ياسمين الخطيب : أنا مش مثيرة للجدل !

ياسمين‭ ‬الخطيب‭
ياسمين‭ ‬الخطيب‭

عمر‭ ‬السيد

إعلامية‭ ‬وكاتبة‭ ‬وفنانة‭ ‬تشكيلية‭.. ‬هكذا‭ ‬تفضل‭ ‬ياسمين‭ ‬الخطيب‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬نفسها‭ ‬دائما‭ ‬للجمهور‭ ‬منذ‭ ‬ظهورها‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وانطلاقتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬من‭ ‬الآخر‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الإعلامي‭ ‬تامر‭ ‬أمين،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رحلتها‭ ‬مع‭ ‬الكتابة‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬خلالها‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المؤلفات‭ ‬ومقالات‭ ‬الرأي،‭ ‬أرتبطت‭ ‬بقضايا‭ ‬وموضوعات‭ ‬شائكة‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والديني،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬جعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬يرونها‭ ‬دائما‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬إستعانتها‭ ‬بـ«السوشيال‭ ‬ميديا‮» ‬التي‭ ‬ضاعفت‭ ‬من‭ ‬متابعيها‭ ‬وشهرتها‭.. ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬تفتح‭ ‬لنا‭ ‬ياسمين‭ ‬قلبها،‭ ‬حيث‭ ‬تحدثنا‭ ‬عن‭ ‬رحلتها‭ ‬في‭ ‬الإعلام،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬جمالها‭ ‬كان‭ ‬نقمة‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬العملية،‭ ‬كما‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬تعرضها‭ ‬للتحرش‭ ‬والابتزاز‭ ‬الجنسي‭.. ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬لا‭ ‬يخلو‭ ‬من‭ ‬الجرأة‭.. ‬

‭< ‬من‭ ‬أين‭ ‬نبدأ‭ ‬معك‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬أم‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬أم‭ ‬الكتابة؟

‭<‬‭ ‬أجابت‭ ‬بإبتسامة‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬حسب‭ ‬ترتيب‭ ‬ممارستي‭ ‬لنشاطي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الثلاثة،‭ ‬لذا‭ ‬أعتبر‭ ‬نفسي‭ ‬فنانة‭ ‬تشكيلية‭ ‬أولا،‭ ‬ثم‭ ‬كاتبة،‭ ‬ثم‭ ‬إعلامية،‭ ‬ورغم‭ ‬إلتحاقي‭ ‬بالعمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬أولا،‭ ‬حيث‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬إنتهاء‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية‭ ‬حينما‭ ‬تدربت‭ ‬داخل‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصري،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‮»‬‭.‬

‭< ‬ما‭ ‬القاسم‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬المجالات‭ ‬الثلاثة؟

‭<‬‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬عامل‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬والكتابة‭ ‬والإعلام‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬قواسم‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الإعلام‭ ‬والكتابة،‭ ‬فكلا‭ ‬منهما‭ ‬يكمل‭ ‬الآخر،‭ ‬لذا‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬حياتي‭ ‬مضطرة‭ ‬للمفاضلة‭ ‬بين‭ ‬عملي‭ ‬ككاتبة‭ ‬وإعلامية،‭ ‬ونشاطي‭ ‬كفنانة‭ ‬تشكيلية،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬أو‭ ‬التليفزيون‭ ‬يتطلب‭ ‬جهدا‭ ‬وتفرغ‭ ‬التام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬نشاطي‭ ‬كفنانة‭ ‬تشكيلية،‭ ‬لدرجة‭ ‬أنني‭ ‬أضطررت‭ ‬لغلق‭ ‬المرسم‭ ‬الخاص‭ ‬بي‭ ‬منذ‭ ‬عام،‭ ‬رغم‭ ‬حرصي‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والفعاليات‭ ‬والمعارض‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أدري‭ ‬متى‭ ‬يمكنني‭ ‬العودة‭ ‬لمرسمي‭ ‬ولوحاتي‭ ‬وممارسة‭ ‬نشاطي‭ ‬الفني‭ ‬مجددا،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬لدي‭ ‬مشروع‭ ‬معرض‭ ‬لوحات‭ ‬كامل‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬هن‮»‬،‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬العمل‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬وأوشكت‭ ‬على‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬لوحاته،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أضطررت‭ ‬لتأجيله،‭ ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬متى‭ ‬سأقيمه‭.‬

‭< ‬في‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الثلاثة‭ ‬تشعرين‭ ‬بقوة‭ ‬موهبتك‭ ‬أكثر؟

‭<‬‭ ‬في‭ ‬الإعلام،‭ ‬حيث‭ ‬أجد‭ ‬فيه‭ ‬الفرصة‭ ‬الكاملة‭ ‬لإستعراض‭ ‬وإظهار‭ ‬مواهبي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الثلاثة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إطلاعي‭ ‬وثقافتي‭ ‬التي‭ ‬اكتسبتها‭ ‬بحكم‭ ‬تجاربي‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬منهما،‭ ‬اما‭ ‬المجال‭ ‬الاقرب‭ ‬لقلبى‭ ‬كممارسة‭ ‬فهو‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلى،‭ ‬الذى‭ ‬دائما‭ ‬اقول‭ ‬عليه‭ ‬انه‭ ‬وطني‭.‬

‭< ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تتحدثين‭ ‬أن‭ ‬لديك‭ ‬مشروع‭ ‬فني‭ ‬وثقافي‭.. ‬ما‭ ‬طبيعة‭ ‬هذا‭ ‬المشروع؟

‭<‬‭ ‬هذا‭ ‬صحيح،‭ ‬أنا‭ ‬أحلم‭ ‬بتأسيس‭ ‬مشروع‭ ‬أشبه‭ ‬بمقهى‭ ‬أو‭ ‬صالون‭ ‬ثقافي‭ ‬ضخم‭ ‬يضم‭ ‬فقرات‭ ‬أدبية‭ ‬وفنية،‭ ‬تشمل‭ ‬شعر‭ ‬وآدب‭ ‬ورسم،‭ ‬خاصة‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أعد‭ ‬من‭ ‬وقت‭ ‬لآخر‭ ‬جلسات‭ ‬ثقافية‭ ‬وأمسيات‭ ‬شعرية‭ ‬بمنزلي،‭ ‬لكن‭ ‬حلمي‭ ‬أن‭ ‬أنفذ‭ ‬هذا‭ ‬الصالون‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬تقليد‭ ‬ثقافي‭ ‬تربيت‭ ‬عليه،‭ ‬بحكم‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬طقوس‭ ‬عائلتي،‭ ‬وكان‭ ‬يشرف‭ ‬عليها‭ ‬جدي‭ ‬الناشر‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬الخطيب،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ينظم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬أحد‭ ‬أشهر‭ ‬الصالونات‭ ‬الثقافية‭ ‬بمصر،‭ ‬وكان‭ ‬رواده‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الأدباء‭ ‬والفنانين‭.‬

‭< ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬ذكرتيه‭ ‬عن‭ ‬نشاطاتك‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الثلاثة‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يرون‭ ‬دائما‭ ‬أن‭ ‬جمالك‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬شهرتك؟

‭<‬‭ ‬هذا‭ ‬صحيح،‭ ‬رغم‭ ‬إختلافي‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يرون‭ ‬ذلك،‭ ‬فالجمال‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عنصر‭ ‬قوة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬نقمة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬حالتي‭ ‬أنا،‭ ‬وفي‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬أعمل‭ ‬بها،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬تأثير‭ ‬للجمال‭ ‬على‭ ‬النجاح،‭ ‬فما‭ ‬علاقة‭ ‬جمالي‭ ‬بنجاحي‭ ‬كفنانة‭ ‬تشكيلية،‭ ‬فالجمهور‭ ‬يحكم‭ ‬على‭ ‬جمال‭ ‬اللوحة‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يعرف‭ ‬شكل‭ ‬صانعها،‭ ‬وماذا‭ ‬يدفع‭ ‬شخص‭ ‬لشراء‭ ‬وقراءة‭ ‬كتابتي‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬جميلة‭ ‬أو‭ ‬قبيحة،‭ ‬بل‭ ‬يعتمد‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬جودة‭ ‬ما‭ ‬أكتب،‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام،‭ ‬والجمال‭ ‬ليس‭ ‬مقياس‭ ‬النجاح‭ ‬للمذيعة،‭ ‬بل‭ ‬أدائها‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬وحضورها‭ ‬واللباقة‭ ‬والثقافة‭ ‬والذكاء‭.. ‬وبالعكس،‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬جمالي‭ ‬ضرني‭.‬

