بأقلام الأشقاء

تونس تلحق بالركب وتتعافى .!

عهدية أحمد السيد
عهدية أحمد السيد

تناقلت وسائل الإعلام العالمية التطورات التأريخية الكبيرة التى تحدث فى تونس الشقيقة وحالة الغليان التى شهدتها على وقع المعاناة الاقتصادية وأزمة (كورونا كوفيد 19)، التى يعيشها التوانسة والتى أدت إلى الاحتجاجات الشعبية المتصاعدة بشكل كبير ومذهل فى كل المدن وقد أكد المحللون والكتاب والمتطلعون على الشأن التونسى عن قرب أن تأجيج الأوضاع السياسية فى هذا البلد سببه رفض الأحزاب تواجد حركة النهضة (الإخوان المسلمين - فرع تونس).
وقد ثبت وبالأدلة القاطعة عمل هذه الحركة الإخوانية لصالح ولاءات خارجية تتعلق بأجندات غير وطنية تتبع لجهات لها شبكة واسعة حول العالم، الأمر الذى جعل الرئيس قيس سعيد يتحمل مسئوليته بقراره التأريخى القاضى بتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن جميع النواب، وإقالة رئيس الوزراء هشام المشيشى من منصبه، معلنا أنه سيتولى رئاسة السلطة التنفيذية، بمساعدة رئيس وزراء جديد يعينه هو، جاءت هذه القرارات عقب اجتماعه مع قادة عسكريين وأمنيين.
أعتقد أن قرارات الرئيس قيس سعيد فى استجابته للضمير الوطنى الحر فى الشارع التونسى أعلنت النهاية الحقيقية لجماعة (الإخوان المسلمين) فى هذا البلد الشقيق، وهو ليس بالأمر الهين كما يعتقد البعض لأن هذه الجماعات التى انتشرت فى كل بلادنا العربية تقريبا تنخر فى جسد المجتمع وتصيبه بالمرض العضال وتزرع فيه كل المصائب التى تؤثر بشكل أو آخر على مستقبل الدولة ومن أهمها وأخطرها خلخلة النسيج المجتمعى، وتقسيم المواطنين على فئات وجماعات، فضلا عما تلعبه من دور خطير فى زرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد وصناعة العنف والإرهاب.
فى جمهورية مصر الشقيقة تبين لهم من خلال تحقيقات أجهزة الأمن مع أحد القيادات الإخوانية والاعترافات من قبله على عناصر إخوانية أخرى، فى مناطق متفرقة من الدول العربية، يتضح أن مشروع هذه الجماعة هو مشروع خطير وكبير، ويكاد يتجاوز الدول العربية بمجملها، وذلك بالنظر إلى أن ما يخطط له التنظيم ويتجاوز كل الحدود التى يمكن أن يتوقعها أى إنسان بسيط، ويكاد لا يتقبل عقله ما يراه من أعمال إرهابية يقوم بها هذا التنظيم من هنا وهناك، ويذكر د.عيسى محمد العميرى فى مقال له بصحيفة (البيان) الإماراتية «إن خطورة التنظيم الداهمة تطال كل فرد من أفراد المجتمع من دون استثناء، حيث إن هذا التنظيم يقترب فى شكل أعماله وأسلوب عمله من أسلوب عمل المافيات المحترفة، والتى تعمل فى طريقين متعاكسين فى العلن وفى الخفاء».
إن الشقيقة مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى قد نجحت بتميز فى إنهاء أكبر أمبراطورية (إخوانية) فى العالم العربى لها امتداداتها فى كل البلدان حتى مع (حزب الله) اللبنانى، و(حركة حماس) الفلسطينية بل ما هو أبعد من ذلك علاقة تحالف استراتيجى مع إيران كان على وشك التفعيل، أخطر ما فيه كان فتح أبواب مصر ومرافقها السياحية والدينية أمام أنصار ولاية الفقيه برحلات جوية أسبوعية، لكن الله سبحانه وتعالى لطف وحفظ مصر وشعبها فجاء الرئيس عبد الفتاح السيسى وأرجع الأمور إلى نصابها الصحيح.
فى عام 2013م نجحت دولة  الإمارات فى اتخاذ قرارات رادعة وحازمة ضد تنظيم (الإخوان المسلمين) فى محاكمات عادلة وشفافية أدت إلى حل هذا التنظيم وإغلاق جميع مكاتبه العامة والفرعية مع مصادرة الأدوات والأجهزة المضبوطة وإبعاد المتهمين غير حاملى الجنسية وكانت التجربة الإماراتية فى اقتلاع هذا التنظيم مميزة جدا لأنها عالجت كل الأساليب التى يمكن للتنظيم أن يتواجد بها فى الدولة.
فى 2014م أدرجت المملكة العربية السعودية جماعة (الإخوان المسلمين) على قائمة للمنظمات الإرهابية والمتطرفة التى تحظر الانتماء لها أو تأييدها، وتستهدف التدابير الجديدة كل نشاط حزبى فى المملكة أو عبر الإنترنت، وقد أعلنت الداخلية السعودية أنها ستلقى القبض على كل شخص يعلن انتماءه إلى جماعة الإخوان داخل أراضيها، مؤكدة إغلاق أية مدرسة أو مؤسسة تابعة للجماعة. وكانت هذه الخطوة جبارة جدا لردع محاولات الفكر الإخوانى فى التغلغل داخل بلاد الحرمين الشريفين. 
فى ديسمبر 2018م وفى أكبر ثورة شعبية اقتلع السودانيون نظام (الإخوان المسلمين) فى هذا البلد الشقيق الذى حكمته هذه الجماعة لمدة 30 عاما مارست فيه كل أنواع الفساد السياسى والمالى والإدارى وارتكبت فى مناطق دارفور أكبر حرب إبادة جماعية، وجرائم حرب فى التاريخ الحديث بشهادة محكمة الجنايات الدولية، وممارسة جماعة الإخوان هناك للكثير من العمليات الإرهابية وعلى أثرها دخل السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب. وخرجت السودان من هذه الدائرة بفضل قرارات القيادة الحكيمة الحالية وشعبها الشجاع الذى وقف بجانب قيادته ودعم دول محور الاعتدال مصر والسعودية والإمارات.
إن عالمنا العربى بعد اقتلاع جماعة (الإخوان المسلمين) وأذرعتهم الإعلامية يتعافى يوما بعد يوم، خاصة بعد تصنيفهم كتنظيم إرهابى فى كل من مصر والإمارات والسعودية واقتلاعهم بالقوة فى السودان، وتصفية كل مؤسساتهم، الآن تتجه بلادنا بقوة للتنمية المستدامة التى توفر العيش الكريم لمواطنيها، وتقدم النموذج الحقيقى للعالم فى الإبداع والتميز وهذا ما لم يكن متاحا مع مؤامرات (الإخوان) الإرهابية التى عملت فى الكثير من بلداننا إلى إشعال الحرائق واستنزاف القدرات الأمنية والاقتصادية.
حفظ الله كل بلادنا العربية ووفقها لتحقيق آمال وطموحات مواطنيها..
كاتبة بحرينية