صراع بعد السبعين

صراع بعد السبعين
صراع بعد السبعين

مشهدان يلخصان شريط الحياة الزوجية تقريبا، زوجان عمرهما تجاوز السبعين عاما، ومازالا يتشاجران على  شقة الزوجية رغم انفصالهما منذ ما يقرب من 50 عاما. 


الطرفان يطالبان بطرد بعضهما البعض من الشقة، ويستندان إلى حقهما فى الحياة، فكلاهما يحمل من المستندات ما يدعم حقه فى السكن، أما الأولاد فينقسمان بين الطرفين. 
 

ما بين القليوبية والسويس جرت مشاهد هذه القصة، الزوج الذى تجاوز الـ78 عاما يسكن فى بيت العائلة مع أولاده من زوجته الثانية فى بنها، لكنه يعانى من صغر المنزل وقلة الحيلة، وعلى الجانب الآخر تعيش الزوجه ذات الـ73 عاما فى السويس بمفردها داخل إحدى الشقق التى اشتراها الزوج منذ 40 عاما بالقرب من أبنائها المتزوجين. 


مرت حياة الزوجين بمشاكل كثيرة، كانا زملاء فى العمل، فالزوج مدرس لغة عربية، والزوجة مدرسة. تقابلا، وأعجبا ببعضهما البعض، بعد فترة من التعارف وقع الزواج الذى لم يستمر أكثر من 7 سنوات نتج عنه أربعة أطفال ثم حدث بعدها الانفصال. 


اختلفا الطرفان فى سبب الانفصال، الزوج يتهم شريكة حياته بأنها كانت سيئة فى التعامل معه، لم تعطه الاحترام كزوج، كانت دائما تتشاجر، ترفع صوتها، ثم تخلق الذرائع للهروب إلى منزل أسرتها، أما الزوجة فلم تتحدث كثيرا، اكتفت بجملة واحدة «كان يتجاهلنى فى كل قراراته». 


 وقع الطلاق، بعدها سافر الزوج إلى السعودية للعمل هناك، وبقيت الزوجة فى السويس داخل مدرستها، وشقتها الإيجار مع أولادها. 


بعد 4 سنوات، عاد الزوج مرة أخرى إلى القليوبية حيث منزل أسرته، اشترى بجزء من الأموال شقة كبيرة فى أرقى مناطق السويس، قرر أن يمنحها لطليقته وأولادها مؤقتا التزاما بالقانون حتى تنتهى حضانتها، ثم بعدها يقوم باستعادتها. 


تزوج الزوج من زوجته الثانية، أنجب منها ثلاثة أطفال، مرت السنوات. كبر أولاده من زوجته الأولى، تزوجوا، وأنجبوا أطفالا، وتملكوا شققا منفصلة عن والدتهما التى أصبحت وحيدة داخل شقتها، بعدها قرر الزوج المطالبة بحقه فى الشقة التى اشتراها بأمواله، طلب من الزوجة تركها بعد انتهاء حضانتها، رفضت وتمسكت بحقها فى العيش بالشقة.


بعد فشل المفاوضات بينهما، لجأ الزوجان إلى محكمة الأسرة تحصل الزوج على حكم نهائى بتمكينه من الشقة، رفضت الزوجة وأبناؤها التنفيذ، وبقى الوضع كما هو رغم مرور 5 سنوات على حصول الزوج على حكم بطرد زوجته الأولى.


 أصبحت قصة الزوجين حديث الجميع فى السويس، خاصة بعد أن تنقل الزوج بين جميع الجهات لتنفيذ حكم طرد طليقته من الشقة.


 وقف على أبواب محافظة السويس ومديرية الأمن حاملا المستندات التى تثبت حقه فى الشقه، أخبر الجميع أن القانون يجب أن ينفذ. 


قال: «صبرت ٤٠ عاما على زوجتى وأولادى ومنحتهم الشقة للعيش بها، لكن لم يعد هناك مبرر لتواجد هذه السيدة بها. 


أضاف «أعيش فى منزل عائلة مع أولادي، لا نستطيع التنقل بين حجراته لصغره، أنفقت جزءا  كبيرا من أموالى التى تحصلت عليها من عملى فى السعودية لشراء شقة السويس، ولم يعد لدى مال». 


وتابع: «هددنى أولادى من تلك السيدة، رفضوا حتى اقترابى من الشقة، أخبرونى صراحة أننى سأموت قبل أن أحصل عليها، قطعوا كل سبل الود التى أوجدتها بيننا، لم يعد يجمعنى بهم سوى قاعات المحاكم. 


أما على الجانب الآخر، فمازالت الزوجة تتشبث بالشقة، تقول إنها لن تتركها إلا مع آخر نفس فى حياتها، هنا عاشت أكثر من نصف عمرها، مطالبة بتطبيق روح القانون وليس قوته».


الوضع بين الزوجين مازال محتقنا، رغم إصابتهما بالأمراض، إلا أن كل طرف مازال يدافع عن حقه، كما اتفق الاثنان «حتى آخر نفس».