سينجل مازر| لمياء تجد في احتضان عمر «آخر فرصة للحياة»

عمر فى حضن أمه بالكفالة
عمر فى حضن أمه بالكفالة

◄ لمياء: كنت محتاجة رفيق يشاركنى تفاصيل حياتى


«الأم اللي ربت مش اللي خلفت».. مثل ينطبق تماماً على بنات وسيدات اخترن تحمل مسئولية الأمومة بدون أب، قررن أن يجاورن الرسول الكريم في الجنة كما وعد في الحديث الشريف «أنا وكافل اليتم كهاتين في الجنة، وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى».

 

لمياء محمد أو «أم عمر» كما اعتاد من حولها ينادونها منذ سنوات، من شدة حبها للأطفال وخاصة الأولاد منهم، بدأ عشقها للأولاد عندما كانت في السابعة عشر من عمرها، وتطوعت للعمل في دور رعاية الأطفال.

 

اقرأ أيضا: سينجل مازر| هبة..طبيبة نساء وتوليد تحتضن «مهادة»

 

«تعاملي مع الأولاد والبنات عن قرب، جعلني أتعاطف معهم أكثر، وكنت أتمنى من صغري أن أفتح دار أيتام كبيرة، لأتمكن من رعايتهم جميعا وتوفير كل ما يحتاجونه».. هكذا عبر لمياء عن حبها للأولاد.

تزوجت لمياء ولم يكن لها نصيب في الإنجاب، سعت وهي متزوجة لأن تكفل طفلا وزوجها وقتها، إلا أن ظروفهما لم تكن تسمح، وانفصلت بعد عدة سنوات، وعادت لنفس حلمها القديم في أن تكفل طفل معها .. وصفت إحساسها في هذه الكلملت «عاوزاه سندي في المستقبل، ورفيق حياة، ويشاركني تفاصيل حياتي». 

 

اقرأ أيضا: وزيرة التضامن تقدم الهدايا لنزلاء المؤسسة العقابية ودور الأيتام| صور 

 

وقتها كان يشترط ألا يقل سن «السنجل مازر» عن ٤٥ عاما، وعندما تغيرت الشروط، وقرأت هذا منال في بوست على الفيس، ذهبت فورا للتقديم وأخذت في تجهيز الأوراق، ولكن استغرق الأمر حوالى 9 أشهر بسبب الإجراءات وطولها واللجان المختلفة التي تعقد.

 

 تقول لمياء: «القرار طلع لي ببنت نظرا لكوني سينجل مازر، وأنه لن يمكنني التعامل مع الولد مع وصوله سن المراهقة، إلا أننى أصريت على تحقيق رغبتي وأجريت العديد من المحاولات ونجحت بالفعل فب النهاية، بعد أن قدمت طلب بتغيير النوع وتمت الموافقة عليه».

 

شاهدته لأول مرة في شهر مارس الماضي وكان عمره 6 أشهر، إلا أنه لأسباب مختلفة لم تستلمه إلا في مايو الماضي، وهو بعمر ٨ أشهر، موضحة: «فور التقديم نفذت كورس الإرضاع وأجمعت له رضعاته ليكون ابني شرعا وأمام المجتمع».

اقرأ أيضا: «أمن القليوبية» يكثف جهوده للوصول للمتهمين بسرقة صندوق تبرعات الأيتام 

وتوصف «أم عمر» حالها بعد دخول عمر دنيتها قائلة: «الحياة اختلفت كثيرا، وأصبح هو أولى الاولويات في المصاريف في الخروجات والاجتماعيات في الوقت، لا أسمح بالتجاوز في حقه، هو ابني كرامته من كرامتي ووجوده قبل منى في أي مكان».

وعن المجتمع المحيط بها ومدى تقبله الفكرة قالت: «استقلالي من سنوات منذ انفصالي ساعدنى على أن يكون من السهل إقناع من حولي بقراري هذا، وهم يسمونني من سنوات أم عمر لحبي للأولاد».

واجهت لمياء بعض الإحباطات من بعض المحيطين والذين يقولون «لن تستطيعي الزواج ولن يقبل بك أحد وأنا معك طفل وليس من رحمك»، أو «اكفليه وهو في مكانه في الدار»، أو «اكفلية ولكن لو جاء لك عريس ارجعيه للدار»، إلا أنها لم ترضخ لكل هذا واكدت للجميع «من يأتي لى يقبل بعمر قبلي، وإلا فلا مكان له عندي، هذا ابني لن أتنازل عنه لأي سبب».

واختتمت لمياء حديثها معنا قائلة: «انا جربت كل حاجة في الحياة، تزوجت وانفصلت وتعلمت وتنزهت وتطوعت واشتغلت، لم يعد لي غير الأمومة، هو محتاجني وانا أحتاجه، وعمر آخر فرصة حياة لي».

 


 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي