< شعبولا الذي رج الساحة السياسية قبلا بأغنيته «بكره إسرائيل»، لم يهادن الإخوان، ولم يخاتل السلفيين، ولم يصمت علي التكفيريين <




لم يتأخر شعبان عبد الرحيم، « شعبولا «، عن افتتاح القنال، أطلق في الفضاء باكرا أغنيته «أول حلم اتحقق».. شعبان صاحب واجب وطني، لا يتأخر أبداً عن نداء الواجب، لا يترك مناسبة وطنية دون إسهام شعبوي، صوت شعبان واصل لشط القنال.
شعبان يغني للوطن دون دعوة، يلبي وطنيا دون شروط، فطرة شعبان الفنية سليمة، بوصلة شعبان في اتجاه شاطئ الوطن، لا ينحرف ولا ينجرف بعيدا عن مشاعر الشارع، يغني «أدي أول حلم اتحقق وابتدي مشوار النصر.. قولوا للي ماكنش مصدق ييجي يشوف فرحة مصر..».
شعبان فرحان بجد، ويعبر بصدق، صوت شعبان مضبوط علي نغمة الوطن، بلا فلسفات، ولا طنطنات، ولا كلام كبير، كلام شعبان بسيط يصل إلي القلوب «يا شعب مصر يا جامد يا شعب مصر يا ذوق.. خلاص المية جريت كمان طلعت لفوق».
شعبان ظاهرة غنائية فريدة وإن استنكفها كهنة الغناء، شعبان وحده يغني المانشيتات السياسية، يغني أخبار الساعة، يستطيع غناء نشرة الساعة 9، تيمة شعبان الغنائية، ايييييييه، مفتتح منشور سياسي، شعبان مواطن مصري اصيل في ثياب مزركشة، شعبوية شعبان تظلمه كثيرا وتحيله إلي نكتة، وهو يغني بجد ومن قلبه.
شعبولا الذي رج الساحة السياسية قبلا بأغنيته «بكره إسرائيل»، لم يهادن الإخوان، ولم يخاتل السلفيين، ولم يصمت علي التكفيريين، دوما في قلب شعبه، وفي ظهر جيشه، وصوته دوما متظاهرا من أجل القضية الوطنية، ولولا ظهورات فضائية عبثية، من قبيل أكل العيش، لكان لشعبان شأن.
شعبولا في الغالب يسوق الهبل علي الشيطنة، لكنه جني مصور، عارف القرد مخبي ولاده فين، الاشتغالات الفضائية تزيده شعبية، شعبان يضحك أخيرا، ويضحك كثيرا، كل من فكر في اشتغال شعبان، شعبان اشتغله، شعبان فهمان، وواعي للدور، دور شعبان دون تخطيط او تلخبيط، أن يسجل بصوته الأحداث السياسية التي تمر بالوطن.
شعبان يغني للشعب لا يغني علينا، ويلقي خلف أذنه بكل فسفسات المتحذلقين، ويسخر من الساخرين، لم تمر علينا ظاهرة غنائية مثل شعبولا، ظاهرة سياسية بامتياز، ليس مطلوبا منك أن تحب شعبان، ارفضه، ولكن حتما ستسمعه، يجوز تجاهل شعبان فنياً، لم يتصد ناقد اريب لتحليل سر بقاء نغمة شعبان شعبيا رغم رفض النخب التي تسلطنت علينا، تلهمنا عنوة الصواب الوطني.
ليس غريبا كراهية الإخوان لشعبان، واستنكاف السلفيين لأغانيه، غريب رفض نفر من المثقفين، ولكن جمهور شعبان حاضر هناك في الأزقة والحواري التي لا يطأها هؤلاء بأحذيتهم اللميع، لو تواضع هؤلاء لسمعوا من شعبان ما يسرهم، ولكن الغرض مرض، كيف تسمع بتهوفن وتغني مع شعبان !!.
لو استثمر شعبان صح، بعيدا عن الاستهبال والاهتبال والاستخدام المفرط في الفاضية والمليانة.. لكان لصوته شأن آخر، غير مطلوب من شعبان آراء سياسية، ولم يدع علما، ولا تسنده قراءات، ولا يحتفظ في بيته بالكلاسيكيات، شعبان صوت ولاد البلد المشروخ من شرب المعسل القص ع الريق، يحزن لحزنهم، ويفرح لفرحهم، ويحارب بسيفهم جحافل الإرهاب، ويسخر من امير الدواعش، ويهش جراد الإرهاب بصوته الغليظ، شعبان صوت يعرف الصواب الوطني.