بدون تردد

العلماء.. وتغير المناخ (١/٢)

محمد بركات
محمد بركات

التقلبات الحادة والتغيرات الشديدة التى طرأت على الأحوال الجوية عندنا وفى العالم، والتى بلغت ذروتها هذه الأيام، فى ظل موجة الحرارة اللافحة التى أحاطت بنا وبغيرنا من الدول القريبة والبعيدة، سواء فى الشمال الإفريقى ومنطقة البحر المتوسط أو فى أوروبا وأمريكا وأستراليا أو غيرها ،..، تؤكد بما لا يقبل الشك، حدوث تغير جسيم فى المناخ على الكرة الأرضية باتساعها وعمقها، وليس عندنا فقط.
وأحسب أنه بات واضحاً لنا ولغيرنا، أن المناخ فى مصر والمنطقة قد تغير بالفعل، بحيث أصبح أكثر ميلاً للتطرف بدلاً من الاعتدال، الذى كان سائداً قبل ذلك ،..، وهو ما يدعونا إلى الإلتفات والاهتمام برؤية العلم ورأى العلماء والخبراء فى هذا التطور اللافت والهام.
وفى هذا يجب الإنتباه إلى دراسات كثيرة خرجت إلى الضوء فى الآونة الأخيرة، لعلماء وخبراء البيئة وشئون المناخ، يتحدثون فيها عن رؤاهم العلمية للمتغيرت المناخية، التى طرأت على الكرة الأرضية فى السنوات الأخيرة، وما صاحبها من تأثيرات وما انعكس على الأرض والزرع والمياه وحياة البشر بصفة عامة.
وعلى رأس هذه التأثيرات ظاهرة التفلت غير المتوقع فى درجات الحرارة، ما بين الارتفاع والانخفاض، وهجرة الأمطار وانتقالها من مكان إلى آخر، وما يؤديه ذلك إلى تصحر بعض الأماكن التى تقل فيها الأمطار أو تهجرها كلياً، بينما تحدث فيضانات وسيول فى الأماكن التى تنتقل إليها هذه الأمطار.
وفى تفسير علمى لهذه الظواهر، التى أصبحت واقعاً نراه ونتابعه عندنا وبجوارنا فى المنطقة وفى مناطق عديدة بالعالم ،..، يؤكد العلماء أن هذه التقلبات الجوية الحادة تعود فى أسبابها، إلى عامل رئيسى وجوهرى وهو ظاهرة الاحتباس الحرارى، التى أصابت الأرض فى السنوات الأخيرة، نتيجة ممارسات البشر الملوثة للبيئة واستخدامهم المفرط والعشوائى للمواد الهيدروكربونية، مثل الفحم والبترول والمحروقات الأخرى.
«وللحديث بقية»