث الوطنية التي مرت على مصر؛ بداية من النكسة وحتى ثورتَي يناير ويونيو، وجاء موقفه خلالهما موقف أغلب المثقفين الوطنيين الذين عبروا عن هموم المواطن المصري وطموحاته في غدٍ أفضل، فالكاتب وشاعر العامية فؤاد حجاج، أحد رموز الحركة الثقافية في مصر.

 


ويقول الشاعر محمد حافظ من نادى أدب عمال شبرا الخيمة, أن أشعار فؤاد حجاج تغنى بها العديد من الفنانين من المطربين الكبار, أمثال أحمد إبراهيم، ومحمد رشدي، ومحمد العزبي، وعلي الحجار وأنغام، وألف 12 مقطعا غناها علي الحجار، ولمسلسل «رجعلك يا إسكندرية» في 2005، ومن إخراج هاني لاشين، ومن أشهر التترات التي كتبها فؤاد حجاج في الدراما المصرية عام 2001، وهي من ألحان عمار الشريعي، وغناء أنغام، والمسلسل يتضمن نخبة كبير من أبطال العمل من أبرزهما ليلى علوي، وخالد النبوي وعبلة كامل، ودلال عبدالعزيز.. وغيرهم، كما أنه صاحب تتر مسلسل «حديث الصباح والمساء».