‭< ‬لكن‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لك‭ ‬قلت‭: ‬‮«‬فستان‭ ‬وصورة‭ ‬جديدة‭ ‬لي‭ ‬أهم‭ ‬عند‭ ‬من‭ ‬يتابعني‭ ‬من‭ ‬مقال‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬جديد‭ ‬أقدمه‮»‬‭.. ‬ما‭ ‬تعليقك؟

‭<‬‭ ‬قاطعتني‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬ما‭ ‬قلته‭ ‬أنني‭ ‬أشعر‭ ‬بالحزن‭ ‬حينما‭ ‬ينشر‭ ‬لي‭ ‬مقال‭ ‬ويحظى‭ ‬بمتابعات‭ ‬أو‭ ‬تعليقات‭ ‬قليلة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالتفاعل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬صورة‭ ‬أقوم‭ ‬بنشرها‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا،‭ ‬وأعربت‭ ‬عن‭ ‬حزني‭ ‬كون‭ ‬الجمهور‭ ‬مهتم‭ ‬بشكلي‭ ‬ومظهري‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬إهتمامه‭ ‬بأفكاري‭ ‬وما‭ ‬أطرحه‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬وموضوعات‮»‬‭.‬

‭< ‬‭.. ‬بماذا‭ ‬تفسرين‭ ‬ذلك؟

‭<‬‭ ‬هي‭ ‬طبيعة‭ ‬بشرية،‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬يلفت‭ ‬انتباهه‭ ‬ما‭ ‬يراه‭ ‬وما‭ ‬يسمعه‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يقرأه،‭ ‬وذلك‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬سر‭ ‬نجاح‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المرئية‭ ‬أو‭ ‬المسموعة‭ ‬عن‭ ‬المقروءة‭.‬

‭< ‬هل‭ ‬لديك‭ ‬إهتمام‭ ‬كبير‭ ‬بـ«السوشيال‭ ‬ميديا»؟‭ ‬

‭<‬‭ ‬وسيلة‭ ‬مهمة‭ ‬للجميع،‭ ‬كونها‭ ‬أصبحت‭ ‬أهم‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬والاحتكاك،‭ ‬كما‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬مثل‭ ‬الإعلام،‭ ‬ويمكن‭ ‬الاستشهاد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بنسب‭ ‬متابعات‭ ‬البرامج‭ ‬وانتشارها‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬مشاهدات‭ ‬التليفزيون‭.‬

‭< ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬استخدامها‭ ‬كوسيلة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الشهرة‭ ‬والنجاح؟

‭<‬‭ ‬قد‭ ‬تحقق‭ ‬غرض‭ ‬الانتشار‭ ‬والشهرة‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنجاح‭ ‬فالأمر‭ ‬مختلف‭ .. ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬مشهورا‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬السوشيال‭ ‬ميديا‮»‬‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بالسلب‭ ‬أو‭ ‬بالايجاب،‭ ‬لكن‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬نجاحا،‭ ‬هناك‭ ‬مشاهير‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬سبب‭ ‬شهرتهم‭ ‬هو‭ ‬انتقاد‭ ‬الجمهور‭ ‬الدائم‭ ‬وسخريته‭ ‬منهم،‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬شهرة‭ ‬سلبية‭ ‬وبالطبع‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬نجاح‭ .. ‬وبالنسبة‭ ‬لى‭ ‬قد‭ ‬اكون‭ ‬اقل‭ ‬انتشار‭ ‬ونسب‭ ‬المشاهدات‭ ‬التى‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬‮«‬فيديوهاتى‮»‬‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬مشاهير‭ ‬أخرين،‭ ‬لكن‭ ‬يكفينى‭ ‬اننى‭ ‬ناجحة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التفاعلات‭ ‬و‭ ‬اراء‭ ‬المتابعين‭ ‬التى‭ ‬تأتي‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جديد‭ ‬وايجابى‭.‬

‭< ‬لك‭ ‬بعض‭ ‬المؤلفات‭ ‬التي‭ ‬أرتبط‭ ‬أغلبها‭ ‬بموضوعات‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالدين‭ ‬والسياسة‭.. ‬هل‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬سعيا‭ ‬منك‭ ‬لإثارة‭ ‬الجدل؟‭ ‬

