من التاريخ | ابن حيان.. إمام مؤرخى الأندلس

د. عبد المقصود باشا
د. عبد المقصود باشا

هو الإمام المحدث والمؤرخ النحوي، صاحب التصانيف، أبو مروان حيان بن خلف بن حسين بن حيان بن محمد بن حيان بن وهب بن حيان القرطبى الأندلسى، شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس، هو ابن أسرة عرفت بقربها من السلطة، فقد كان جده الكبير حيان مولى للأمير عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان، مؤسس الدولة الأموية فى الأندلس..

 

عنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر: ولد بن حيان فى قرطبة بالأندلس سنة 377هـ 987م، وكان والده خلف بن حيان كاتبا لشئون المال والإدارة لدى المنصور بن أبى عامر حاكم الأندلس، أى أحد وزرائه بلغة عصرنا، ويتبوأ ابن حيان القرطبى مكانة مرموقة بين مفكرى الأندلس نتيجة لما أخرجه من تراث تاريخى لا يمكن الاستغناء عنه فى دراسة تاريخ المغرب والأندلس، وإذا تحدثنا عن عصره السياسى والفكرى، فنجد أنه شهد فى مطلع شبابه وحدة الأندلس ثم شهد قيام الفتنة وزوال خلافة قرطبة، وقيام دول ملوك الطوائف، وآلمه كثيرا ما آلت إليه حال الأندلس من تمزق وفرقة بعد أن نعمت بالوحدة والمنعة أيام الخلافة الأموية، فأخذ فى تدوين تاريخ عصره بعمق وإسهاب.

يضيف باشا: أما مكانة بن حيان العلمية والفكرية، فقد أجمع معظم الذين ترجموا له على أنه كان إمام المؤرخين، لما تميزت به كتاباته التاريخية من سعة ودقة وتفصيل وجودة وجمال وأسلوب بليغ، وكان أسلوبه يمتاز بالسهولة والوضوح والتعبير الدقيق عن الحقائق، وقوة التدليل والتفسير والتعليل، تخلص ابن حيان من قيود السجع ومحسنات البديع المتكلفة.

وبالاطلاع على كتاباته أو بعضها نجد أنه حقا أديب متمكن واسع المعرفة جزل العبارة قوى الأسلوب، ويعد من بلغاء كتاب عصره، وطبع الأديب فيه يغلب على طبع المؤرخ، كان ابن حيان مفسرا للتاريخ فطن إلى أهمية التفسير والتعليل، واستند فى تفسيراته على البعدين الدينى والأخلاقى، عاش عمرا لأكثر من 90 عاما وتوفى سنة  469هـ، ودفن فى جنوب شرقى قرطبة، مثوى عظماء الأندلس.