الدولة هزمت كورونا في موجاتها الثلاثة.. واللقاحات أمل القضاء على الوباء

«الأخبار» ترصد ملحمة 18 شهرًا من مواجهة الجائحة

تصنيع اللقاح المصرى فاكسيرا - سينوفاك فى مقر الشركة
تصنيع اللقاح المصرى فاكسيرا - سينوفاك فى مقر الشركة

عام ونصف العام من مواجهة  الوباء، إجراءات حاسمة هزمت جائحة كورونا . بدأت من اليوم الأول لظهور الفيروس الغامض فى مصر فبراير قبل الماضى باستقبال المصريين العائدين من ووهان الصينية إلى اكتشاف أول حالة مصابة لصينى حتى البدء فى تطعيم المواطنين ونهاية بتصنيع اللقاحات واستمرار المواجهة وكلها  كانت سببًا فى الحفاظ على النظام الصحى المصرى دون انهيار وتجاوز موجتي الفيروس الأولي والثانية ، ومواجهة الثالثة حاليًا.«الأخبار» ترصد قصة بل ملحمة نجاح مصر فى مواجهة الوباء مررنا فيها بـ 3 موجات لكورونا على مدار عام ونصف، حافظنا فيها على نظامنا الصحى من الانهيار . بدأت مصر باكتشاف الإصابات وعلاجها وتخصيص المستشفيات اللازمة ووضع بروتوكولات العلاج اللازمة وإجراء التجارب على أدوية ولقاحات لكورونا ثم نجاح التجارب والتطعيم باللقاحات  لننتقل إلى عصر تصنيع اللقاحات فى مصر.

 

الموجة الأولى

حجر وعزل «أول فبراير: 13 سبتمبر»

فى بداية فبراير الماضى بدأت الموجة الأولى للجائحة التى استمرت إلى منتصف سبتمبر الماضي، تعاملت وزارة الصحة منذ أول بيانات عن الفيروس بأن قامت الدولة بإجلاء المصريين المقيمين فى ووهان بالصين، إلى مصر وحجزهم فى الحجر الصحى لمطروح ثم البدء فى علاج أى حالة مصابة بالفيروس  وتفعيل العزل بمستشفى النجيلة، وتلاها  تشكيل غرفة الأزمات المركزية، وتطبيق إجراءات الحجر الصحى والتوعية بالفيروس.

فى البداية بدأت الدولة برفع درجة الاستعداد القصوى منذ شهر يناير 2020 للتصدى للجائحة، من خلال إطلاق حملات التوعية اللازمة للمواطنين، وتخصيص معملين لإجراء تحليل» PCR» لفيروس كورونا، وتخصيص مستشفى عزل مجهزة بـ 42 سرير رعاية مركزة، و 50 جهاز تنفس صناعيا، تحسبًا لاكتشاف أى حالة مصابة بفيروس كورونا.

وكان مطار القاهرة الدولى من أول ثلاثة مطارات قامت بتطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة للوافدين عند دخول البلاد، وخلال شهر فبراير 2020، والذى شهد عودة 320 مواطنا مصريا عالقين فى مدينة «ووهان» الصينية، تم تخصيص مستشفى النجيلة بمحافظة مطروح للعزل، كما استقبل أول إصابة لمواطن أجنبى مصاب بفيروس كورونا المستجد، موضحة أنه تم تجهيز المستشفى بـ 42 سرير رعاية مركزة، و 50 جهاز تنفس صناعي، بالإضافة إلى توفير سيارات إسعاف مجهزة ذاتية التعقيم.

بروتوكول علاج

تلى ذلك الأمر إصدار أول بروتوكول علاج لفيروس كورونا المستجد فى شهر مارس 2020، وإطلاق المنظومة الإلكترونية لرصد ومتابعة الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد والمخالطين لهم، وتم تخصيص 59 مستشفى عزل وفرز على مستوى محافظات الجمهورية مجهزة بـ 950 سريرا داخليا، و225 سرير رعاية مركزة، و255 جهاز تنفس صناعي، وتخصيص 24 معملا لإجراء تحاليل «PCR» لفيروس كورونا، وتزويد كل محافظة على مستوى الجمهورية بـ 10 سيارات إسعاف مجهزة.

