سمير المنزلاوي.. ابن الأرض الطيبة

سمير المنزلاوى .. ابن قرية منية المرشد.. الأرض الطبية
سمير المنزلاوى .. ابن قرية منية المرشد.. الأرض الطبية

روائي وقاص وباحث فى التراث مبدع كبير وفذ حقيقي.. ليس بسبب قدراته الفنية والثقافية الهائلة، والتي لا تخطئها عين ويقر بها القاصي والداني، وبسبب شخصيته المبهرة وأناقته الروحية وتواضعه الجم وثقافته الموسوعية النادرة، إختار سمير رمزي المنزلاوي الذي تخرج من قسم اللغة الإنجليزية وأدابها بكلية الأدب جامعة الإسكندرية، ومدرس اللغة الإنجليزية، اختار أن يُقيم بقريته الجميلة (منية المرشد)، ولا يفكر فى مغادرتها ليعيش خلف الأضواء..

ومنية المرشد .. قرية جميلة تقع بالقرب من النيل فرع رشيد، تتاخم قرية إبيانه مسقط رأس الزعيم سعد زغلول، وتتبع مركز مطوبس محافظة كفر الشيخ، يعطيها تعدد الأصوات الثقافية والإتجاهات السياسية فيها زخم وصخب المدينة ولكن روح أهلها، وموقعها يمنحاها روح القرية بامتياز فتحتار في وصفها، فهي باختصار القرية المدينة أو المدينة القرية أو تكاد، خرج منها عشرات بل مئات المبدعين طوال تاريخها العريق، وخرج منها سياسيين كبار كان لهم دور بارز في تاريخ مصر "فتح الله باشا بركات الوزير الوفدي وبهي الدين باشا بركات أحد الأوصياء علي عرش أخر ملوك مصر أحمد فؤاد" طرقات القرية العريقة، وحقولها ونيلها وفلاحيها وصياديها ومثقفيها ومأذنها تحكي بفخر حكاية سمير المنزلاوي التي يجب أن تُحكي.. وتُحكي.

سمير المنزلاوي وبرغم تكوينه الصوفي وشخصيته الهادئة له حضور مذهل وتري صورته بملامحه المصرية العريقة منحوتة بين كلماته مقرؤة ومسموعة وبرغم كل هذا الهدوء والصوفية فهو يهوي المغامرة والتحدي وركوب الصعب ويؤمن ايماناً راسخاً "أن الحق في أخر المطاف بيقش" .

لقد تم تغييب تجربة سمير المنزلاوي الأدبية والسردية والإنسانية النادرة والرائدة، تم تغيبها عن عمد بسبب الشللية والمحسوبية والتحزب المتحكمين في العمل الثقافي المصري، ولكن الحق هذه المرة باغتهم وأتاهم من الخلف إذ أعلنت حكومة الشارقه من الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عن تكريم الأديب والمبدع الكبير سمير المنزلاوي وثلاثه من زملائه، تكريم الروائي الكبير والكاتب المبدع سمير المنزلاوي المستحق والذي تأخر كثيراً هو تكريم لكل ما هو نبيل وأصيل وصادق وعريق في هذا الوطن العظيم.

سمير المنزلاوي أصدر عدة روايات ومجموعات قصصية ورواياته هي شعاع هرب من الشمس وموسم الرياح وبلاد تصلح للحزن والدكان والشرفات والطوالع وليس له من أثر، والمجموعات القصصية: اللافتات ، الفارس ، يوميات النبأ العجيب ، اشواق قديمة ، جدتى تحكم العالم ليلا، عزبة المشمش، فى هجاء مدينة.

كما عمل كفاحص أدبى بهيئة قصورالثقافة, وله كتب للأطفال مجموعة «القارب يسبق البطات», كما قام بتحقيق كتاب الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلى, الإشراف على الصفحة الأدبية بجريدة كفر الشيخ، أكتشف من خلالها أصواتا أدبية نافست على المستوى القومى مثل الشاعر سعيد شحاتة والشاعرة أميمة أسماعيل, والقاص شعبان ناجى والشاعر الدكتور طه هنداوى.

وتعد صفحات الأديب سمير المنزلاوى على الفيس بوك تدريب عملى للأدباء الشباب, كما نشر له مقالات ادبية فى الأخبار والأهرام والجمهورية ومجلات إبداع والمجلة والثقافة الجديدة والفيصل والمجلة العربية.

كتب عنه دكتور عبد القادر القط، دكتور فتحى العشرى، دكتور يسرى العزب، والكاتب فتحى سلامة. وقال عنه الشاعر الكبير السيد الجزايرلى تحت عنوان «وجهٌ آخر لسمير المنزلاوي الأديب والإنسان» قبل أيام؛ كتبت عن أهمية الاحتفاء بالمبدعين في حياتهم، وأن الجدوى الحقيقية من الإحتفاء أو التكريم أو حتى الإشادة العابرة عندما تصل صاحبها وتلقي عليه السلام حيّاً ستظل أفضل من كل عبارات الترحّم وسرد الذكريات، وتفاصيل الصداقات التي كانت ولم تعد، واليوم وجدت شيئا من ذلك في الإعلان عن الأسماء المكرّمة ضمن مبادرة حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لعام 2021م، فقد ضمت القائمة إسم الأديب القدير سمير رمزي المنزلاوي الذي تعرضت تجربته السردية الثرية للتهميش المجحف لسنوات طويلة، وقد أصابه ما أصابه من ملل انتظار الإنصاف الذي تأخر حتى ظن ومن يعرفه جيدا، أن مبادرات الإنصاف قد ولّت إلى غير رجعة بسبب غياب المنصفين.