الحزن يخيم على لبنان بعد انفجار عكار.. وهدوء حذر في التليل

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

خيمت حالة من الحزن العام على مختلف مناطق لبنان، اليوم الأحد، بعد انفجار خزان وقود ببلدة التليل بمنطقة عكار شمالي البلاد في الساعات الأولى من صباح اليوم، ما أودى بحياة 28 شخصا وإصابة 80 آخرين بينهم مدنيون وعسكريون، فيما شهدت بلدة التليل هدوءا حذرا وسط انتشار أمني مكثف في محيط موقع الانفجار.

وأفاد شهود عيان في موقع الانفجار بأن خزانات الوقود التي انفجرت في الساعات الأولى من صباح اليوم، كانت تحتوى على مواد بترولية مخزنة بشكل غير شرعي في ظل أزمة نقص الوقود الحادة التي تعاني منها البلاد، مؤكدين أن وحدة من الجيش اللبناني قامت بضبط الخزانات أمس ومكنت المواطنين من الحصول على الوقود، وذلك مثلما حدث في مناطق متفرقة أمس في لبنان بعد تحذير الجيش اللبناني من تخزين الوقود بشكل غير شرعي.

وأضاف شهود العيان لوكالة أنباء الشرق الأوسط بلبنان أن خزانات الوقود تم اكتشافها في أرض مخصصة لتشوين الرمال والحصى بمحيط فيلا مكونة مع طابقين خلفيتها الجبال، وبها عدد من معدات التشوين وسيارات النقل، بالإضافة إلى سيارات خاصة. 

وأوضح الشهود أن مجموعة من شباب المتطوعين في المنطقة يعرفون باسم ثوار عكار تمكنوا من اكتشاف التخزين غير الشرعي للوقود، وأبلغوا الجيش اللبناني الذي قام بضبط الخزانات، وساهم مع ثوار عكار على تنظيم حصول المواطنين على الوقود.

وأكدوا أنه أثناء تجمع المواطنين حتى الساعات الأولى من صباح اليوم للحصول على الوقود، حدثت مشادة كلامية بين عدد من الأشخاص المتواجدين قبل أن ينفجر خزان الوقود فجأة محدثا لهيب من النيران التي التهمت كل ما كان في محيطها، ما أسفر عن وفاة 28 شخصا وإصابة قرابة 80 آخرين على الأقل من بينهم عسكريين وفقا لتأكيد الجيش اللبناني.

وتضاربت الروايات حول الأسباب التي أدت إلى الانفجار، حيث اعتبر البعض أنه بفعل فاعل بعد قيام أحد المتواجدين بإطلاق عيار ناري في اتجاه الخزان لإشعال النيران فيه وحرمان المتواجدين من الحصول على الوقود، فيما رجح آخرون أن يكون الحادث غير مدبر، وبين الروايات المتضاربة، تولت الجهات المختصة التحقيق في الأمر، وخصوصا بعد أن ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على نجل صاحب الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود دون إبداء أي تفاصيل عن مدى تورطه في الحادث.

وأوضح شهود العيان أن النيران استمرت قرابة أربع ساعات رغم محاولات الدفاع المدني ووحدات من الجيش إطفاء الحريق، مشيرين إلى أن الصليب الأحمر اللبناني بعث بالعديد من سيارات الإسعاف، وتم نقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات التي يمكنها استقبال المصابين في عكار وطرابلس.

وأضاف الشهود أن عدد من أهالي منطقة التليل وثوار عكار تجمعوا مع بزوغ الفجر في محيط الانفجار وساهموا في إخماد النيران وإسعاف الجرحى، ثم قاموا بتكسير سيارات النقل المتواجدة في الأرض التي كانت بها خزانات الوقود انتقاما من صاحبها، وأشعلوا النيران في السيارات وفي الفيلا التي كانت خالية من السكان.

ويسود في بلدة التليل هدوء حذر فيما تنتشر وحدات من الجيش اللبناني في مختلف أنحاء البلدة، وخصوصا في محيط موقع الانفجار وسط محاولات لتهدئة الأهالي مع الوعد بالتحقيق السريع وتقديم المسئولين عن هذه الكارثة للمحاكمة.

على صعيد متصل، يخيم الحزن والإحباط على مختلف مناطق لبنان بعد انفجار خزان الوقود في عكار اليوم، فيما تهافت عدد كبير من المواطنين للتبرع بالدم استجابة للنداءات التي أطلقها عدد من المستشفيات لإغاثة مصابي الانفجار.

ولا تزال أزمات الكهرباء والوقود مستمرة ومتفاقمة لليوم الرابع على التوالي في البلاد دون مؤشرات للتحسن، فيما بدأت مؤسسات كبرى في البلاد غلق أبوابها لعدم القدرة على العمل في ظل هذه الظروف.