‭<‬‭ ‬دور‭ ‬الكاتب‭ ‬أن‭ ‬يحث‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬التعقل‭ ‬و‭ ‬التفكير‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭  ‬القضايا‭ ‬الشائكة،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬المحرك‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬اختياري‭ ‬للموضوعات‭ ‬والقضايا‭ ‬التي‭ ‬أهتم‭ ‬بالكتابة‭ ‬عنها،‭ ‬وهناك‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬جدي‭ ‬الراحل‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬الخطيب‭ ‬كان‭ ‬يملك‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المطابع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬خلال‭ ‬الأربعينيات،‭ ‬ولأنه‭ ‬ناشر‭ ‬ومفكر‭ ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬مشروع‭ ‬تثقيفي‭ ‬وتنويري‭ ‬تأثرت‭ ‬به‭ ‬كثيرا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬كتب‭ ‬ومؤلفات‭ ‬تناول‭ ‬فيها‭ ‬موضوعات‭ ‬عديدة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالدين،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مؤلفاته‭ ‬كتاب‭ ‬اسماه‭ ‬‮«‬الفرقان‮»‬،‭ ‬تم‭ ‬مصادرته‭ ‬في‭ ‬الأربعينيات‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬الأزهر،‭ ‬حيث‭ ‬وصف‭ ‬الأراء‭ ‬التي‭ ‬به‭ ‬بـ«الخارجة‭ ‬عن‭ ‬المألوف‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يسعى‭ ‬لإعادة‭ ‬طباعة‭ ‬نسخ‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬أمهات‭ ‬الكتب‭ ‬الدينية‭ ‬بعد‭ ‬تنقيتها‭ ‬من‭ ‬الآراء‭ ‬الشاذة‭ ‬الدخيلة،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬جعلتني‭ ‬أكثر‭ ‬اهتماما‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭.‬

‭< ‬ما‭ ‬تعليقك‭ ‬على‭ ‬وصفك‭ ‬المستمر‭ ‬بأنك‭ ‬مثيرة‭ ‬للجدل؟

‭<‬‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬ذلك،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬فضفاض،‭ ‬ولا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬كاتب‭ ‬وإعلامي‭ ‬أنه‭ ‬مثير‭ ‬للجدل‭ ‬لمجرد‭ ‬أنه‭ ‬يحث‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬والبحث‭.‬

‭< ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬خطواتك‭ ‬داخل‭ ‬المجال‭ ‬الإعلامي‭ ‬بطيئة‭.. ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬ذلك؟

‭<‬‭ ‬واجهت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مشواري‭ ‬بعض‭ ‬المصاعب‭ ‬والعقبات‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬علي‭ ‬وقللت‭ ‬حماسي،‭ ‬منها‭ ‬واقعة‭ ‬حدثت‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬مباشرة،‭ ‬ومازلت‭ ‬أتذكرها،‭ ‬كنت‭ ‬وقتها‭ ‬أتدرب‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الإعلامي‭ ‬بالتليفزيون‭ ‬المصري،‭ ‬وكان‭ ‬يتم‭ ‬التحضير‭ ‬لنسخة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬لبناني‭ ‬شهير‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬ستوديو‭ ‬الفن‮»‬،‭ ‬وكنت‭ ‬المرشحة‭ ‬الأولى‭ ‬لتقديمه‭ ‬باختيار‭ ‬رئيس‭ ‬التليفزيون،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬فوجئت‭ ‬بإعتراض‭ ‬مخرج‭ ‬البرنامج‭ ‬ورفضه‭ ‬لي‭ ‬بدعوى‭ ‬أن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬النسخة‭ ‬المصرية‭ ‬الأولى‭ ‬لبرنامج‭ ‬قوي‭ ‬كهذا‭ ‬سيكون‭ ‬مغامرة،‭ ‬وقتها‭ ‬تأثرت‭ ‬كثيرا‭ ‬بهذا‭ ‬الموقف‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬تركت‭ ‬العمل‭ ‬بالتليفزيون‭ ‬وتفرغت‭ ‬لنشاطي‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التشكيلي‭ ‬والكتابة‭ ‬الصحفية‭ ‬لسنوات،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬روتانا‮»‬،‭ ‬وبعدها‭ ‬انقطعت‭ ‬لعامين،‭ ‬ثم‭ ‬عدت‭ ‬مجددا‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬‮«‬المحور‮»‬،‭ ‬ثم‭ ‬‮«‬النهار‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬محطتي‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬أعتز‭ ‬بها‭.‬