وخلال أبريل 2020 تمت  زيادة عدد مستشفيات العزل إلى 100 مستشفى على مستوى الجمهورية وذلك بسعة 2160 سريرا داخليا، و440 سرير رعاية مركزة، و370 جهاز تنفس صناعيا، وتمت زيادة عدد المعامل إلى 27 معملاً، كما تم تحديث بروتوكولات علاج فيروس كورونا وإطلاق تطبيق «صحة مصر» لإمداد المواطنين بكافة المعلومات عن مستجدات الأوضاع بشأن الوضع الوبائى بمصر،  وتوفير خدمات تقديم الدعم النفسى للمواطنين والعاملين بالقطاع الصحي، كما تم تفعيل آلية عزل الحالات البسيطة إكلينيكيًا بالمدن الجامعية ونزل الشباب.

وشهد شهر مايو  تحديث بروتوكولات تشخيص وعلاج مرضى فيروس كورونا، كما تم تخصيص 5 مراكز للتبرع بـ بلازما المتعافين وبدء العلاج بها للمصابين، فضلاً عن تطبيق آلية العزل المنزلى وتوزيع العلاج اللازم للمخالطين، وتم تخصيص 420 مستشفى لاستقبال الحالات المصابة على مستوى الجمهورية بسعة 35152 سريرا داخليا، و3539 سرير رعاية مركزة، و2218 جهاز تنفس صناعيا، وزيادة عدد المعامل إلى 57 معملاً.

أما شهرا يونيه ويوليو 2020، تمت زيادة عدد مستشفيات العزل والفرز، حيث تم تخصيص 340 مستشفى عزل و80 مستشفى فرز، بسعة 35152 سريرا داخليا، و3539 سرير رعاية مركزة، و2218 جهاز تنفس صناعيا، وزيادة عدد مراكز التبرع ببلازما المتعافين إلى 20 مركزًا، وخلال شهر يونيه تم إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية لمتابعة وعلاج الأمراض المزمنة والاكتشاف المبكر للاعتلال الكلوي.

وفي يونيه أيضا تم الإعلان عن خطة الدولة للتعايش مع فيروس كورونا المستجد، وقيام وزارة الصحة والسكان بالتأمين الطبى لامتحانات الثانوية العامة، كما تم خلال شهر يوليو زيادة نسبة إشغال الأماكن العامة إلى 50%، وفتح دور العبادة، وحضانات الأطفال، وفتح وتأمين المدن الساحلية، كما تم تطبيق إجراءات التشغيل الآمن لمنشآت قطاع الإنتاج بالتعاون مع مختلف الوزارات المعنية.

وخلال شهر أغسطس تم تفعيل ميكنة منظومة تحاليل فيروس كورونا للمسافرين، والتأمين الطبى لانتخابات مجلس الشيوخ، كما تم إغلاق المدن الجامعية الخاصة بالعزل، وتم تخصيص 21 مستشفى عزل، بسعة 2181 سريرا داخليا، 488 سرير رعاية مركزة، 376 جهاز تنفس صناعيا.

وخلال شهر سبتمبر 2020 شاركت مصر فى إجراء التجارب الإكلينيكية على لقاحات فيروس كورونا المستجد فى مرحلتها الثالثة، كما أصدرت الدولة عددًا من الإجراءات والضوابط المنظمة لعملية فتح المدارس والجامعات فى إطار خطة الدولة للتعايش مع فيروس كورونا المستجد، وسمحت بعودة العمل بالمبادرات الرئاسية للصحة العامة، و فتح دور العبادة والحضانات، وضمان إجراءات الحجر الصحى وعمل تحليل PCR، وخطة تأمين المدن الساحلية ، و إقامة الأفراح والمؤتمرات بنسبة 50% فى الأماكن المفتوحة.

وتضمنت الخطة أيضًا تأمين انتخابات مجلس الشيوخ، وتحديث إصدار بروتوكولات العلاج وتعريف الحالة، وعودة العمل بجميع المستشفيات وتخصيص 20% من القوى لكورونا إلى أن انتهت الموجة الأولى وتغلبت عليها مصر بنجاح.

