كانت سنة مزدحمة بالأحداث. شهدت إنجازات كبري سيتوقف عندها التاريخ، أهمها أن مصر تمكنت من تنويع مصادر السلاح بدلاً من الاعتماد علي الولايات المتحدة وحدها، فاشترت لقواتها البحرية حاملتي طائرات ميسترال، وفرقاطة من طراز فريم من فرنسا، وبنت غواصة في ألمانيا، بالإضافة إلي لنش صواريخ أهدته روسيا لمصر بمناسبة افتتاح قناة السويس. ولم يتوقف الأمر عند البحرية وحدها، بل امتد للطيران، فاشترت مصر مع فرنسا طائرات الرافال، وزودت قواتها بطائرات الهليكوبتر الروسية، وفي مجال الدفاع الجوي اشترت مصر منظومة الدفاع الجوي س 300، وهي منظومة متقدمة جداً تسببت في إزعاج إسرائيل لخطورتها الكبري عليها. ومما يلفت النظر أن حاملتي الطائرات والرافال من الأسلحة ذات القدرة علي الحركة لمسافات بعيدة، مما يشير إلي أن مصر لاتستبعد أن تقوم مستقبلاً بمهام خارج حدودها لحماية مصالحها.
ومن الإنجازات المهمة للقوات المسلحة والشرطة نجاحهما في مواجهة الإرهاب في سيناء، وقيامهما بحملة حق الشهيد التي جعلت الإرهاب في سيناء يتراجع بقوة. صحيح أنه لم ينته لكنه لم يعد بتوحشه السابق. مما يتيح الفرصة لتنمية سيناء التي تأخرت كثيراً، لكني أظن أننا في حاجة لتصفية بقية الجيوب الإرهابية التي تطل برأسها من حين لحين.
ومن أهم الإنجازات : مشروع ازدواج وتعميق أجزاء كبيرة من مجري قناة السويس، وأهمية هذا المشروع أنه أعطي المصريين شحنة ثقة بالنفس كانوا في أمس الحاجة إليها، لكنه مجرد بداية يجب أن نكمل بعدها، بحيث تكون تنمية محور قناة السويس حقيقة، يترتب عليها خلق فرص عمل للشباب، وزيادة الدخل القومي. صحيح أننا بدأنا في حفر بعض الأنفاق، وتطوير شرق التفريعة، لكننا في انتظار بقية المشروعات الاقتصادية التي يمكنها المساهمة في تغيير الواقع للأفضل.
وأهم الإنجازات علي الإطلاق في 2015 هو توقيع اتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء مع روسيا، فقد تأخر هذا المشروع الذي نادي به العالم المصري العظيم علي مصطفي مشرفة عام 1946 حوالي سبعين عاماً. وأهمية هذا المشروع لا تكمن في توليد الطاقة فحسب، بل في أننا سنمتلك الخبرة النووية.
وما دمنا نتحدث عن مشكلة الطاقة فلابد أن نشهد للسيسي ومعاونيه بأنهم نجحوا في حل مشكلة الكهرباء التي عانينا منها خلال حكم الإخوان معاناة شديدة. كما نجح القائمون علي التموين في القضاء علي مشكلة طوابير العيش. ونجح المسؤولون عن البترول في القضاء علي جزء كبير من مشاكل البوتاجاز والسولار والبنزين.
وتمكنت شركة إيني الإيطالية من اكتشاف أكبر حقل لإنتاج الغاز في المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، مما ينبئ بتحسن الوضع الاقتصادي مستقبلاً، حيث ستحقق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز وتنضم لقائمة الدول المصدرة.
ومن الإنجازات السياسية المهمة الانتخابات البرلمانية، ومهما قيل عنها فهي خطوة علي الطريق.
لكن كما حدثت نجاحات كبري حدثت مشاكل وتعثرات، منها انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، ويجب ألا يخدعنا إعلان البنك المركزي عن رفع قيمة الجنيه، ففارق السعر في السوق السوداء يتجاوز الثمانين قرشاً في الدولار الواحد. وقد انعكس هذا علي الأسعار بقوة. كما تبقي مشكلة انخفاض الاحتياطي النقدي من المشاكل المهمة، التي تحتاج لعلاج حتي لا نمد أيدينا لدول الخليج.
ومن المشاكل التي جابهت مصر تراجع السياحة بعد حادث الطائرة الروسية، لكني أظن أننا سننجح في اجتياز هذه المشكلة.
ومن الأشياء التي لم تنجح مصر في إيجاد حل لها مشكلة سد النهضة، مما يشعر المصريين بالقلق لأن النيل هو شريان الحياة، والجميع يعرفون كيف تعاني مصر عند جفاف النيل، وهم يذكرون سورة يوسف وأخبار السنوات العجاف، كما يذكر المثقفون الشدة المستنصرية، وكيف أكل المصريون بعضهم بعضاً حين جف النيل. إن هذا الملف هو التحدي الأكبر في الفترة المقبلة، وحرب المياه بالنسبة لمصر هي حرب وجود