كلمة السر

ورقة الرينبو.. لف ودوران

أحمد الجمال
أحمد الجمال

هل يُعقل أن يُوضع علم المثليين على عُملاتنا؟ بكل تأكيد الإجابة: «مستحيل». لكن يبدو أن هناك مَنْ يريد طوال الوقت نشر الأكاذيب والشائعات، فبعد تداول صور لورقة مالية فئة عشرين جنيهاً في تصميمها الجديد الأسبوع الماضي، أطلق البعض العنان لخياله المريض وزعم أن البنك المركزي سيصدر قريباً عملة عليها صورة مسجد مزين بألوان «الرينبو»!


ولم تكن الألوان الموجودة على الورقة المالية سوى علامة مائية، تظهر مع تحريك الورقة في الضوء، أي مجرد مَيزة أمان «Security feature» بتقنية الهولوجرام، وهي ليست اختراعاً جديداً بل تستخدم في جواز السفر ورخصة القيادة في كل بلاد الدنيا، وأكد البنك المركزي في بيانٍ أن هذه الألوان ليست من تصميم الورقة بل إنها علامة مائية متعارفٌ عليها عالمياً لمكافحة جرائم التزوير.


الأمر غير المُتقبَّل هو أن «يفتي» كل من هب ودب في أمور لا يفقه في أمرها شيئاً، فخلال الأيام الماضية سرت موجة تعليقات غاضبة وساخرة بسبب صورة هذه العملة، ليس فقط من منطلق الظن الخاطئ أنها تروِّج المثليّة الجنسية، بل لأنها مثلما زعم البعض مصنوعة من «البلاستيك»، وبلا قيمة!


تناسى هؤلاء المرضى سيئو الظن أن العملات تُقدَّر بقيمتها الشرائية، لا بالخامة المصنوعة منها، رغم أنهم لا يعرفون أنها مصكوكة من خامة «البوليمر» للحفاظ عليها لفترة أطول مقارنة بأوراق البنكنوت التقليدية، كما أنها تقلِّل فرصة انتقال الأمراض المُعدية مع تداولها من يد لأخرى.


سوء الفهم وارد، لكن الإصرار على ترويج الشائعة ذاتها بعد بيان البنك المركزي يؤكد أن هناك متآمرين أغبياء يلفون ويدورون حول غاية واحدة هي هدم كل خطوة تتخذها الدولة.. للأسف بعض البشر لم يتعلموا من الكرة الأرضية سوى اللف والدوران!