«عبد الرحمن الداخل».. صقر قريش ومخمد ثورات الأندلس

 مسجد قرطبة الجامع فى الأندلس
مسجد قرطبة الجامع فى الأندلس

عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموى القرشى 113-172 هـ المعروف «بصقر قريش»،و»عبد الرحمن الداخل»، نشأ فى بيت الخلافة الأموى بدمشق، وأسس الدولة الأموية فى الأندلس عام 138 هـ، عنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر: عندما أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأموية، هدفوا إلى تعقب الأمويين والقضاء عليهم خشية أن يحاولوا استرداد ملكهم، فقتلوا بعضهم، وحين بلغ «عبد الرحمن الداخل» ذلك، هرب من منزله حتى بلغ قرية على الفرات، اختبأ بها، وتوجه منها صوب إفريقية.


ظل «عبد الرحمن» يتنقل من مكان إلى مكان مدة خمس سنوات، وفى عام 136 هـ، أرسل إلى بنى أمية فى الأندلس يطلب عضدهم والتمهيد لدخول الأندلس، فأجابوه، وكان الأندلس حينئذ يغلى بسبب النزاعات المتواصلة بين القبائل المضرية واليمانية، فوافقت دعوة «عبد الرحمن» رغبة اليمانية فى الثأر لهزيمتهم فى موقعة شقندة، وبعد أن دخل الأندلس أخضع كافة المدن فى طريقه حتى إشبيلية التى استولى عليها وبايعه أهلها على الطاعة.دخل الأندلس وهى تتأجج بالنزاعات القبلية والتمردات على الولاة حيث قضى فترة حكمه 33 عامًا، فى إخماد الثورات المتكررة فى شتى أرجاء الأندلس، تاركًا لخلفائه إمارة استمرت لنحو ثلاثة قرون.


اتبع عبد الرحمن الداخل سنة أسلافه من الأمويين فى نظام الحكم، فاتخذ حُجّابًا، ولم يتخذ وزراء، وقد اهتم بجيشه الذى كان الدعامة التى مكنته من السيطرة على مقاليد الأمور طوال حكمه، فبلغ جيشه مائة ألف جندى من المتطوعين والمرتزقة، إضافة إلى حرسه الخاص، أنشأ فى أواخر عهده عددًا من قواعد بناء السفن فى طركونة وطرطوشة وقرطاجنة وإشبيلية و490 مسجدا منها المسجد الجامع فى قرطبة وقصر الرصافة.


قال عنه ابن حيان القرطبي: «كان كثير الكرم، عظيم السياسة، يعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويصلى ويخطب بالناس فى الجمعة والأعياد»، كان نقش خاتمه: «عبد الرحمن بقضاء الله راض».توفى عبد الرحمن الداخل فى 24 ربيع الآخر عام 172 هـ، ودفن فى قصر قرطبة.