رئيس إيران الجديد: تحسين الظروف الاقتصادية لا يرتبط بـ«إرادة الأجانب»

خامنئى ينصب رئيسى رئيسا جديدا لإيران --  جانب من مراسم حفل التنصيب فى طهران  -«صورة  من أ ف ب»
خامنئى ينصب رئيسى رئيسا جديدا لإيران -- جانب من مراسم حفل التنصيب فى طهران -«صورة من أ ف ب»

طهران - وكالات الأنباء

نصب المرشد الأعلى آية الله على خامنئي أمس، المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسى رئيسا جديدًا لإيران بعد فوزه بانتخابات يونيو الماضى والتى شهدت نسبة مشاركة كانت الأدنى فى الاقتراعات الرئاسية منذ تأسيس الجمهورية عام 1979. وسيواجه الرئيس الإيرانى الجديد أزمة اقتصادية وتجاذبًا مع الغرب خاصة فيما يتعلق العقوبات الأمريكية والمباحثات النووية.


وفى مراسم بثها التلفزيون الإيرانى الرسمى بشكل مباشر، تلا مدير مكتب المرشد نص مرسوم «حكم رئاسة الجمهورية»، وجاء فيه «بناء على خيار الشعب، أنصّب الرجل الحكيم السيد إبراهيم رئيسى رئيسا للجمهورية».


وأكد رئيسى بعد تنصيبه فى مجمع الهيئات المرتبطة بمكتب المرشد وسط طهران، أن تحسين الظروف الاقتصادية لبلاده لن يرتبط «بإرادة الأجانب». وقال «نسعى بالطبع الى رفع الحظر (العقوبات) الجائر، لكننا لن نربط ظروف حياة الأمة بإرادة الأجانب». وأضاف «نحن لا نرى أن الوضع الاقتصادى للشعب ملائم، بسبب عدائية الأعداء وأيضا بسبب المشكلات والثغرات فى داخل البلاد».


من جهته، رأى خامنئى فى خطاب بعد تنصيب رئيسي، أن «الثغرات والمشكلات كثيرة لكن البلاد تتفوق بمقدراتها على هذه المشكلات»، معتبرا أن «حل المشكلات الاقتصادية يتطلب وقتًا ولا يمكن أن يتم فى وقت قصير وبين ليلة وضحاها». جاء ذلك فيما اعتبرت إسرائيل أن قرار الاتحاد الأوروبى إرسال الدبلوماسى إنريكى مورا لحضور حفل تنصيب رئيسى ينم عن «سوء تقدير».


ويؤدى رئيسى اليمين الدستورية، غدًا الخميس، أمام مجلس الشورى (البرلمان)، الذى يهمين عليه المحافظون، فى خطوة يليها تقديم أسماء المرشحين للمناصب الحكومية لنيل ثقة النواب.

ودعا خامنئى إلى الإسراع فى إنجاز ذلك، قائلًا إن الوضع فى إيران يحتاج إلى عدم التأخير فى تشكيل الحكومة.


ويتولى رئيسى منصبه خلفًا للمعتدل حسن روحانى الذى شهد عهده سياسة انفتاح نسبى على الغرب، كانت أبرز محطاتها إبرام اتفاق فيينا 2015 بشأن البرنامج النووى مع القوى العالمية.


ويأتى تنصيب إبراهيم رئيسى بينما تخوض إيران مع القوى الكبرى، وبمشاركة أمريكية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق النووى الذى انسحبت منه واشنطن فى 2018 خلال عهد الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.


ويواجه الرئيس الإيرانى توترًا إضافيًا مع الغرب، بعد اتهامات لطهران من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، بالوقوف خلف هجوم استهدف ناقلة نفط يشغّلها رجل أعمال إسرائيلى فى بحر العرب الخميس الماضي، أدى لمقتل اثنين من طاقمها.

وأكدت واشنطن أنها «تنسق مع دول المنطقة وخارجها للتوصل إلى رد مناسب ووشيك»، فيما نفت طهران الاتهامات، محذّرة من أنها سترد على أى «مغامرة» بحقها على خلفية الحادث.


كما ستكون معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، المهمة الأولى لرئيسى، خاصة بعدما شهدت البلاد خلال الأعوام الماضية احتجاجات على خلفية اقتصادية. كما شهدت محافظة خوزستان احتجاجات خلال الشهر الماضي، بسبب شح المياه إلى جانب انقطاعات للكهرباء فى طهران ومدن كبرى. ونشب أمس حريق فى مصنع للبتروكيماويات بجنوب غرب البلاد.