أما قبل

جوزيه يضع لشوقي خطة الفوز على البرازيل

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

 «كده الدورة بدأت بالنسبة لنا»؛ هكذا قال لى بالأمس زميلنا الكبير الكاتب الساخر عبد القادر محمد على، تعليقا على فوز المنتخب الأوليمبي الكروى على استراليا وتأهله للقاء البرازيل ومن ثم اجتذاب دورة طوكيو الأوليمبية جل الاهتمام الجماهيري خصوصا مع تألق منتخب اليد وعزمه اللافت المنافسة على مركز متقدم وميدالية اوليمبية تروى ظمأ الجماهير المصرية التى لم تشبع جيدا  ببرونزيتى بطلي التاكوندو هداية ملاك وسيف عيسي الرائعين.
سحر الكرة وتأثيرها ليس بحاجة للقياس خصوصا مع حالة الجدب الرياضي وتراجع نتائج البعثة المصرية التى لا يقنع المبرر الساذج بكبر عددها خصوصا فى وجود فريقين جماعيين للقدم واليد، ولربما كان فى نتائج الفريقين حتى الآن على الأقل، ما يشغل بال الجماهير ويؤجل وصلات النحيب الاعلامى والرجم المعتاد!
لكن، ومع تأهل المنتخب الكروى للقاء البرازيل، طرح الكثيرون السؤال الممزوج بقلق وسخرية: وهنعمل ايه بقي ان شاء الله مع الناس دى ؟!!
لا شيء؛ العمل عمل ربنا، فقط مطلوب منا أن نثق بقدراتنا ونصغى لرأى كثير من المدربين الأجانب فينا لعلها تمنحنا قدرا من ثقة مفقودة ومؤثرة بل ومكبلة لحركتنا الكروية.. مطلوب منا الحرص على ثلاث تاءات وانتظار الرابعة.. تركيز جيد من لاعبينا.. تنفيذ دقيق للتعليمات.. تنظيم قوى دفاعيا وننتظر بعدها التاء الرابعة: توفيق من الله للمنتخب ليسعد جماهيره الكبيرة..
وهنا وعلى نفس أرض المواجهة .. بلاد الساموراى، تحضرنى تجربة البرتغالى مانويل جوزيه وهو أكثر من فطن للعامل المعنوى والسمات الشخصية للاعب المصري واشتغل عليها جيدا وأفاد بها كثيرا فى تجربته الذهبية مع الأهلى والتى أضفت الكثير للمنتخب الوطنى انذاك وتكاد ترن فى أذنى الآن كلماته لى.. فى زيارة الأهلى الثانية لليابان والمشاركة فى كأس العالم للأندية ٢٠٠٦ وكنا فى حوار مطول معه عن أبرز مشاكل الكرة المصرية ووجدته يرددها كثيرا: أنتم لا تثقون فى أنفسكم.. اللاعب المصرى تصيبه الرهبة عندما يواجه فرقا أوروبية أو لاتينية كبيرة.. لا تصدقون أنهم بشر مثلكم.. لديكم قدرات مهارية كبيرة.. ولاعبون موهوبون.. لماذا لا تفوزون.. لماذا ترهبونهم.. هم بشر مثلكم.. تستطيعون الفوز.. تستطيعون ..
وظل جوزيه يرددها كثيرا وبغضب كشف لنا عن حقيقة أزمة الكرة المصرية وما حرص هذا المدرب البرتغالى على تغييره فى شخصية اللاعب المصرى ذهنيا ومعنويا حتى استطاع تطوير السمات الشخصية للاعبيه الذين تفوقوا كثيرا وأفادوا المنتخب الوطنى ونقلوا الروح لكل لاعبيه وأفراد جيله فى هذه التجربة التى أضاف إليها الكابتن حسن شحاته وياوره اليقظ شوقي غريب.. وهل ننسي ابداع هذا الجيل فى بطولة القارات ٢٠٠٩ بجنوب افريقيا وتألقه أمام البرازيل بل وفوزه على ايطاليا بطل العالم..
اليوم، وشوقي غريب يجهز لاعبيه لمواجهة الغد أمام البرازيل يدرك بكل تأكيد أهمية ما قاله ونفذه وركز عليه جوزيه وخطته لتأهيل لاعبي مصر معنويا ورفع درجة الثقة بالنفس وإزالة الرهبة من نفوسهم والخضة التى تصيبهم عند مواجهة مثل هذه القوى الكروية الكبرى.
مصر، فى كل عصورها الكروية، تملك لاعبين موهوبين وكفاءات عالية لكن دائما ما يفتقدون الثقة بالنفس ولعل أبناء شوقي غريب يدركون غدا أن هؤلاء البرازيليين هم أنفسهم الذين تعادل معهم وأحرجهم منتخب كوت ديفوار قبل أيام فى طوكيو.. الأشقاء الأفارقة سبقونا كثيرا لتحطيم الجدار الفاصل ذهنيا بين لعبنا ولعبهم.. ورفع منسوب الثقة والتحدى.
ليس المتاح  التخلص من مثل هذه العقد اليوم أو غدا، لكن المطلوب المزيد من العمل على بناء جدار الثقة لدى كل الأجيال الصاعدة وإزالة تلال الرهبة ورفع ركام الخوف.. وربنا.. هم بشر مثلنا!