«أصغر روائية في مصر».. أحارب فكرة زواج القاصرات | حوار

الروائية مريم عبد الحكيم .. أصغر روائية فى مصر
الروائية مريم عبد الحكيم .. أصغر روائية فى مصر

-الأدباء يطلبون الدعم من الدولة .. وعلامات إستفهام حول النشر الحكومي

-الدور المنوط بالأعمال الأدبية زيادة وعي القارئ .. ومعالجة القضايا الإجتماعية 

-أجتهد .. وأحاول وأخطئ ويتعثر قلمي .. ويحالفه التوفيق أحيانا
 

رغم حداثة سنها، لكنها ملكت الخيال الواسع التي أطلقت له العنان ليسبح في بحور التأليف، وتقتحم بمهارتها وموهبتها بحور الأدب من باب الرواية، التي أبدعت فيها رغم صغر عمرها، الروائية مريم عبد الحكيم، من أصغر الأدباء في مصر، ولكنها تتمتع بغزارة إنتاجها، وكانت باقورة أعمالها في عام ٢٠١٥  مجموعة قصصية بعنوان، «ما زلت منتظرة» وعمرها لم يتجاوز تسعة عشر عاما، وكنت فى السنة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، التي لاقت قبولا واسعا بين القراء والوسط الأدبى, ثم تبعتها برواية «شاهد قبل الحذف» فى عام 2017، والتى حصلت بها على المركز الثانى فى مسابقة إبداع، والتي تناولت فيها الكثير من قضايا المرأة في المجتمع المصرى، وتقديم الحلول المناسبة لها، وبعد أن أثقلت موهبتها, وغاصت فى بحور الأدب، خرجت لنا مريم عبد الحكيم بالرواية الثالثة لها وهى «وما أبرئ نفسي»..

«بوابة أخبار اليوم» أجرت الحوار التالي مع الأدبية الشابة مريم عبدالحكيم، تسبح معها في بحور عالمها الذي رسمته لطريق إبداعها.. 

في البداية.. من هي الروائية مريم عبد الحكيم؟

مريم عبد الحكيم، روائية، بدأت في أعمالي الأدبية بالمجموعة القصصية «ما زلت منتظرة» الصادرة فى شهر مايو 2015، ثم تبعتها رواية «شاهد قبل الحذف» الصادرة في شهر يناير2017, ثم الرواية الثالثة وهى «وما أبرئ نفسي».

حصلت على جوائٔز أدبية، وهي المركز الأول في القصة القصيرة على مستوى محافظة القاهرة عام 2011، والمركز الحادي عشر في القصة القصيرة على مستوى الجمهورية عام 2013، والمركز الأول في القصة القصيرة على مستوى كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2014، والمركز الثاني في مسابقة القصة القصيرة على مستوى جامعة القاهرة من وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة عام 2017, والمركز الثاني في مسابقة إبداع للرواية على مستوى جامعة القاهرة عام 2017 عن رواية «شاهد قبل الحذف»، وجائٔزة التميز المُقدمة من المكتبة المركزية بجامعة القاهرة عن رواية «شاهد قبل الحذف» عام 2018.


وما هي الموضوعات التي ناقشتيها في رواياتك؟ 

تناولت في رواية «وما أبرئ نفسي» بشكل عام الألم النفسي وأثر الصدمات النفسية التي نتعرض لها في حياتنا وبشكل خاص قرار اعتزال «شريف الجوهري» أحد أنجح المطربين الشباب في مصر والعالم العربي للغناء وما سيعقب قراره من نتائج، ويعتمد أسلوب السرد فيها على حديث كل الشخصيات الخافت مع أنفسهم، هذا الصوت بداخلنا جميعًا خاصةً في اللحظات المصيرية من حياتنا، والحيرة التي تعصف بنا والتراكمات النفسية التي قد تحول بيننا وبين اتخاذ القرارات الهامة مما قد يدفعنا في بعض الأحيان إلى إنشاء حسابات مزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي لنشارك مشاكلنا بشخصيات وهمية وننتظر مساعدة أحدهم. 

