م الآخر

الشائعات وصمة عار!

وحيد السنباطى
وحيد السنباطى

زمان ليس بالبعيد قبل ظهور السوشيال ميديا كانت الشائعات محصورة بين النشر فى الصحافة أو إذاعة خبر من خلال الاذاعة أو التليفزيون.. وكانت الفضيحة بجلاجل لو اتضح عدم صحة الخبر المنشور أو المذاع، وفى المقابل كان الجزاء الذى يقع على المسئول كبيرا بقدر الخطأ الذى وقع فيه. وأتذكر واقعة كنت قد عاصرت أحداثها أنه قبل وفاة الفنان فريد شوقى كان يمر بأزمة صحية وترددت شائعة وفاته وعلى الفور أذاعت القناة الأولى خبر وفاته دون التحقق من صدق الخبر.. وبمجرد إذاعة الخبر حدثت بلبلة شديدة واستياء من أسرة الفنان وجمهوره ومحبيه من أثر هذا الخبر الكاذب الذى ألمَّ بهم.. وقد كان عقاب وزارة الإعلام وقتها هو إقالة رئيس القناة الأولى باعتباره المسئول الأول عن كل ما يعرض على شاشة القناة. وهكذا أيضا كان يعاقب الصحفى الذى ينشر خبرا هاما ليس له مصدر معلوم أو موثق، فقد كانت هذه بمثابة وصمة عار فى جبين هذا الصحفى وكذلك الجريدة التى نشرت الخبر. أما الآن بعد انتشار السوشيال ميديا فأصبح لكل مواطن جهاز إعلامى متنقل بين يديه يستطيع من خلاله نشر أى شىء فى أى وقت، سواء كان لغرض فى نفسه أو ترديد شائعة عن جهل دون الالتزام بأى قواعد أو مواثيق تراعى مشاعر المواطنين بل وأحيانا تتسبب فى تكدير الرأى العام. وللأسف أصبح نشر أخبار كاذبة على تلك المواقع ظاهرة لا تجد من يوقفها وتتسبب فى انفجار مشاعر الغضب والاستياء من ضحايا هذه الأخبار الكاذبة خاصة إذا كانت تخص شخصية عامة أو فنانا أو نجمة لها رصيد من الحب والتقدير لدى الجماهير.. وبدون ذكر واقعة معينة فإننا جميعا نستيقظ وننام يوميا على مجموعة من الأخبار والشائعات الكاذبة التى تقع فيها أحيانا مواقع صحفية لها مصداقية عند القراء. إن هذه الظاهرة يجب أن نجد لها حلا من خلال أن يضع المسئولون عن مواقع السوشيال ميديا وخاصة اليوتيوب ميثاق شرف صحفى ومهنى يمنع نشر أى أخبار غير موثقة أو ترديد أى شائعة وفى حالة تكرار ذلك يتم غلق تلك الصفحة أو هذه القناة وهذا أضعف العقاب.