حكايات| «موريس» الفيوم.. أول بحيرة صناعية بالعالم شكلها سد اللاهون

«موريس» الفيوم.. أول بحيرة صناعية بالعالم شكلها سد اللاهون
«موريس» الفيوم.. أول بحيرة صناعية بالعالم شكلها سد اللاهون

هنا الفيوم.. واحدة من أقدم المحافظات المصرية، وشاهدة على عصور ما قبل التاريخ وكافة العصور التاريخية المتعاقبة، ولذلك سميت مصر الصغرى، وعلى أرضها تم تسجيل أول سد شهده التاريخ يرجع عمره إلى 4 آلاف سنة؛ حيث شيده الملك أمنمحات الثالث وعلى إثره تم استصلاح 27 ألف فدان في عام 1842.


ولإقامة سد اللاهون قام الملك أمنمحات الثالث سادس ملوك الأسرة الثانية عشر، بإعادة حفر بحيرة موريس «بحيرة قارون حاليًا» وجعلها خزانًا للمياه ويبعد السد عن مدينة الفيوم 22 كم تقريباً ويتكون من قنطرتين كل منها يحتوي على ثلاثة عيون تمر منها المياه، بحسب الدكتور عمرو هيبة الباحث بجهاز شئون البيئة.

 

اقرأ أيضًا| بصمة إيطالية بالصعيد.. قصر «آخر الإقطاعيين» في قنا

 

وبالفعل تم تشييد سد اللاهون على الفتحة الموجودة في سلسلة الجبال التي تربط نهر النيل بمنخفض الفيوم فتكونت بحيرة موريس القديمة، التي كانت تمد نهر النيل بعد ذلك بالماء خلال فترة انحسار مياه النيل حتى ورود الفيضان مرة أخرى أي أنه كان يقوم بالدور الذي تقوم به مشاريع الري العملاقة التي شيدت على مجرى نهر النيل في مصر مثل القناطر الخيرية وخزان أسوان والسد العالي في العصر الحديث.

 

 

وسد اللاهون يعد تجسيدا لعبقرية المهندس المصري القديم في ابتكار نظام ري للوجه البحري باستغلال منخفض إقليم الفيوم الذي ينخفض في بعض أجزائه عن سطح البحر خزانًا للمياه.

 

وكلمة اللاهون تعني في اللغة المصرية القديمة «راحن» أي «فم البحيرة» لوقوعها في مدخل الفيوم والذي كانت مغطاة بمياه بحيرة قارون القديمة بحيرة موريس وفي اللغة القبطية «لاهون»، ثم أضيفت لها أداة التعريف في العصر الإسلامي.

 

وتعد بحيرة قارون الحالية هي البقية المتبقية من بحيرة موريس جزءًا من أراضي رامسار الرطبة وهي محمية طبيعية بموجب اتفاقية برشلونة وأعلنت كمحمية طبيعية في 1989، وتشتهر بوجود 213 نوعاً من الطيور المقيمة والمهاجرة.

 

ولعب سد اللاهون دورًا مهمًا في إنقاذ مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي كانت تغمرها مياه فيضان النيل عند قدومه في آواخر فصل الصيف وإنقاذ مدينة الفيوم من الغرق التي كانت تتعرض له كل عام وقت الفيضان، وكذلك تخزين مياه الفيضان للاستفادة منها وقت الحاجة واستصلاح هذه المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية مما ساهم في إنشاء مدن جديدة حول بحيرة موريس.

 

 

وفي العصر الإسلامي تمت إعادة بناء وترميم سد اللاهون باستخدام الحجر مرتين الأولى خلال النصف الثاني من القرن 13 ميلادي على يد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري المملوكي والثانية في عهد السلطان قنصوة الغوري عام 1512 في بداية القرن السادس عشر الميلادي حين زار للفيوم واكتشف تشققات وتصدعات بجسم السد فأمر بترميمه وإصلاحه.

 

أما حديثًا فجرى ترميمه في عام 1997 حيث تم إنشاء قناطر جديدة بدلًا من هذا السد بالاشتراك مع اليابان ضمن برنامج التعاون المشترك بينها وبين مصر لتجديد القناطر العديدة المتواجدة على نهر النيل والترع المتفرعة منه وضمنها قناطر اللاهون وذلك من أجل تنظيم دخول مياه الري اللازمة للأراضي الزراعية بالمنطقة إلى ترعة بحر يوسف والتي يتم حاليًا مدها بالمياه من ترعة الإبراهيمية التي تتفرع من النيل عند أسيوط.