ومن وجهة نظرك ما هي رؤستك للوسط الأدبي والمشهد الثقافي، وهل هناك أدوات جذب لشباب الأدباء؟

المشهد الثقافي الآن جاذب جدا للشباب ونسب الإقبال في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الماضية خير دليل، وحتى استقبال الجمهور لخبر إنعقاد المعرض، وفرحتهم العارمة دليل على شغف القراءة، وإنتظار المحافل الثقافية بشغف وحب، بالنسبة للمطالب التي يحتاج إليها الأدباء من الدولة فهي المزيد من الدعم، فيما يخص النشر، لا زالت هناك المزيد من علامات الإستفهام حول النشر الحكومي، مما يجبر الكتاب الشباب على اللجوء لدور النشر الخاصة، والتي يتفنن بعضها في استغلالهم سواء ماديا أو كتابة بنود مجحفة في عقود النشر.

وهل هذا بسبب عدم وجود حلقة وصل بين جيل الرواد والأدباء الشبان؟

حلقة التواصل غير موجودة، خاصة بعد «جائحة كورونا»، وصعوبة إقامة الندوات على سبيل المثال مما يعد قصورًا كبيرا، فالتواصل بين الأجيال الأدبيةن والإطلاع على فنون الكتابة المختلفة، له فوائد جمة نحتاج إليها بالطبع.

ومن هو مثلك الأعلى من الرواد؟ 

مثلي الأعلى يوسف السباعي، كوني أستمتع بتذوق أعماله كقارئة، تود أن تنهل من رحيق الأدب، والإستفادة منها في الوقت ذاته في كتاباتي.

وما هو السبيل لطبع إبداعتك لترى النور وتصل للقارئ؟

لا يوجد سبيل سوى التواصل مع أحد دور النشر المتواجدة حاليا، ومحاولة الوصول إلى اتفاق عادل وبنود غير مجحفة لأي من الطرفين، وحفظ للحقوق المادية والأدبية، وضمان توزيع العمل وتسويقه، وبصفة خاصة لا أسعى الآن لأي مكاسب مادية، وأعدها خطوة مؤجلة لا تهمني حالياً قدر ما يهمني وصول أعمالي إلى القراء والتأثر بها.

وهل تواصلت مع إحدى مؤسسات الدولة لطبع مؤلفاتك؟

لم أتواصل مع أي من مؤسسات الدولة لسبب حذرني منه بعض الزملاء، وهو طول المدة الزمنية التي تستغرقها المؤسسات في الإطلاع على العمل وتقييمه وقرآته، وصولا للموافقة عليه والإتفاق مع الكاتب، مما يرغم الكاتب على الإنتظار دون جدوى، ولا مانع لدى على الإطلاق من الإنتظار فعلى سبيل المثال استغرقت في التحضير والكتابة لروايتي الأخيرة «وما أبرئ نفسي» أربعة أعوام كاملة وأفتخر بذلك فطول المدة الزمنية هنا في صالح العمل أما إنتظار إجراءات روتينية لا طائل منها مضيعة للوقت.

وما هي بداية إبداعاتك؟

بداية إبداعاتي كانت في الثامن عشر من نوفمبر لعام 2009 من الصعب نسيان هذا التاريخ، بعد خسارة المنتخب المصري المباراة الحاسمة أمام نظيره الجزائري، وضياع فرصة تأهل هذا الجيل الذهبي من اللاعبين بقيادة المدرب حسن شحاتة لنهائيات كأس العالم، وانفعلت الفتاة الصغيرة العاشقة لكرة القدم - والتي لم تكن تجاوزت بعد الثانية عشر من عمرها - وعبرت بقلمها عن ما يحويه قلبها بعد الخسارة، وإجادتي لفنون اللغة العربية وآدابها منذ الصغر، لحرص والديّ على حفظ أجزاء من القرآن الكريم منذ الصغر، جعلت من خاطرتي الأولى مبشرة بنواة لاقت استحسان جميع مدرسي اللغة العربية في المدرسة، لتتوالي الخواطر بعد ذلك ويتحول الأمر إلى المقال ثم القصة القصيرة ثم الرواية.