الموجة الثانية

التعايش«أكتوبر : مارس»

العودة مجددًا للمواجهة بعد بدء ارتفاع الإصابات والتى وصلت  فى أكتوبر 2020 والتى كانت مؤشرا على بداية الموجة الثانية لكن هذه المرة كانت أسهل بكثير من الموجة  الأولى ربما لوضع نظام فى وزارة الصحة للعمل به فى مكافحة وباء كورونا  حيث تم وضع دليل الوقاية الصحية بمختلف المنشآت، و تم تخصيص 92 مستشفى عزل وفرز، بسعة 6186 سريرا داخليا، 890 سرير رعاية مركزة، و619 جهاز تنفس صناعيا، وزيادة عدد المعامل إلى 61 معملاً، والنجاح فى التأمين الطبى لمجلس النواب.

وفي شهر نوفمبر تم إصدار و تحديث  النسخة الرابعة من بروتوكول علاج كورونا ومتابعة الالتزام به، وتطوير أكثر من 60% من مستشفيات الصدر والحميات وتطوير شبكة الغازات، وزيادة إمداد المستشفيات بأجهزة الأشعة المقطعية، و 80 مستشفى حميات وصدر  تستقبل المشتبه فى إصابتهم، و تخصيص 212 مستشفى عزل وفرز، بسعة 10709 أسرة داخلية، و1591 سرير رعاية مركزة، و787 جهاز تنفس صناعيا، كما قامت الوزارة بالتأمين الطبى لمباراة دورى أبطال إفريقيا وعدد من الأنشطة والفعاليات الدولية.

وخلال شهر ديسمبر تم التعاقد مع الشركات الوطنية لزيادة توريد الأكسجين الطبى وتوفيره بالمستشفيات، كما تم تخصيص 363 مستشفى عزل وفرز، بسعة 34275 سريرا داخليا، 4904 أسرة رعاية مركزة، و2383 جهاز تنفس صناعيا،لاستقبال الحالات المصابة، فضلاً عن تخصيص 61 معملا لإجراء تحليل الـ PCR، وعملت وزارة الصحة على توزيع حقائب بروتوكولات علاج كورونا، وصرف الألبان الصناعية المدعمة لمدة 3 أشهر والتطعيمات الروتينية، واستمرار العمل بمنظومة إنهاء قوائم الانتظار، وإصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحى لمدة 3 أشهر لأصحاب الأمراض المزمنة، وتشغيل 27 غرفة عمليات فرعية مرتبطة بغرفة العمليات المركزية وسرعة الاستجابة للحالات، وزيادة المخزون الاستراتيجى للأدوية الخاصة ببروتوكول العلاج وزيادة مخزون المستلزمات الوقائية، وتدريب القوى البشرية  على إصدارات البروتوكولات العلمية.

ترخيص طارئ

وفي شهر يناير من العام الجارى 2021 شهد حصول الدولة المصرية على ترخيص الاستعمال الطارئ للقاح فيروس كورونا المستجد «سينوفارم واسترازينيكا»،، وتوفير اللقاحات من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية وجاربدء تجهيز خط انتاج بشركة فاكسيرا بالتعاون مع الصين لنقل تكنولوجيا تصنيع اللقاح الصيني، والانتهاء من المرحلة الثالثة للتجارب السريرية على لقاحين شركة سينوفاك الصينية على 3000 مشارك، وحجز 30 مليون جرعة من لقاح أكسفورد- استرازينيكا، وزيادة مقاعد الخط الساخن 105 من 500 شفت إلى 800 شفت يوميا.

وفي شهر فبراير الماضى بدأ تلقى الأطقم الطبية للقاح، فضلاً عن الإشراف الطبى للوزارة على بطولة كأس العالم لكرة اليد والتى خرجت بصورة مشرفة تليق بمصر، كما تم أيضا فى نفس الشهر تخصيص 363 مستشفى عزل وفرز، بسعة 34275 سريرا داخليا، 4904 أسرة رعاية مركزة، و2383 جهاز تنفس صناعيا.

