م الآخر

أين قدسية المهنة؟

وحيد السنباطى
وحيد السنباطى

أعتقد أنه قريبا سيصبح الاستعانة بالحراسات الخاصة والبودى جارد من الطقوس الضرورية أثناء دفن أو عزاء أى شخصية عامة أو فنية.. فقد فشلت كل المحاولات لعائلة أى متوفى من المشهورين فى إقناع جحافل المصورين والمراسلين ومذيعى البث المباشر المرابطين ليل نهار امام المقابر لرصد انفعالات وحزن أى زائر وتصويره صوتا وصورة وهو يبكى حزنا أو حتى وهو يقرأ القرآن دون اذن منه أو حتى مراعاة أو تقدير لمشاعر الحزن والاسى لاهالى وأصدقاء الفقيد. وكذلك فى المساء اثناء إقامة مراسم العزاء نجدهم يقتحمون بالعشرات خصوصية الوافدين من الشخصيات المعروفة للحصول منهم على تصريحات لا تضيف جديدا ولا تهم أى مشاهد لأنها دائما تكون رثاء فى الفقيد ولكنهم يريدون انتزاع الدموع وتعبيرات الحزن والاسى من الاهل والأصدقاء وكأن هذا هو السبق دون مراعاة لأى مشاعر إنسانية. أتذكر وليس بالبعيد أن بعض الصحف وأجهزة الاعلام كانت ترسل مندوبا واحدا عن كل مطبوعة أو قناة لتصوير المشاركين فى العزاء دون اقتحام خصوصيتهم وأحزانهم وكانوا لا يزيد عددهم على أصابع اليد الواحدة ولا يتسبب أحد فى مضايقات لأهل أو أصدقاء المتوفي.. أما الآن فحدث ولا حرج نشاهد أحيانا أن عدد حاملى الكاميرات والمراسلين فى مراسم الدفن والعزاء يفوق عدد الحضور بصفة عامة وتجدهم يهجمون على أى قادم وبسرعة وإحاطته بكمية من الكاميرات والتسجيلات التى تجعله يكاد يختنق ولا يستطيع أن يفلت من هذه المطاردة وكأنه وقع فريسة سهلة لمن يطلقون على أنفسهم إعلاميين. إن ما يحدث من هذه النماذج المتطفلة هو امتهان لمهنة الصحافة التى لها قدسيتها وظاهرة تسيء للصحافة والاعلام أكثر من أى شيء آخر.