وما كان رد الفعل من المحيطين بك مع بداية إنطلاقتك الإبداعية؟

تقف كلماتي عاجزة عن ذكر الدور الجليل للمحيطين بي كوالدي بارك الله فيهما، وأشقائي حفظهما الله لدعمهم لي في كل لحظات اليأس التي مررت بها، وكدت أمزق ما خطّه قلمي تعبيرا عن حنقي وشعوري بالظلم في كثير من الأحيان، مع توفير الأجواء المناسبة لي للكتابة، فالأمر ليس سهلا كما يظن البعض وله استعدادات خاصة.

وما هي رؤيتك لأعمالك الأدبية حتى الآن وهل أثرت الحياة المكتبة العربية؟

أتمنى أن تكون أعمالي قدر كلمة إثراء المكتبة العربية، أنا فقط أجتهد وأحاول وأخطئ ويتعثر قلمي ويحالفه التوفيق أحيانا، وعملي الأول كان المجموعة القصصية «ما زلت منتظرة» صدرت عام 2015 كنت في الثامنة عشر من عمرى، وفي عامي الجامعي الأول في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتعمدتُ حينها أن يكون عملي الأول أقاصيص في شتى المواضيع، لإختبار قرائي ومعرفة أي من أسلوب الكتابة هو المفضل بالنسبة لهم، وأكثر المواضيع التي نالت إعجابهم - مع مراعاة أنها مسألة نسبية بالطبع - ويستحيل الإجماع على تذوق عمل أدبي, ولكن كان ذلك الهدف من المشاركة بمجموعة قصصية، وفي 2017 كان العمل الثاني رواية «شاهد قبل الحذف» والتي تطرقت لمشكلات المرأة في المجتمع المصرى كالتحرش وزواج القاصرات ونظرة المجتمع للمطلقات والأرامل، وفتيات الليل كان عملا جريئا، خاصة أن بطلته واحدة من فتيات الليل, واخترت هذه العبارة لتكتب بجانب العنوان شاهد قبل الحذفن الكل متدين حتى تأتى العاهرة في إسقاط واضح على المجتمع، وفي 2021, جاء العمل الثالث رواية «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى»، والتي تناقش الألم النفسي وأثر الصدمات النفسية التي نتعرض لها في حياتنا، وبشكل خاص قرار إعتزال أحد أنجح المطربين الشباب في مصر والعالم العربي للغناء، وما سيعقب قراره واخترت عبارة الدكتور مصطفى محمود رحمه الله لتكون بجانب العنوان وهي «أشق الحروب حرب الإنسان مع نفسه»

وهل هناك مشروعات أدبية جديدة حاليا؟

لا توجد أي مشروعات جديدة على الإطلاق، ولن تكون في القريب العاجل, عقب إنتهائي من أي عمل ألتزم بهدنة طويلة الأمد أكثر فيها من إلتهام الأعمال الأدبية بنهمن يكفل لي إثراء أسلوبي الأدبي، قبل الإقدام على الكتابة من جديد، كما أن الوصول لفكرة عمل جاد أحترم به قرائي هو أمر يتطلب مني الكثير من العوامل أهمها التأني.

وهل النقد الأدبى يواكب العملية الإبداعية الآن؟

النقد هو أحد العناصر الهامة والتي نفتقدها بكل أسف، ولو توافر النقد الجاد لحدثت طفرة نوعية فى الأعمال الأدبية, التي تنشر، ولعاد الجيل الذهبي الذي شهدته مصر بوجود الأساتذة نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وزكي نجيب محمود والعقاد.