يتم التشديد باستمرار على الإجراءات الوقائية والاحترازية لفيروس كورونا، وعقد اجتماع يومى مع وكلاء الوزارة ومديرى 376 مستشفى يستقبل مرضى فيروس كورونا المستجد على مستوى الجمهورية لمتابعة سير العمل والوقوف على أى احتياجات وتلبيتها على الفور، كما يتم ضح أسرة العناية المركزة والتنفس الصناعى والأسرة الداخلية للمستشفيات بصفة دورية وحسب الاحتياج لاستيعاب أى حالات.

تم استمرار تقديم كافة الخدمات الصحية الأساسية للمواطنين خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، من خلال استمرار العمل بمبادرات رئيس الجمهورية تحت شعار «100 مليون صحة»، وتقديم جميع الخدمات بالمستشفيات من خلال ممرات آمنة، فضلاً عن استمرار العمل بمنظومة التأمين الصحى الشامل.

الموجة الثالثة

تصنيع اللقاحات «مارس إلى الآن»

كانت السمة البارزة خلال مواجهة الموجة الثالثة الاعتماد على اللقاحات للنجاح فى المواجهة بالإضافة إلى الإجراءات السابقة فى العلاج وتشخيص مرضى كورونا، فبدأت الدولة فى التعاقد وتصنيع 5 لقاحات لتوفير احتياجات مصر حيث سيتم تصنيع لقاحى سينوفاك الصينى وسبوتنيك الروسى فى مصر،  وحيث تم توفير أكثر من  6 ملايين جرعة من لقاحى سينوفارم  وسينوفاك الصينى واسترازينيكا الإنجليزي، وتطعيم اكثر 4ملايين شخص باللقاح ، وعدد من سجلوا للحصول على اللقاح ما يقرب من 9 ملايين مواطن.. وبلغت اجمالى الكميات المتعاقد عليها من اللقاحات ١٤٨ مليون جرعة تكفى لتطعيم ٨٤ مليون مواطن حتى نهاية العام .

- لقاح سينوفارم الصينى 5 ملايين جرعة إلى الآن ووصولها إلى 20 مليون جرعة فى إطار  التعاقد عليها.
- لقاح سينوفاك الصينى 10 ملايين جرعة تعاقد  و٧٠  مليون جرعة عبارة عن مواد خام للتصنيع سنويا. - لقاح سبوتنيك الروسى 20 مليون جرعة تعاقد و40 مليون جرعة تصنيع سنويا.
- لقاح استرازينيكا 40 مليون جرعة من الاتحاد الدولى للقاحات (مرفق كوفاكس) و30 مليون جرعة تعاقد. والاتفاق على التصنيع بداية من 40 مليونا إلى 100 مليون جرعة.
- لقاح جونسون اند جونسون 20 مليون جرعة تعاقد، و25 مليون جرعة تابعة للاتحاد الأفريقي.

وبذلك يبلغ إجمالي الكميات المتعاقد على توريدها لمصر 170 مليون جرعة  وصل منها 6 ملايين جرعة بالإضافة إلى حوالى 120 مليون جرعة تصنيع كحد أدنى.

وبدأت مصر في تصنيع لقاح فاكسيرا - سينوفاك المصرى وانتهت من تصنيع أكثر من مليون جرعة من اللقاح بعد وصول المادة الخام من الصين، ومن المقرر بدء تطعيم المواطنين به بدءا من أغسطس المقبل، وتولت مسئولية التصنيع الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» وشركة «سينوفاك» الصينية، و من المتوقع أن يتم الانتهاء من تصنيع ٤٠ مليون جرعة من لقاح سينوفاك بنهاية العام الحالي، و جار الاتفاق على تصنيع لقاح فيروس كورونا «استرازينيكا» بمصر من خلال التعاون بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» وشركة «استرازينيكا»، فى مصنع أكتوبر الذى تبلغ طاقته الانتاجية مليار جرعة لقاحات فى العام حيث تم الاتفاق على إرسال وفد من خبراء شركة «استرازينيكا» لتقييم خطوط الإنتاج بمصانع «فاكسيرا» بمنطقة السادس من أكتوبر.

وتعد مصر أول دولة إفريقية بدأت فى تطعيم شعبها حيث بدأت بالفئات الأكثر عرضة للإصابة وهى الأطقم الطبية، بالإضافة إلى الفئات الأكثر عرضة لحدوث مضاعفات عند الإصابة وهم كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة منذ 24 يناير الماضي.

