مفاوضات بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة في المكسيك

 نيكولاس مادورو وخوان جوايدو
نيكولاس مادورو وخوان جوايدو

بدأت الحكومة الفنزويليّة والمعارضة مساء الجمعة 13 أغسطس، مفاوضات في مكسيكو يفترض أن تركز على العقوبات المفروضة على البلاد وتنظيم انتخابات رئاسيّة لإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية.

ولم تفض المحادثات السابقة التي جرت في الدومينيكان في 2018 وبربادوس في العام التالي إلى حل الخلافات التي تركزت على الرئيس نيكولاس مادورو وخوان جوايدو زعيم المعارضة الذي اعترفت به نحو ستين دولة رئيسا موقتا للبلاد.

ولم يحضر أي منهما مراسم افتتاح المحادثات الجديدة في المتحف الوطني للأنثروبولوجيا في مدينة مكسيكو.

ووقع ممثلو الجانبين وثيقة تفاهم تؤكد اتفاقهم على إجراء "حوار شامل وعملية تفاوض" بوساطة من النروج وتستضيفها الحكومة المكسيكية.

اقرأ أيضاً: الأزمة الاقتصادية في لبنان تطال رغيف الخبز وسعر الرابطة 15 ألف ليرة 

وتشدد "مذكرة الاتفاق" على ضرورة "رفع العقوبات" واستقرار الاقتصاد وتجنب أي نوع من العنف السياسي.

وقال رئيس وفد المعارضة جيراردو بلايد إن فنزويلا "في وضع سيء جدا وشعبنا يعاني من أسوأ أزمة في تاريخه الحديث"، موضحا أنه يتوقع "أوقاتا صعبة" للمفاوضين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان خورخي رودريغيز الذي يقود وفد السلطة إلى التقدم نحو "اتفاقات عاجلة" لتخفيف معاناة الشعب والاقتصاد.

ويتوقع أن يجتمع الطرفان مرة أخرى في وقت لاحق من الشهر الجاري لمناقشة برنامج من سبع نقاط لا يشمل رحيل مادورو الذي تتهمه المعارضة بأنه أعيد انتخابه بالاحتيال في 2018.

اقرأ أيضاً: طالبان على أبواب كابول والرئيس الأفغاني يحشد الجيش

وأشاد مادورو في تغريدة له الجمعة 13 أغسطس، بتوقيع الوثيقة وشكر المكسيك والنروج على "جهودهما من أجل سلام الشعب الفنزويلي".

مع ذلك، رأى بيتر حكيم، الرئيس الفخري لمؤسسة "حوار الدول الأمريكية" الفكرية ومقرها واشنطن أن موافقة مادورو على إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة أمر غير مرجح كما يبدو.

وقال لوكالة فرانس برس إن "مادورو يظهر بقوة في السلطة، بثقة أكبر من أي وقت مضى بينما المعارضة لا تزال منقسمة كما كانت دائما بلا استراتيجية فعالة وتضعف الدعم الدولي والاقليمي".

واضاف أن مادورو "قد يكون مستعدا لقبول فوز بعض المعارضين في الانتخابات طالما أن الأكثر تشددا ليسوا بينهم والمعارضة لا تهدد سلطته أو سيطرته".

تفاقمت الأزمة الاقتصادية في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية بعد سلسلة من العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن في أعقاب انتخابات 2018 المثيرة للجدل.

وحثت الولايات المتحدة مادورو سائق الحافلة السابق الذي أصبح رئيسا بعد وفاة راعيه هوغو تشافيز في 2013، على بذل جهود جادة لإجراء انتخابات إذا كان يريد تخفيف العقوبات.

عقوبات إجرامية

قال مادورو في برنامج للتلفزيون الحكومي الخميس إن بلاده ستذهب إلى المحادثات "باستقلالية ولا تخضع لابتزاز أو تهديدات من حكومة الولايات المتحدة".

قبل ذلك، أكد مادورو إنه يسعى إلى "رفع فوري لكل العقوبات الإجرامية" التي فرضت بقيادة الولايات المتحدة بينما أعلنت واشنطن في 2019 أنها لم تعد تعتبره الرئيس الشرعي للبلاد على أثر اتهامات بمخالفات انتخابية.

وتحدث جوايدو الجمعة عن جدوى العقوبات للضغط على مادورو وأقر بأن "بعض الحلول لن تكون سهلة"، محذرا من أن الفشل على طاولة المفاوضات لن يؤدي سوى إلى "تعميق النزاع".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن العقوبات التي تشمل حظرا نفطيا تهدف إلى "التأكيد على المحاسبة" بشأن الديموقراطية وحقوق الإنسان.

وقال برايس للصحافيين "أوضحنا أيضا أن نظام مادورو يمكن أن يوجد طريقا لتخفيف العقوبات عبر السماح للفنزويليين بالمشاركة في انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية حرة ونزيهة طال انتظارها".

ويريد جوايدو الذي أعلن نفسه رئيسًا لفنزويلا في 2019 ضمانات بشأن الظروف الانتخابية وبرنامجا واضحا للاقتراع الرئاسي إلى جانب إطلاق سراح السجناء السياسيين.

وكتب جوايدو على تويتر الجمعة أن فنزويلا "تحتاج إلى حل وتستحقه".

ولم يفقد مادورو السيطرة على مؤسسات البلاد لا سيما القوات المسلحة، بينما لم يعد جوايدو رئيسا للبرلمان بعد أن قاطعت المعارضة الانتخابات التشريعية في ديسمبر.

ويرى بيدرو بينيتيز المحلّل السياسي والأستاذ الجامعي الفنزويلي، أنه يمكن للطرفين التوصّل إلى اتّفاقات إذا ما أقرّا بأنّه "لا يمكن لأيّ منهما سحق الآخر".