وما رأيك في الجوائز الأدبية الآن هل ترقى للعملية الإبداعية في مختلف صنوف الأدب؟

الجوائز أحد أهم الركائز التي تصقل الكاتب، فحتى لو لم يحالفه التوفيق يكفي مناقشة لجنة التحكيم للعمل وتقييمه وإبداء الملاحظات الثرية عليه، وأسعدني الحظ بمشاركتي في العديد من المسابقات منذ الصغر والظفر بالعديد بالجوائز التي أضافت لي دون شك، كالمركز الأول في القصة القصيرة على مستوى محافظة القاهرة عام 2011, والمركز الحادي عشر على مستوى الجمهورية عام 2013, والمركز الأول في القصة القصيرة على مستوى كلية الإعلام جامعة القاهرة عام 2014، وجائزة التميز مُقدمة من المكتبة المركزية بجامعة القاهرة عن رواية «شاهد قبل الحذف» عام 2017 والمركز الثاني في مسابقة إبداع للرواية على مستوى جامعة القاهرة في عام 2018, والمركز الثاني في مسابقة القصة القصيرة عن قصة لا لوم عليهم مقدمة من وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة.

وما تمثله لكي هذه الجوائز؟

الجوائز تمثل إشارة لي أني على الطريق الصحيح، لم أحد عنه وإن كان ما يعنيني دوما في كل مرة هو التشرف بمناقشة كبار الكتاب لأعمالي وتقييمها, كالاستاذ يعقوب الشاروني رائد أدب الأطفال في مصر وفاروق عبد الله، والذي تعقد باسمه مسابقة عمر الفاروق للقصة القصيرة، تحت رعاية وزارة التربية والتعليم والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد، والصحفية الكبيرة نوال مصطفى والدكتور حسن عبد الله الناقد الأدبي الكبير.

ومن وجهة نظرك هل مستوى الأعمال الادبية المصرية والعربية يرقى للمنافسة العالمية؟
الريادة العربية والإنطلاق للعالمية يتطلب العديد من العوامل، ومتابعة جائزة البوكر كل عام ومن يصل للقائمة القصيرة سواء من مصر أو أي دولة عربية مؤشر مطمئن على قدرتنا الوصول للعالمية.

وهل الدور الأعلامى كافي لتبني الأصوات الشابة؟

هناك إهتمام إعلامي ملحوظ، ولكنه غير كافي ينشط فقط إبان إقامة معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسرعان ما يخمد بعد ذلك، ويظل الكاتب متخبطا في رحلة سعيه عن الدعم والتقدير.


 

ومن الملاحظ إنحيازك للمرأة في كتابتك الأمر الذي يثير حفيظة الرجل.. ما ردك؟

الموضوع الذي اتناوله في الرواية عبارة عن فكرة، ومعنى أنني أحارب فكرة زواج القاصرات فهذا ليس معناه أني ضد الرجل واتحيز للمرأة، فأنا لم أفتعل مشكلة في العلاقة بين الرجل والمرأة، ولكنى أعرض حلول لمشكلة قائمة بالفعل، وإذا قرأها الرجل سيجد أنى معه، فأنا أواجه مشكلة أخته وبنته, بل بالعكس سيجد نفسه يؤيد وجهة النظر التي أتناولها في الرواية، فأنا أدافع عن حقوق المرأة ومواجهة ما تعانية من مشاكل فى المجتمع في المقام الأول.

وما هو الدور المنوط بالأعمال الإبداعية في الوقت الحالي؟
الدور المنوط بالأعمال الأدبية الآن وفي كل وقت هو زيادة وعي القارئ واستفادته من المحتوى الذي يقرأه فعلى كل كاتب أن يتساءل ما الذي سيضيفه عمله للقارئ والحركة الأدبية بشكل عام.