٤٠٠ مركز

وتم تخصيص ٤٠٠ مركز لتلقى اللقاح على مستوى محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى المركز الكبير بأرض المعارض بمنطقة مدينة نصر والذى يستوعب تطعيم ١٠ آلاف مواطن يوميًا، وتضم ٩٦ عيادة لتلقى التطعيمات، حيث إن الصالة مقسمة إلى ١٦ منطقة كل منطقة بها ٦ عيادات،  كما يوجد  ساحة انتظار تستوعب ٥٠٠ مواطن كما تم تخصيص مكتب فى الوحدات الصحية والمستشفيات على مستوى الجمهورية لتسجيل كافة المواطنين من الفئات المستحقة لمن لا يستطيع التسجيل على الموقع، للحصول على لقاح فيروس كورونا.

وتقوم وزارة الصحة والسكان حاليًا بالتوازى بتطبيق ذلك النموذج فى المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية مثل «الجيزة والشرقية والدقهلية والغربية»، حيث إنه جار الانتهاء من مركز تطعيم لقاحات فيروس كورونا بمحافظة الجيزة خلال الأيام القليلة القادمة، كما سيتم استقبال الدفعة الثالثة من لقاحات فيروس كورونا المتفق عليها ضمن اتفاقية «كوفاكس» من إنتاج شركة «استرازينيكا» فى شهر يونيو القادم، حيث تقدر تلك الدفعة ب١٫٩ مليون جرعة ضمن ال ٤٠ مليون جرعة المتفق عليهم ضمن اتفاقية «كوفاكس».

وخلال الموجة الثالثة تم تطبيق الإجراءات الاحترازية الإضافية بالحجر الصحى بجميع منافذ دخول البلاد «البرية- البحرية- الجوية»، وتتضمن إجراء فحص الحمض النووى السريع ID NOW، لجميع الوافدين للبلاد سواء المصريين أو غيرهم من الدول التى ظهر بها تحورات للفيروس، بالإضافة لفحصهم ظاهريًا وتوقيع الكشف الطبى عليهم حيث قام الحجر الصحى بمناظرة 5 ملايين و411 ألفًا و933 من القادمين من الخارج بالحجر الصحى بجميع منافذ الدخول منذ بداية الجائحة.. وقدمت الوزارة حملات التوعية والتثقيف الصحى للمواطنين لتوعيتهم بخطورة فيروس كورونا المستجد وأهمية الحصول على اللقاح لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس مما يعود بالمنفعة على الصحة العامة، وذلك من خلال فرق التواصل المجتمعى التى تجوب كافة محافظات الجمهورية يومياً للتواصل ميدانياً مع المواطنين، حيث تقوم بالمرور على الأسواق العامة، المقاهي، محطات القطارات، المواصلات العامة، دور العبادة، المحال التجارية، وأماكن التجمعات، بالإضافة إلى المرورعلى القرى بالتنسيق مع العمد والمشايخ، ويقدمون أيضاً شرحا للخطوات الخاصة بالتسجيل على الموقع الإلكترونى المخصص للحصول على اللقاح، كما أن فرق التواصل المجتمعى تحرص على المرور على المراكز الخاصة بتلقى لقاحات فيروس كورونا بالمحافظات لتوعية المترددين عليها بضرورة تلقى جرعتين للقاح الأولى والثانية للحد من خطر الإصابة بالفيروس، فضلاً عن حرص الفرق على الاستماع لاستفسارات المواطنين الخاصة باللقاحات والإجابة عليها.

انتهت الموجة الثالثة من كورونا ويتوقع الكثير أن نشهد موجة رابعة بداية أكتوبر المقبل بارتفاع معدل الإصابات لكى يضعوا الأمل أيضا على تحقيق المناعة المجتمعية وحصار الفيروس بعد تطعيم أكثر من 50% من المواطنين فى مصر

«البلازما».. أمل المرضى فى التعافى

بدأت مصر في تجميع بلازما المتعافين من فيروس كورونا فى 12 أبريل 2020 لتصبح بذلك من أولى الدول التى  قامت بتجميع بلازما المتعافين منذ بدء انتشار جائحة فيروس كورونا، ووصلت نسبة نجاح التجربة التى أشرف عليها المرحوم الدكتور إيهاب سراج الدين مدير المركز القومى لخدمات نقل الدم بنسبة تجاوزت 64%.

