لوكاشينكو يتمسك بموقفه المتشدد بعد عام من انتخابه «المشكوك في نزاهته»

ألكسندر لوكاشينكو
ألكسندر لوكاشينكو

بقي الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اليوم الاثنين 9 أغسطس، على موقفه المتصلب حيال منتقديه بعد عام على إعادة انتخابه التي أثارت موجة اعتراضات وقمع حركة احتجاجية واسعة سُجن خلالها آلاف الأشخاص أو غادروا البلاد.

وخلال لقاء سنوي مع الصحافة وبعض رموز النظام يعرف بـ"النقاش الكبير"، ظهر لوكاشينكو محاطًا بعلمين في القاعة المذهبة، ليعلن مرّة جديدة فوزه في انتخابات "شفافة تمامًا" على معارضة كانت تعِدّ لـ"انقلاب".

ونفى لوكاشينكو أي ضلوع لبلاده في وفاة المعارض فيتالي شيشوف المقيم في المنفى في أوكرانيا، والذي عُثر عليه مشنوقًا الأسبوع الماضي في حديقة في كييف، فقال "من يمثل بالنسبة لي أو لبيلاروسيا؟ ليس أحدًا بنظرنا، فمن يذهب إلى هناك لشنقه؟".

وقال رئيس بيلاروسيا "لم يكن العام سهلًا"، في إشارة إلى الحركة الاحتجاجية التي قمعها، معتبرًا أنها شكلت "خطرًا على الوحدة الوطنية".

وتابع "كان البعض يعد لانتخابات عادلة ونزيهة، والبعض الآخر يدعو إلى ضرب السلطات، إلى انقلاب".

وسُئل لوكاشنكو عن حملة التوقيفات الجماعية وإغلاق وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية، فرفض كلمة قمع.

وقال ردًا على سؤال صحفي أمريكي "ليس هناك ولن يكون هناك أبدا قمع في بلادي.. لست بحاجة إلى ذلك" مضيفًا "أي قمع؟ هل قتلت أحدا؟".

وأكد "كل ما فعلته أنني لعبت بحسب قواعد اللصوص (المعارضين) الذين كانوا يهاجمون دولتنا السيدة بتوجيه من الأجهزة الخاصة الأمريكية انطلاقًا من بولندا".

وشهدت حملة الانتخابات عام 2020 تعبئة حاشدة غير متوقعة خلف مرشحة مفاجئة هي سفيتلانا تيخانوفسكايا التي اضطرت إلى الحلول محل زوجها بعد اعتقاله، فجمعت حولها كل تيارات المعارضة بعدما استبعد النظام جميع خصوم الرئيس الآخرين.

لكن في ختام الانتخابات في التاسع من أغسطس، أعلن فوز ألكسندر لوكاشينكو بأكثر من 80% من الأصوات، ما أثار حركة احتجاج تاريخية عمّت أنحاء الجمهورية السوفياتية السابقة التي يحكمها الرئيس بقبضة من حديد منذ 1994.

وأرغمت تيخانوفسكايا على المغادرة إلى المنفى حيث تمثل المعارضة البيلاروسية في الخارج، وقد استقبلها عدد كبير من القادة الغربيين، وبينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن في يوليو الماضي.

وصرحت اليوم الاثنين بأن نظام بيلاروسيا أصبح نظاما "إرهابيًا".

وبالرغم من تظاهرات ضخمة استمرت أشهرًا عدة، لم يسع النظام في أي وقت لإقامة حوار، بل ردّ على الحراك الشعبي بالقوة، فاعتقل آلاف المتظاهرين وأوقف أو أبعد جميع وجوه المعارضة.

واشتدّ القمع في 2021، فيما كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل العقوبات على النظام ومسؤوليه.