عنوسة الرجال.. 5 حكايات أبطالها رفعوا شعار «الهروب من قفص الزوجية»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: عبد الصبور بدر

قفز مفهوم العنوسة من عالم النساء إلى ملكوت الرجال، فالسوشيال ميديا ضربت سوق الزواج بما تصدره من صور سلبية للبيوت، وصفحات الحوادث لا تخلو من قصص العنف الزوجى وتحرض أتخن شنب على أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على خطوة الارتباط، بينما المغالاة فى المهور تعلى من شأن المثل القائل «العين بصيرة والإيد قصيرة»..

ومع ذلك فهذه ليست كل أسباب عنوسة الرجل، المسألة شخصية جدا، كل رجل عانس لديه سبب مختلف عن الآخر، لكنهم يتفقون جميعا فى عدم اقتناعهم بالدخول إلى القفص الذهبى..

وخلال استطلاعنا لآراء الرجال فى هذه القضية وجدنا أنها على الرغم من أنها تبدو سهلة إلا أننا اكتشفنا وجود حساسية لدى الرجال للتحدث فى الأمر ولذلك رغبوا جميعًا فى عدم الإفصاح عن أسمائهم.

القصة الأولى بطلها «س. ع» الذى واجه أزمات نفسية عويصة فى طفولته نتيجة الشجار الدائم بين والدته ووالده، والذى انتهى بانفصالهما وهو فى امتحانات الثانوية العامة، ما جعله يرسب رغم تفوقه، ما تسبب فى عزوفه عن الزواج.

ويقول إن العلاقة بين أمى وأبى كانت عبارة عن معارك مستمرة، لدرجة حولت حياتى إلى جحيم لا يطاق، وجعلتنى أكره الصوت العالى الذى يميز خناقاتهما التى لا تنتهى على أتفه الأسباب، ويضيف حاولت أمى إقناعى بالزواج، ومن بعدها شقيقتى، وأصدقائى، وجميعهم فشلوا معى، مرت السنين، وأنا الآن فى الخمسين من عمرى، أعيش وحدى فى هدوء، لا ينقصنى شىء، ولا يمكن أبدا أن أستبدل تلك الحياة الجميلة، بحياة أخرى نتشاجر فيها أنا وزوجتى دائما، وننجب أطفالا معقدين نفسيا كما حدث معى ومع أختى.

خاتم سليمان

«ح. م» كان على وشك الزواج بالفعل حين انتهى من دراسته، بعد أن عاش قصة حب مع زميلته فى الجامعة، إلا أن شروط أبيها جعلت ارتباطهما مستحيلا، طلب منه والد العروس شقة تمليك، وشبكة ومهر بالشيء الفولانى، وفرح فى نادى كبير، ولأنه كان فقيرا، ولا يمتلك خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين فقد ارتبطت بشخص آخر وتركته وحيدا.

يقول: تغيرت ظروفى الآن، أصبح لدى شقة، وسيارة، ومال، ولكن ينقصنى وجود الحبيبة التى غادرتنى حين لم يكن معى إلا الحب!

ويضيف: لا أصدق أننى فى الـ55، كنت أظن أننى سوف أنساها، وأن قلبى سيتعلق بغيرها، لكن هذا لم يحدث، ولا أعرف لماذا؟..

«عندما يكون لديك حبيبة لن تجد المال، وحين تجده ستفقد الحبيبة».. هذه هى الحكمة التى خرجت بها من حياتى البائسة التى أعيشها بمفردى دون ونيس.

قطار الزواج

وتختلف المعادلة مرة أخرى لدى «خ. أ» الذى فقد والده فى حادثة وهو فى أولى جامعة، ما أجبره على ترك الكلية والعمل فى ورشة نجارة لينفق على والدته وشقيقاته الثلاث، وحين انتهى من زواجهن، وجد أن القطار قد فاته، تقدم لأكثر من فتاة عن طريق الصالونات، إلا أنه واجه الرفض فى كل مرة، ليقتنع فى النهاية أن يعيش بمفرده بعد ان ماتت أمه.

يقول: أنا عارف إن سنى كبيرة طبعا، والفرق بينى وبين اللى بتقدملهم مش أقل من 25 سنة، وإن إمكانياتى بسيطة، متغريش أى واحدة أنها تتجوزنى، فبترفضنى، ومن حقها طبعا، أنا حاليا داخل على الخمسين، وساكن فى شقة إيجار، بس مش زعلان، لأنى سترت اخواتى البنات الحمد لله وده فضل من ربنا.

