الإجهاد المائي يهدد النباتات المصرية.. ومساعي لاستنباط أصناف متحملة للحرارة

الجهاد المائى على النبات
الجهاد المائى على النبات

الإجهاد المائي.. مصطلح جديد على المصريين الذي لم يكونوا يلتفتوا له عندما يقع على مسامعهم، ولكن مع تطورات قضايا الماء لابد للمصريين اليوم أن يعرفوا معناه ويعوا تبعاته، إذ باتت مصر مهددة بأزماته التي تلحق بالزراعة خاصة.

 

ما هو الإجهاد المائي ؟

يقول الدكتور عبد الباسط العقيلي استشاري تغذية النبات بمركز بحوث الصحراء أن الإجهاد المائي Water Stress، هو الضرر الذي يصيب النبات نتيجة التعرض لنقص أو زيادة الماء في بيئة النبات عن الحد الأمثل للنمو.


وتابع: «توجد علاقة وثيقة بين الإجهاد الحراري والإجهاد المائي بمعني أن النبات يتعرض للذبول عندما يفقد 50 % أو أكثر من محتواه المائي، وبناء على ذلك فإجهاد الجفاف هو العامل القادر على إحداث فقد 50 % أو أكثر من المحتوى المائي للنبات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة» .

 

كما يعتمد نمو أي نبات نمواً طبيعياً على حالة الإتزان بين ما يمتصه ذلك النبات من الماء وبين ما يفقده، قد تكون حالة عدم الإتزان ضئيلة (أي أن ما يمتصه النبات من الماء بالكاد يكفي لتغطية ما يفقده الخلايا لا تكون في حالة امتلاء)، وقد يكون حالة عدم الإتزان كبيرة فتظهر آثاره على هيئة ذبول مؤقت.


وأوضح العقيلي أنه إذا كانت كمية الماء المفقود من النبات تفوق ما يستطيع النبات امتصاصه وعلى درجة كبيرة فإن أعراض الذبول الدائم تبدو واضحة عليه وغالباً ينتهي الأمر بموت النبات ، وبالرغم من أن للماء أهمية كبيرة في حياة النبات إلا أنه قد يكون عامل بيئي مجهد.

 

وأوضح أن الإجهاد المائي يرجع إلى إجهاد نقص الماء (إجهاد جفاف)، أو إجهاد زيادة الماء (إجهاد غمر).

 

وأشار إلى أن إجهاد زيادة الماء تؤدي إلى زيادة الرطوبة و بالتالى تثبيط الإنبات لأن الظروف اللاهوائية المتكونة تعيق عملية الإنبات فتختنق البذور لحرمانها من الأكسجين الحر.


وأضاف استشاري تغذية النبات أن البذور تحتاج إلى الأكسجين لإنباتها، حيث يزداد تنفس البذور أثناء الإنبات وبالتالي أكسدة وهدم مثبط موجود في البذرة وبالتالي تسمح بالإنبات، وقد يحدث تنفس لا هوائي حيث تتمزق أغلفة البذرة ويصبح التنفس هوائي (كحالة نادرة)، وتكون البذرة مقاومة للإجهاد إذا زادت نسبة الإنبات عن 50 % وبالتالي يمكن قياس قدرة البذرة على مقاومة الإجهاد عن طريق حساب معدل نسبة إنبات البذور.  

 

الإجهاد الحراري 

وقال العقيلي: «لابد أن نعرف انه يوجد ما يعرف بدرجة الحراره المثلى للنبات وهي درجة الحرارة التي تتم فيها العمليات الفسيولوجية داخل النبات سواء عملية امتصاص أو تمثيل غذائي بصورة جيدة، وبالتالي نمو وإثمار جيد ومن هنا فإن الإجهاد المائي الحراري هو عبارة عن اختلال في التوازن المائي للنبات نتيجة سرعة النتح والبخر اعلي من معدل امتصاص النبات  للماء، ولايوجد تعويض للماء المفقود  وبالتالي يتخد النبات بعض الإجراءات للحفاظ على حياته و لتعويض نقص الماء داخل خلاياه حيث يتخلص من بعض الأوراق ومن الثمار عن تكوين طبقة انفصال بين الشجرة والثمار وتصفر وتسقط.

 

وأضاف «العقيلي» أن الرئيس السيسي كلف المراكز البحثية بالعمل على استنباط أصناف متحملة للحرارة وللجفاف وتكون ملائمة لظروف مصر المناخية والمائية بجانب رفع كفاءة استخدام الماء عن طريق استخدام نظم الري الحديث وإنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي لإعادة استخدامها في الزراعة تعويضا عن ما نتعرض له من عمليات تبخر في المياه بسبب درجات الحرارة الحادة فى ظل محدودية حصة مصر من مياه النيل.

 

إجراءات حماية

وأوضح العقيلي أنه في ظل هذه الظروف المناخيه السائدة لابد من التعايش معها عن طريق بعض العمليات، فقبل الزراعة يجب اختيار نبات متحمل أوله قدر على توفير نسبة من التظليل أو الزراعة تحت النخيل أو الزراعة المحمية وهو ما اتجهت إليه الدولة المصرية بالفعل، وقال استشاري تغذية النبات بمركز بحوث الصحراء أنه بالنسبة للنباتات المنزرعة بالفعل لابد من اتخاذ عدد من الإجراءات منها.

 

أولا: ضبط عملية الري وتقريب زمن الري قدر الإمكان والري في الصباح الباكر حيث يكون النبات في قمة نشاطه.

 

ثانيا: رش النباتات بالأحماض الأمنية بعد التأكد من عدم وجود إصابات فطرية، حيث أن الأحماض الأمنية تعمل على زيادة مقاومة النبات وتنشيط العمليات الفسيولوجية في الظروف المعاكسة.

 

ثالثا: رش النبات بسليكات البوتاسيوم  حيث يساعد البوتاسيوم في حركة المياه داخل النبات وله دور في عملية فتح وغلق الثغور ويعمل السيلكون على تقوية جدر الخلايا.

 

رابعا: الأشجار المثمرة يمكن رش محلول الجير المطفي على الثمار لحمايتها من لسعة الشمس.