انتحار «هيتشكوك».. ملك الرعب يخنق نفسه بـ«الجرافتة» 

انتحار «هيتشكوك».. ملك الرعب يخنق نفسه بـ«الجرافتة» - أرشيف أخبار اليوم
انتحار «هيتشكوك».. ملك الرعب يخنق نفسه بـ«الجرافتة» - أرشيف أخبار اليوم

فتحت الزوجة باب حجرة زوجها وصرخت عندما رأته يقف على مقعد ويلف حول رقبته كرافته تتدلى من سقف الحجرة، وسمع الرجل صراخ زوجته واستدار بوجهه إليها وعلى فمه ابتسامة عريضة، وذهلت الزوجة عندما شاهدت زوجها ينتحر وتضاعفت دهشتها عندما سمعته يقول: إنه مشهد ناجح أليس كذلك؟!

 

كان هذا الرجل هو ألفريد هيتشكوك ملك الرعب والإثارة في السينما العالمية، وحرصت الزوجة على أن تروي قصة حياتها مع الرجل المثير الغريب الغامض، ونشرتها مجلة آخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 14 سبتمبر 1960.

 

حكت زوجة هيتشكوك الجانب الغامض من حياة زوجها والذي يبدأ عندما يعود هيتشكوك من الاستوديو ويغلق خلفه باب منزله، فهذا المخرج الذي هزت أفلامه المتفرجين في جميع عواصم العالم لا يميل كثيرا لقراءة الروايات البوليسية، ورغم أنه هاجر إلى الولايات المتحدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي فإنه احتفظ بالتقاليد والعادات الإنجليزية التي نشأ عليها.

 

كما أن هيتشكوك لا يشاهد أفلامه بعد أن ينتهي من إخراجها ولكنه يعتبر الفيلم ناجحًا إذا سمع أن متفرجا في طوكيو أغمي عليه من الخوف.

 

وكشفت زوجة هيتشكوك أن أشد ما أعجبها في زوجته هو فلسفته في الحياة، إنه رجل وديع ذو موهبة رائعة وقدرة على معرفة المكان الطبيعي لكل شىء ولكل شخص، وفوق ذلك فهو لا ينظر إلى الحياة كأيام سعيدة ومحزنة ولكنه يقبلها ككل ولا يهتم بالأشياء الصغيرة التافهة لأنه يرى أن التفكير في هذه الأشياء مضيعة للوقت.

 

اقرأ أيضًا| ماجدة الصباحي.. ممنوعة من الخروج مع إيهاب نافع بـ«دون محرم» 

 

زوجة المخرج العالمي تحدثت عن أن زوجها لم يكافح ولم يشق من أجل تحقيق النجاح، فألفريد من النوع الذي كان مقدرا له النجاح وهو يحس بذلك في أعماقه ولهذا لم يؤثر نجاحه وذيوع شهرته في شخصيته فما زال نفسه الذي قابلته لأول مرة منذ 40 عامًا.

 

وأثناء عمل زوجة ألفريد ككاتبة حوار وهو يشتغل في قسم تصميم العناوين المصورة الصامتة في ستوديوهات لاسكي بلندن، وبعد ذلك نقل إلى قسم الإخراج وتطلب عمله أن يتنقل في جميع أنحاء أوروبا وكانت ترافقه في جميع هذه الرحلات.

 

وتقدم ألفريد لخطبة زوجته في منتصف الليل على باخرة كانت تعبر بهما منتصف بحر الشمال وسط عاصفة في ليلة الكريسماس، حيث كانا من المؤمنين بالتقاليد القديمة، وطلب ألفريد أن يتريثا عامين حتى يتحسن وضعه المالي ويتمكن من تحمل أعباء الزواج، وبالفعل تزوجا منذ 35 عاما دون ضجة لأن ألفريد يكره الضجيج.

 

وبعد زواج الفريد مباشرة رحل إلى أمريكا وكان قلقا على أفلامه التي تعرض هناك، مؤكدا أن أفلامه لا تعرض إلا في دور السينما من الدرجة الثالثة وهو لا يحب ذلك، وكان يريد أن يرى اسمه على واجهات دور السينما الفاخرة، لأنه كان يعد أفلامه لرواد هذه الدور بالذات.


وعندما يفكر ألفريد في إخراج فيلم فأنه لا يهتم فقط بجمهوره في أمريكا بل يسأل دائما: «هل سيفهم الناس في اليابان هذا المنظر ؟ أو هل سيحدث موقفًا ما نفس التأثير في المتفرج الذي يشاهد الفيلم في القاهرة؟ وعندما يسمع أن فيلمه نجح في بلد أجنبي يقول: «إذن لم أكن مخطئا كما كنت أعتقد».

 

وكان ألفريد غير سعيد في أمريكا لأنه لم ولن يتعود أبدا على الحياة بالطريقة الأمريكية، وهو شخص هادئ محافظ ويكره أي شئ زاهي اللون أو أي شخص يخرج عن المألوف، كما أنه لا يملك حمام سباحة في منزله ولا يذهب إلى الحفلات الصاخبة في هوليود ولا يرتدي أبدا الملابس الأمريكية لأنه لا يطيقها.

 

وكان ألفريد يقرأ كثيرا ولكنه لا يقرأ مطلقا الرويات البوليسية، لكنه مغرم بالكتب التي تتناول تاريخ حياة المشاهير، ويهوى قراءة كتب الرحلات والمحاكمات المشهورة، ويحب الموسيقى الكلاسكية، ومن طبائعه أنه مغرم برواية النكت.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم