ارتفاع متوسط خسائر عمليات «الابتزاز الإلكتروني»

 عمليات الابتزاز الإلكتروني
عمليات الابتزاز الإلكتروني

بلغ متوسط خسائر عمليات «الابتزاز الإلكتروني»، بواسطة برمجيات الفدية الخبيثة، مستوى قياسي، منذ العام 2020، بتسجيله 570 ألف دولار خلال النصف الأول من العام 2021، ليرتفع بذلك بنسبة 82%.

وقد جاء ذلك، نتيجة إتباع قراصنة ومجرمي الإنترنت تكتيكات شديدة العدائية، بهدف إجبار المؤسسات على دفع مبالغ فدية أكبر.

وتأتي موجة الارتفاع هذه إثر تنامي متوسط خسائر (عمليات الابتزاز الإلكتروني) خلال العام الماضي بنسبة 171 %، حيث تخطت عتبة الـ 312 ألف دولار.

وتعكس هذه الأرقام، التي جمعتها شركة «بالو ألتو نتوركس» العالمية، الأزمة الحادة التي يعاني منها العالم اليوم، والتي باتت تعرف باسم أزمة برمجيات الفدية الخبيثة، ومازالت تتفاقم نتيجة تركيز المؤسسات الإجرامية لجهودها في عمليات الابتزاز بواسطة برمجيات الفدية الخبيثة، التي تعتبر من الأساليب المربحة جداً بالنسبة لهم.

وقد رصدت «بالو ألتو نتوركس»، تفاقم هذه الأزمة نتيجة متابعة الأخبار العالمية، كما أن الكثير بات يعلم بها بسبب خوضه لتجربة شخصية في هذا الإطار (أي، تعرضه أو شركته لعملية ابتزاز بواسطة برمجيات الفدية الخبيثة)، فقد استطاعت هجمات برمجيات الفدية الخبيثة منعنا من الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر في بيئات العمل، وأدت إلى ارتفاع أسعار اللحوم، وإلى نقص في إمدادات البنزين، وإلى إغلاق أبواب المدارس أمام الطلاب، وإلى تأجيل مواعيد القضايا القانونية والجلسات القضائية، وإلى منع البعض حتى من فحص واختبار المركبات للتأكد من سلامتها، وإلى عدم قدرة بعض المستشفيات على استقبال المرضى.

ويعتبر صعود موجة هجمات «كوادروبل إكتورشن» أو «الابتزاز الرباعي» من التوجهات العالمية المقلقة التي أشار إليها خبراء «بالو ألتو نتوركس»، وذلك في خضم معالجتهم للعشرات من حالات الابتزاز ببرمجيات الفدية الخبيثة خلال النصف الأول من العام 2021، حيث باتت الجهات المشغلة لبرمجيات الفدية الخبيثة تستعين الآن بأربع تقنيات متطورة للضغط على الضحايا، وحثّهم على دفع المبالغ المطلوبة.

وقد أشار «تقرير تهديدات برمجيات الفدية الخبيثة» الصادر عن بالو ألتو نتوركس للعام 2021، والذي غطى توجهات العالم 2020، إلى عمليات الابتزاز المزدوجة باعتبارها إحدى الممارسة الصاعدة، حيث أظهرت عمليات المراقبة والمتابعة الأخيرة للجهات المهاجمة مضاعفتها لعدد مرات استخدام تقنيات الابتزاز ("كوادروبل إكتورشن"، أو ما يعرف بـ "الابتزاز الرباعي")، وفي ظل اعتمادها وتبنيها لطرق وأساليب الابتزاز الجديدة هذه، اضحت عصابات برمجيات الفدية الخبيثة أكثر جشعاً، فمن بين عشرات الحالات التي دأب على مراجعتها خبراء بالو ألتو نتوركس خلال النصف الأول من العام 2021، سجّل متوسط الفدية المطلوبة ما قيمته 5.3 مليون دولار، أي ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 518 بالمائة عن المتوسط الذي سُجّل فيالعام 2020، الذي بلغ حينها 847,000 دولار.

أما أعلى قيمة لفدية تم طلبها من ضحية واحدة، وتم رصدها من قبل خبراء بالو ألتو نتوركس، فقد بلغت 50 مليون دولار، وذلك خلال النصف الأول من العام 2021، مرتفعةً بذلك عن فدية بقيمة 30 مليون دولار سجلت العام الماضي.