واعتمد سراج الدين البروتوكول الخاص بعلاج مرضى فيروس كورونا عن طريق بلازما المتعافين استنادًا إلى المعاير الدولية FDA والأبحاث العالمية وهذا بالتعاون مع اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، و تم الحصول على موافقة لجنة  أخلاقيات البحوث الصحية بوزارة الصحة والسكان.

وشارك فى التجربة أكثر من 1000 متبرع متعاف من فيروس كورونا المستجد تبرعوا  ببلازما المتعافين وذلك داخل مراكز خدمات نقل الدم الإقليمية المنتشرة على مستوى الجمهورية و تم عمل الفحوصات اللازمة على البلازما المجمعة لقياس نسبة الأجسام المضادة لفيروس COVID-19 ، و الفحوصات اللازمة للتأكد من مدى صلاحية بلازما المتعافين قبل صرفها للمرضى، بالإضافة إلى الفحوصات السيرولوجية، و فحص الحمض النووى للإيدز و الفيروسات الكبدية بى و سى.

وبعد التبرع وإجراء الاختبارات اللازمة تم صرف  724 وحدة من بلازما المتعافين مجانًا لـ 432 مريضا بفيروس كورونا من أصحاب الأعراض المتوسطة والخطيرة بعد الحصول على طلب من مستشفيات العزل بالإضافة إلى موافقة اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد بوزارة الصحة والسكان، وأخيرًا إقرار من المريض تفيد موافقته على تلقى البلازما.
وانتهت وزارة الصحة من إعداد البحث الخاص بتجربة مصر فى علاج مرضى كورونا عن طريق بلازما المتعافين  فى العديد من المجلات  العالمية و تتم  مراجعة الأبحاث من قبل الخبراء  فى : Journal of Medical Virology & The New England Journal of Medicine تمهيداً للنشر.

تجارب اللقاح.. بداية النهاية للفيروس

لم تقف مصر بعيدة عن الدول المتقدمة بل شاركت فى خضم الجائحة فى إجراء التجارب الإكلينيكية على لقاحات كورونا فى مصر، فأجرت أول تجربة للقاحات فى مصر كانت من نصيب لقاح سينوفارم الصينى بمشاركة أكثر من 3 آلاف متطوع فى التجربة

أوضح د. محمد حسانى مساعد وزير الصحة للمبادرات العامة والمشرف على التجربة أن التجارب الإكلينيكية على لقاح فيروس كورونا هى أولى التجارب من نوعها تجرى فى مصر على أحد  اللقاحات المحتملة لفيروس كورونا المستجد من اجل ايجاد لقاح آمن وفعال، حيث إن الدول التى تساعد فى صنع الطب المبنى على الدليل تكون جزءا من القواعد الاسترشادية العالمية.

وأوضح  أن تلك المشاركة جعلت الشعب المصرى يدرك مفهوم الدراسة الاكلينيكية ويشارك بها، حيث إن هذه الدراسة تجرى بشكل طبى بعد إصدار قانون الأبحاث الإكلينيكية.

وأكد أن مصر شاركت مع ١٠٠ دولة حول العالم فى المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية فى 12 سبتمبر 2020 للقاحين لفيروس كورونا المستجد، حيث شاركت  مصر بالتعاون مع الحكومة الصينية لإنتاج الأمصال من خلال تلك التجارب التى أطلق عليها «لأجل الإنسانية» وتتم فى ٤ دول عربية وتحقّق سابقة جديدة من خلال مشاركة متطوعين فى كل من (الإمارات والبحرين والأردن ومصر)، كما شاركت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان فى التجارب الإكلينيكية  وتلقت الجرعتين الأولى والثانية، كما تم تفعيل المنظومة الإلكترونية لتلقى تسجيل المتطوعين مع ضمان سرية البيانات ، مع عمل برنامج دورى للمتابعة الصحية لهم على مدار عام يتم من خلاله سحب عينات دم بصورة دورية للتأكد من سلامتهم.