عاجل

من قلب إسرائيل| «حرب لبنان الثالثة» أقرب لإسرائيل من المواجهة مع إيران

 رد إسرائيلى على قصف حزب الله للجولان والجليل الأعلى
رد إسرائيلى على قصف حزب الله للجولان والجليل الأعلى

تشتت الانتباه الإسرائيلى ما بين الجبهتين اللبنانية والإيرانية؛ ففى حين يؤشر الواقع لما يعرف إسرائيليًا بـ«حرب لبنان الثالثة»، ولاسيما بعد إطلاق حزب الله فجر الجمعة الماضية ما يربو على 19 صاروخًا على الجولان والجليل الأعلى؛ يحتدم صراع المعارك البحرية الخاطفة بين إسرائيل وإيران، وكان آخرها استهداف ناقلة النفط «ميرسر ستريت» فى خليج عُمان.

 

وفيما ادعت تل أبيب تبعية الناقلة لرجل أعمال إسرائيلى يقيم فى لندن، واحتفاظها لنفسها بحق الرد؛ بررت طهران هجومها بالرد على قصف إسرائيلى سابق لقواعد الحرس الثورى الإيرانى فى منطقة «القصير» السورية على حدود لبنان. 


الثابت هو استعداد إسرائيل لحرب وشيكة على الجبهة اللبنانية، خاصة بعد رصد 100 مليون شيكل من الميزانية الإسرائيلية الجديدة لتأمين الجبهة الشمالية، وحصول تل أبيب على مساعدات أمريكية إضافية، لزيادة تسليح منظومة الدفاعات الجوية «القبة الحديدية»، واعتماد قيادة الجيش الإسرائيلى خطة لاقتحام الجنوب اللبنانى بريًا، حال اندلاع الحرب. 


السؤال الدائر فى إسرائيل حاليًا لم يعد: هل تندلع حرب ثالثة بين لبنان وإسرائيل؟ وإنما: متى تنشب هذه الحرب؟ ويجيب الخبير الإسرائيلى تسيفى يحزقيل، المحلل السياسى فى قناة «أخبار 13» على السؤال، مشيرًا إلى أن شرارة الحرب قد انطلقت بالفعل، بعد إطلاق حزب الله ما يزيد على 19 صاروخًا على الجولان والجليل الأعلى، بالإضافة إلى إطلاق عناصر مسلحة فى جنوب لبنان 3 صواريخ على مستوطنة «كريات شمونا» شمال إسرائيل.


ويعزز الخبير الإسرائيلى نذُر الحرب الوشيكة بمؤشرات تنطلق من إيران، يأتى فى طليعتها انتخاب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي. ونظرًا لانتمائه إلى معسكر أكثر تشددًا من سلفه حسن روحاني؛ فليس ثمة شك فى مواصلته تزويد حزب الله بقذائف الصواريخ بالغة الدقة فى إصابة الهدف، وتحفيز عناصر الحرس الثورى الإيرانى على مضاعفة التمركز فى سوريا، واستغلال الظروف الاقتصادية المتردية، وحالة الانفلات التى تهيمن على المؤسسات اللبنانية، لتسخين الجنوب اللبنانى ضد إسرائيل.


ويؤكد الكاتب الإسرائيلى عاموس هارئيل وقوف إيران إلى جانب حزب الله فى الهجوم الأخير على إسرائيل، مستندًا فى ذلك إلى سببين، أولهما: أن هجوم حزب الله الأخير هو الأول من نوعه منذ سنوات طوال على أكبر الجولان و«إصبع الجليل»، ومن يقرر ذلك يدرك جيدًا الخلفية التاريخية لقصف الشمال الإسرائيلى بصواريخ الـ«كاتيوشا» منذ ستينيات القرن الماضى وما بعدها. ثانيًا: أن توقيت العملية الأخيرة، وما سبقها بأيام يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لانفجار ميناء بيروت الهائل، الذى أسفر عن مقتل ما يربو على 200 شخص؛ ما يعنى أنه جرى الإعداد لها بتنسيق مع جهة أعلى هى بالتأكيد إيران، بحسب هارئيل.


على الجبهة الإيرانية، وفى ظل تبادل الهجمات البحرية بين طهران وتل أبيب، لا يعوِّل المراقبون كثيرًا على اعتزام إسرائيل التصعيد إسرائيل العسكرى ضد إيران؛ ورغم تنامى هذا المعنى لدى المستوى الرسمي، يؤكد مراقبون من بينهم رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق، عاموس يادلين، «ضرورة استمرار عمليات إسرائيل السريَّة» فى مواجهة إيران، وعدم الانجراف إلى مواجهة عسكرية معلنة أو تقليدية ضد إيران، خاصة فى ساحات أقرب للدولة الفارسية من إسرائيل.


ويدعم هذا الرأى قائد سلاح البحرية الإسرائيلى الأسبق اليعازر ماروم، مشيرًا إلى أن إيران تضغط على واشنطن من خلال استهداف آليات بحرية إسرائيلية، لإجبارها على توقيع اتفاق نووى جديد بشروطها، وفى أقرب وقت ممكن، وأنه لا ينبغى على إسرائيل الانجرار إلى هذا الفخ، وضرورة تصدى الدول العظمى وحدها للعمليات الإيرانية، ويكفى إسرائيل اللجوء إلى المسارات الدبلوماسية.