هل أتاك حديث الصدر، وما أدراك ما الصدر: إنه طالب علم مبتدئ ذهب إلى إيران وأقام فى حوزة علمية (بقم) لسنوات تشبه سنوات المراحل الإعدادية والثانوية لدينا.. ومكنه الأمريكان فى العراق من إقامة ميليشيات أكثرت فى العراق الفساد، ومع ذلك لقِّب بعد عودته من إيران بالسيد القائد المجاهد حجة الإسلام والمسلمين،، وأخذ يصدق السيد الصدر بأنه حقا هو حجة الإسلام، فأمسك برسائل ليرسلها إلى الكبار فى العالم منها رسائل متعددة للإمام الأكبر شيخ الأزهر− مرة يرسلها فى صورة خطاب سرى، وآخر جهرى،، والسرى لا يكون سريا إلا على اسم (ظرف) الخطاب، ثم تراه منشورا على صفحته فى شبكة التواصل الاجتماعى، وآخر رسائله رسالته التى حملها منذ أيام لنا الإعلام موجهة للإمام الأكبر والحكومة المصرية وفيها يطالب بالسماح للشيعة المصريين − حسب قوله − بإقامة شعائرهم فى مصر لأن الدستور ينادى بالحرية ومنع شيعة مصر لا يلتقى والحرية. هذا الخطاب الطائفى والسياسى ذكرنى بطفرة (النظّام) وتوضحيا للقارئ أقول : النظّام هو: إبراهيم بن هانئ بن سيار البصرى ولد سنة 185 من الهجرة كان ينظم الخرز فى شبابه وتوفى سنة 231− وإليه تنتسب فرقة النظّامية من المعتزلة كان يقول أقوالا يتوهمها أنها الحق وأنه بها صار حجة الإسلام، وعالم عصره !، له طفرة مضحكة،، لم يسبقه بها أحد ومفادها : ( أن الشئ قد يكون فى مكان أول ثم يصير منه إلى المكان العاشر من غير المرور بالأمكنة المتوسطة بينه وبين العاشر وبنى على طفرته هذه نظريته فى الخلق فآدم عنده ليس متقدما فى الخلق على ذريته لأن الجميع خلقوا دفعة واحدة والتقدم والتأخر يكون فى الظهور لا فى الخلق وأخذ يردد هذه الطفرة حتى ظن أنه صادق.) هذه الطفرة النظامية المخلة بالترتيب والنظام الإلهى فى الخلق: تذكرتها وأنا أقرأ مطالب السيد الصدر بالسماح للشيعة فى مصر بإقامة الشعائر.. والسؤال: متى كان للشيعة وجود فى مصر حتى تقام لهم شعائر وحسينيات؟ !، فتاريخ مصر لا يعرف سوى وجود مسلمين ومسيحيين، ويوم أن فكر الفاطميون الشيعة ببناء الأزهر لينشروا مذهبهم تصدى لهم المصريون وزالت دولتهم على يد صلاح الدين وصار مقرا وكعبة للعلم الصحيح يولى المسلمون وجوههم شطره من كل أطراف الدنيا فهل السيد الصدر يعى هذا؟، و يثبت وجودا مسبقا لطائفته فى مصر وأن المصريين قالوا قديما بلعن الصحابة ونساء النبى، وولاية الفقيه كما هو لدى الشيعة من اعتقاد خالفوا به الأمة بأسرها !!، أم طفرة النظّام التى تقول : بقفز الأول إلى العاشر دون المرور بالأمكنة المتوسطة هى التى يطبقها المدعو حجة الإسلام على مصر، وأهلها، ؟،، وهل يستطيع حقا أن يثبت أن بمصر الآن شيعة لهم مقام فى البلاد كما فى العراق والبحرين واليمن وسوريا والهند.. الخ حتى تقام لهم شعائر وتكون لهم حرية دستورية ؟ !، ثم ما الشعائر التى يطالب بإقامتها على أرض الكنانة، أيريد أن يترك الناس فى الشوارع والمساجد ليلعنوا الصحابة الكرام الذين نقلوا لنا الإسلام بكل أمانة؟!، أيريد من المصريين أن يجرحوا هؤلاء الشهود العدول فى نقل الإسلام لتُهدم قضية الإسلام من الأساس ؟ !، أم يريد لشباب مصر أن يضربوا أنفسهم بالسياط لتُسال الدماء من ظهور وأكتاف الشباب كما نشاهد على فضائيات الشيعة فى مواسمهم الحزينة دوما ؟!، وهل لطم الخدود وشق الجيوب والضرب بالسياط وإسالة الدماء هى شعائر أنزلها رب العالمين، وأقامها النبى الكريم؟، إن ذلك لن يكون أبدا بإذن الله... ومبلغ علمى أن الإمام الأكبر ليس لديه وقت للرد على رسائل مثل هذه، فالإمام مشاغله بالعالم الإسلامى، ومواجهة التطرف، والحفاظ على عقول أبناء الأمة من الانحراف لا يجعله يرى هذه الرسائل فضلا من أن يرد عليها أو يعرف كاتبها ومرسلها، ثم إن فضيلته يعى تماما خطورة التبشير بالتشيع بين شباب مصر، والأمة.. ولذا اقتطع أوقاتا ثمينة من عمله ليكلم الشباب فى الفضائيات المصرية بعد أن رأى (39 فضائية شيعية) تهاجم عقول أبنائنا، بل جند الشيعة الجنود من أفراخهم ليسيحوا فى القرى والنجوع المصرية لينشروا التشيع الملفوظ بكل الوسائل اللا مشروعة − !، فكان رد فضيلته فى حلقات متواصلة فى شهر رمضان مبينا خطأ المدرسة الشيعية فى عدالة الصحابة ثم بيَّن بالنقل والعقل مكانتهم وفضائلهم فى الإسلام، : الأمر الذى زلزل قلوب الشيعة زلزالا شديدا وبادر الصدر وقتها ليرسل برسائل اعتراضية، تتسم بالضعف العلمى بل والحس السياسي، والدبلوماسى وآخرها هذه الرسالة التى نحن بصددها. لذا ننصح الرجل أن يهتم باستكمال تعليمه ويوجه طاقته فى التحصيل العلمى بدلا من السهر على كتابة الرسائل، كما أن الأزهر والحكومة لا يقبلان بإقامة خلايا شيعية فى مصر تقيم شعائر الفتنة، وإيران نفسها لا تقبل أن يقام للسنة فى طهران مسجد واحد، والواقع يشهد بذلك ـ فكيف يطالب الصدر بإقامة خلايا شيعية لها شعائر فى وطننا؟؟ فلو قبلتم لقبلنا. ولكن لا تستطيعون، ∩ حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا∪، والمال الذى يغدق من إيران على السيد الصدر والميليشيات والحوثيين وحزب الله والذى يقلق به العالم العربى لا يمكن أن يستمر، وسيجف نبعه تماما (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض) وأتمنى أن يعى الصدر ما كتبنا ونترك له الفرصة للتفكير لعل الله يهديه سواء السبيل.