لا إجبار في المهام المنزلية.. خدمة الزوجة لزوجها من باب التفضل وليس الإكراه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعاني الكثير من النساء المتزوجات من زيادة المهام المنزلية من مأكل وملبس، مما يعرض الأسرة المصرية للوقوع في الكثير من أعمال العنف أو الوصول في بعض الأحيان إلى حالات الطلاق، فشهدت الساحة الإعلامية مؤخراً العديد من حالات الجريمة التي وصل إليها الزوجين ناتج عن بعض الخلافات الزوجية ومصاريف المنزل. 

وتشتكي أغلب النساء مؤخراً من زيادة العبء عليها دون مساعدة زوجها سواء معنوياً أو مادياً في إتمام تلك المهام، (بوابة أخبار اليوم) ترصد الأراء الدينية حول إلزام الزوجة بخدمة زوجها والقيام بالواجبات المنزلية.

في البداية، تقول دكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية، أن خدمة الزوجة في عش الزوجية من باب التفضل وليس من باب الفرض والإكراه، فإذا كان الزوج ميسور الحال من حق الزوجة أن تطلب (خادمة) تساعدها في أعمال المنزل.

وأوضحت نصير، أن حالات الطلاق الكثيرة التي تشهدها مصر، وإهدار حقوق السيدات تجعلنا نفكر في تأمين حقوق الزوجة بعد أن تفني حياتها في خدمة الزوج والأبناء والمنزل، فإذا لم تجد المرأة الوفاء والمودة والرحمة في حياتها الزوجية وانتهائها بالطلاق أو الطرد من المنزل، فمن حقها أن تجد المقابل المادي الذي يؤمن لها مستقبل وحياة كريمة.

وتروي أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية، لـ بوابة أخبار اليوم إحدى المشاهد التي رأتها بالقرب من شارع منزلها، حيث التقت بامرأة يتخطى عمرها الـ 60 عاماً تنام في حديقة الشارع، وعندما اقتربت منها وسألتها عن مسكنها، أجابت أن زوجها قرر طردها من عش الزوجية بعد 25 سنة من الزواج وإنجاب 3 أولاد وخدمته، وقرر الزواج بأخرى، متابعاً أن الزوجة المخلصة في منزلها ولا تعمل فمن حقها طلب نظير عملها أجراً.

 

الشيخ سيد توفيق، موجه أول منطقة وعظ القاهرة، يوضح أن العرف المصري المتوارث هي خدمة الزوجة لزوجها والقيام بمهام المنزل، ولكن بالحب والمودة و دون إهانة أو إكراه في ذلك.

موكداً لا يوجد نصاً صريحاً على فرض خدمة الزوجة لزوجها، ولكن المرأة تقوم بذلك من باب التفضل والإكرام، وفي حالة إذا كان الزوج ميسور الحال يمكنه طلب (خادمة) لزوجته، أو في حالة إذا كانت الزوجة من مستوى عائلي مترفه طيلة عمرها فمن حقها طلب (خادمة)، مشدداً على عدم إجبار أو إهانة أو ممارسة أي أعمال عنف ضد الزوجة إذا قصرت في تلك المهام، أو أخفقت عملها.

ونشرت دار الإفتاء المصرية سابقاً فتوى عن حكم خدمة الزوجة لزوجها، قائلة إن هناك فرقا بين الحياة المستقرة التي بها مودة ورحمة وبها جمال وتناغم يقوم الزوج فيها بالأمور بدافع الحب فلا يسأل إذا كان واجبا عليه أم لا، ولا تسأل الزوجة هل عليها أن تكنس وتطبخ أم لا، وبين البحث عن الحقوق، فهذا يحدث عند القاضي وعندما يرفع الأمر للقضاء، وأن الحكمة تقول إن حُسن العشرة هي المطلوبة، والمودة والرحمة هي المطلوبة، والحب هو الذي يبقى، والحب يبذل بدون انتظار مقابل، موضحة ( من يبحث عن هاخد ايه عشان ادي قصاده ممكن تنفع في أي علاقة إلا في العلاقة الزوجية) فالعلاقة الزوجية لن تستمر بهذا الشكل بأن يسأل كل طرف ما الذي له وما الذي عليه قضاءًا، ونوهت دار الإفتاء على الأزواج أن يكونوا حكماء في مثل هذه الأمور وأن التصرف بحكمة هو ما ينجح العلاقة الزوجية.