ويحكى ن. ص عن الحرية التى لا يريد أن يفقدها، ويصف نفسه بأنه شخص غير مسئول، يسهر حتى الصباح مع أصحابه، وينام طيلة اليوم، ولا يتخيل أبدا بأنه سيدخل سجن الزوجية بقدميه، ليجد واحدة تسأله كل يوم: كنت فين ورايح فين؟

ويقول: طيب ليه أجيب لنفسى سجان؟.. أنا كده 100 فل و14، ليه أحمّل نفسى بيت ومصاريف وأولاد ومدارس وحسبة طويلة متنتهيش، ومشاكل من غير عدد، وهما يعنى اللى اتجوزوا خدوا أيه غير وجع الدماغ، وآديك شايف اللى بيحصل كل يوم من جرايم قتل بين الأزواج، ونكد، واللى بشوفه وبسمعه حواليا يخلينى مفكرش أبدا فى الجواز.

أحلى واحدة

ولم يفكر «ث. ش» أبدا أن يصبح عانسا فى يوم من الأيام، لكنه وجد نفسه كذلك فى نهاية المطاف، وحاول تفسير اللغز يقول: إنه يحلم منذ أن كان شابا صغيرا أن يتزوج أجمل واحدة فى الكون، ما جعله يقع فى غرام عشرات البنات، سواء فى الجامعة أو بعد التخرج، إلا أنه كلما ارتبط بفتاة حلوة يتقدم لها ليتزوجها، وحين يكتشف واحدة أحلى منها يتركها ويذهب إليها.

ويضيف: أنا خطبت 5 بنات، وفسخت خطوبنى عشان السبب ده، لغاية ما سمعتى باظت، والبنات هى اللى مبقتش توافق عليا، ومع ذلك ده مهمنيش، إللى وجعنى بجد إنى لاقيت العمر جرى فجأة منى، ودائرة الاختيار أصبحت محدودة، والبنات الحلوين الصغيرين مبقوش من سنى، وبقوا يقولولى يا عمو، وحاليا أنا بالنسبة لهم جدو.

ويواصل: سنى الكبيرة أجبرتنى أنى أتخلى عن حلمى، ووالله أنا حاليا محتاج أى واحدة ترضى بيا، ومش لاقى، تخيل؟!..

بس هقول أيه أنا اللى اتبطرت على النعمة لغاية ما زالت منى، كنت فاكر إن الجمال فى الشكل، مكنتش أعرف إنه موجود فى الأخلاق، والأصل، والمعاشرة، وحتى لو لاقيت واحدة ترضى بيا وتتجوزنى، وخلفت عيل، أكيد مش هشوفه لما يكبر وأملّى عينى منه، لأنى هكون وقتها مت، وسبته يتيم يواجه مصيره.

طاعة عمياء

أما «ف. م» فيقول: إن المرأة التى يريد أن يتزوجها لم تخلق بعد، لأن شرطه الوحيد فى البنت التى سوف يقترن بها ألا تغادر بيته أبدا إلا إلى القبر، لا يراها أحد غيره، وتطيعه طاعة عمياء، ولا تثنى له كلمة، وكلما أخبر أهل الفتاة التى يتقدم لها، سخروا منه، ورفضوا أن يزوجوه ابنتهم.

ويقول: وهى الواحدة هتعوز أيه غير راجل يستتها، وميخليهاش محتاجة لحاجة، ليه عايزه تخرج من البيت، أنا مراتى لا يمكن حد يشوفها غيرى، حتى ولا أخويا، وحتى لو حملت اللى تولدها داية فى البيت، مينفعش تروح مستشفى وراجل يسمع صوتها، أو يشوفها، موافقة على كده أهلا وسهلا، مش موافقة، بلاها جواز، هى اللى خسرانه مش أنا، الحمد لله معايا اللى مكفينى وزيادة، والخير كتير، يعنى مراتى هتعيش أحسن عيشة فى شقة متكلفة، وتأكل وتشرب أحسن أكل وشرب، وهى يعنى هتعوز أيه أكتر من إنها تاكل وتشرب اللى نفسها فيه ببلاش!