«أزمة وعي»| إنجازات يفسدها الإهمال

الإهمال يطول كوبري روض الفرج
الإهمال يطول كوبري روض الفرج

لا يزال غياب الوعي، يمثل العنوان العريض في تعامل بعض المواطنين مع المشروعات القومية والحضارية التي تنفذها الدولة المصرية لتغيير واقع المجتمع للأفضل، فلم تسلم هذه المنجزات من يد التخريب غير المتعمد أو الإهمال الجسيم.


وترصد بوابة أخبار اليوم، عدة وقائع تعد مثالا صارخا على التعامل غير المسؤول مع هذه المشروعات في عدة قطاعات ..

الأسمرات تعاني..إهمال سائق يحطم واجهة «قباء»

تعرضت واجهة محطة مترو قباء إلى حادث إثر ارتطام سيارة نقل بها، حيث إن السائق قام بتفريغ حمولة السيارة، وترك القلاب الخاص بها في وضعه الرأسي، مما أدى لاصطدامه بأحد السقالات المتواجدة بأعمال المحطة الخارجية بالخط الثالث للمترو «عدلي منصور - العتبة».

تشويه الممر الزجاجي

كما أن الممشى الزجاجي لكوبري روض الفرج الذي أبهر الجميع وبات مقصدًا سياحيًا فور افتتاحه شابه التشويه، الذي نال من مظهره وأثر عليه سلبًا، حيث عمد بعض المواطنين إلى تخريب المظهر الجمالي والتأثير عليه من خلال كتابة أسمائهم على جدرانه.


قمامة «القطار الجديد»

كما انتشرت صور، مؤخرًا، يظهر خلالها تجمع القمامة داخل إحدى عربات القطارات الجديدة، بالإسكندرية، وهو لاقى غضب الكثيرين، الذي عبروا عن غضبهم من هذا السلوك.

بعد عرض هذه السلوكيات الخاطئة، قصدنا باب القانون لمعرفة كيف يتم توظيفه للحفاظ على هذه المنشآت العامة ومنع العبث بها.


وأكد د.صلاح فوزي أستاذ القانون الدستوري، وعضو اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، أن السلوكيات المذكورة سابقًا تنال من هذه المشروعات التي بُنيت من أموال المصريين، ولذا هي ملك للعامة ولا يجوز التهاون مع قلة تحاول العبث بها دون رادع يقوّم سلوكها السلبي الذي اعتادت عليه.

ولفت في تصريح خاص لبوابة أخبار اليوم، إلى أن هذه المشروعات والمنشآت تعد من علامات النهضة والتنمية لمصر الجديدة، ولذا وجب الحفاظ عليها من كل ما من شأنه أن يترتب عليه إصابتها بضرر. 

وأكد أن هذه الأفعال بمثابة أمر سلوكي ومن خلال التوعية وبعض الإجراءات الأخرى يمكن العدول عنها، حيث إن أبناء هذا المجتمع عندما يذهبون خارج حدود القطر المصري يلتزمون بقواعد وقوانين البلد الموجودين فيه، وتجد نفس الشخص الذي يهمل ويلقي القمامة بالأماكن العامة في مصر، دون اكتراث، يتغير عندما يتواجد خارج مصر، حيث يضع ورقة الحلوى الفارغة في جيبه حتى يذهب لصندوق قمامة فيلقيها فيه.

وأشار صلاح فوزي أستاذ القانون الدستوري وعضو اللجنة العليا للإصلاح التشريعي، إلى أن طرق مواجهة هذا الأمر تتمثل في الوعي السلوكي والذي يجب على الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية ودور العبادة الإلتزام به، كلُ في مجال تخصصه، من خلال توعية المواطنين بأن هذه المشروعات والمرافق التي تقدم خدمات عالية المستوى هي أموالهم ويتوجب الحفاظ والحرص عليها.

وأكد فوزي، أن ما يؤسفنا هو أن تلك السلوكيات لا تحدث في مجتمعات ودول الجوار وليس أوروبا فحسب، موضحًا أن الالتزام بهذه السلوكيات أولى أن تكون في مصر صاحبة التاريخ، حتى لا نتلف مقدراتنا بأيدينا.

وفي ختام حديثه، شدد أستاذ القانون الدستوري، على ضرورة أخذ جانب الردع في الحسبان، لما له من نتيجة مؤكدة، حيث يمكننا مطالعة التجربة الإماراتية التي وضعت لوائح وقوانين بعقوبات قدرها خمسمائة درهم لمن يلقى مناديل ورقية من زجاج سيارته، ما دفع جميع المواطنين والمقيمين من الوافدين الالتزام بالنظافة؛ خشية أن تطولهم تلك العقوبة المقدرة بنحو ٢٥٠٠ جنيه مصري، موضحا أن هناك مواد في القانون الحالي تخص هذا الإطار وتشتمل على عقوبات لمن يعبث بالمنشآت العامة ولكنها غير مطبقة، حيث إنها تحتاج لتوعية مكثفة قبل الشروع في تنفيذها، وذلك لكثرة عدد المخالفين.

أقرأ أيضا: يحدث في الفيوم .. إهمال المسئولين «يدفن زراعات الفلاحين بالحيا»