ضي القلم

ماراثون تقليب الجيوب

خالد النجار
خالد النجار

انتبهوا.. من جديد تعود كورونا بموجة أكثر شراسة وبخطر يهدد الأطفال، تعاملت الدولة مع الفيروس اللعين وتبعاته واتخذت إجراءات احترازية بتجهيزات تضاهى دولا متقدمة ونجحنا بفضل الله فى عبور أزمات عديدة وتخطينا حواجز وعقبات اقتصادية.

خطوات جادة وفرت اللقاح وبلاشك انخفضت الحالات بفضل الإقبال على التطعيم، وكان له الأثر الطيب فى حماية عدد كبير، لكننا نحتاج لضبط الأمور من جديد.. كفانا استهانة، فما حدث فى الأعياد والمصايف وزحام الساحل والإسكندرية واختفاء الكمامات، يتطلب صحوة وإعادة تنبيه حتى لا ندخل مرحلة تزعجنا.

ومع قرب دخول المدارس نتمنى التشديد فى الإجراءات ليصحو الناس من الغفوة التى أنستنا كورونا وما خلفته من مشاكل وما أحدثته من إصابات أفقدتنا أعزاء.

فرضت كورونا أنماطا جديدة من السلوك وغيرت مفاهيم الاستهلاك والبيع والشراء واستحدثت نظما للبيع الالكترونى أرى فيه ايجابية، لكن يبدو أننا نتصيد ونوفق كل جديد على المزاج ..تماشى بعض المدرسين مع الحالة ووفقوا أوضاعهم ونشروا أنشطتهم عبر التطبيقات ليطلوا على الطلاب عبر نوافذ المعرفة المدفوعة وبطرق ناعمة للابتزاز والرضوخ وتقليب الجيوب، بدأوا مبكرا حجز الدروس بملء «أبليكيشن » لزوم الموضة، ثم المرور على المساعد لجمع بعض البيانات وإتمام الإجراءات حتى يتم قبول الطالب بإذن الله!

ومع سبوبة الدروس الخصوصية، يستعد أولياء الأمور لسباق الجامعات الخاصة وماراثون تقليب الجيوب، ودهاليز المنح والالتحاق بجامعة خاصة تكمل الوجاهة والبرستيج ..يبدو أنها أصبحت موضة، حتى أصحاب المجاميع المرتفعة صاروا يلهثون وراء الجامعات الخاصة، وتحولت لتجارة رائجة ..أرزاق.
وحسنا فعل المجلس الأعلى للجامعات الخاصة بوقف اختبارات القبول للالتحاق هذا العام ليخفف بعض الشىء عن كاهل أولياء الأمور، فما كانت تجنيه بعض الجامعات من اختبارات الالتحاق وسبوبة الاستمارات والحجز تخطى الملايين!

مع اهتمام الدولة بتوفير مصل كورونا بطرق مختلفة تضمن حصول غالبية المواطنين عليه، نتمنى أن نجد مصلا يوقظ ضمائر المستغلين الذين يلهثون خلف التربح واقتناص الفرص والجشع واستغلال الناس ولم يردعهم مرض ولا كورونا ولاغيره.