‭< ‬ما‭ ‬السبب‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬فرصك‭ ‬الإعلامية‭ ‬لم‭ ‬تكتمل؟

‭<‬‭ ‬للآسف‭ ‬هذا‭ ‬صحيح،‮ ‬فأغلبها‭ ‬كانت‭ ‬تفرض‭ ‬عليّ‭ ‬بعض‭ ‬التنازلات‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أرفضها،‭ ‬كما‭ ‬تعرضت‭ ‬لمضايقات‭ ‬عديدة،‭ ‬ومحاولات‭ ‬الإبتزاز‭ ‬و«تحرش‭ ‬جنسي‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬يغضب‭ ‬مني‭ ‬أحد،‭ ‬أو‭ ‬يفهم‭ ‬البعض‭ ‬إنني‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬الإعلام‭ ‬كمجال‭ ‬سيء‭ ‬السمعة،‭ ‬لكن‭ ‬للآسف‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬انتشرت‭ ‬وأصبحت‭ ‬تواجه‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وليس‭ ‬الإعلام‭ ‬فقط،‭ ‬وهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإحصائيات‭ ‬والدراسات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬هذا،‭ ‬وتوضح‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تواجه‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬صد‭ ‬ومواجهة‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإحصائيات‭ ‬ترصد‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬الكشف‭ ‬عنه،‭ ‬وما‭ ‬خفي‭ ‬أعظم،‭ ‬فمازال‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬يرفضن‭ ‬التصريح‭ ‬او‭ ‬الاعلان‭ ‬عما‭ ‬تعرضن‭ ‬له‭ ‬وهم‭ ‬كثر‭.‬

‭< ‬‭.. ‬معنى‭ ‬ذلك‭ ‬أنك‭ ‬ترفضين‭ ‬اعتبار‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬حوادث‭ ‬فردية؟

‭<‬‭ ‬بالطبع‭ ‬و‭ ‬قد‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬جمالي‭ ‬هو‭ ‬السبب،‭ ‬لذلك‭ ‬أقول‭ ‬أن‭ ‬جمالي‭ ‬كان‭ ‬عائق‭ ‬أمامي‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬عديدة،‭ ‬وعائق‭ ‬أما‭ ‬إستمرار‭ ‬نجاحي‭ ‬وليس‭ ‬سر‭ ‬لصعودي‭ ‬كما‭ ‬يردد‭ ‬البعض‭.‬

‭< ‬هل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬هو‭ ‬الدافع‭ ‬لحديثك‭ ‬الدائم‭ ‬ومهاجمتك‭ ‬لحوادث‭ ‬التحرش؟

‭<‬‭ ‬بالفعل،‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬عديدة‭ ‬لنساء‭ ‬تعرضن‭ ‬–‭ ‬ويتعرضن‭ - ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬وما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬يرفض‭ ‬النظر‭ ‬للمرأة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ضحية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع،‭ ‬بل‭ ‬يعتبرها‭ ‬شريك‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬لمجرد‭ ‬أنها‭ ‬جميلة،‭ ‬أو‭ ‬لأنها‭ ‬ترتدي‭ ‬ملابس‭ ‬مثيرة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الجاني،‭ ‬لكن‭ ‬دعنا‭ ‬ننظر‭ ‬للشيء‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬الأمر،‭ ‬وهو‭ ‬أنه‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬عقوبات‭ ‬قوية‭ ‬الآن‭ ‬لمن‭ ‬يرتكب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تنهي‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال،‭ ‬وأنا‭ ‬أحترم‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬شجاعة‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬تعرضها‭ ‬للتحرش،‭ ‬وواجهت‭ ‬الجاني،‭ ‬فلولا‭ ‬هؤلاء‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عقوبات‭ ‬للجناة‭.‬

‭< ‬ترددت‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬دخولك‭ ‬مجال‭ ‬التمثيل‭.. ‬ما‭ ‬جديدك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن؟

‭<‬‭ ‬قدمت‭ ‬تجربة‭ ‬وحيدة‭ ‬في‭ ‬التمثيل‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المخرج‭ ‬الكبير‭ ‬مجدي‭ ‬أحمد‭ ‬علي‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬‮«‬طلعت‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬أحمد‭ ‬وفيق،‭ ‬عبير‭ ‬صبري،‭ ‬سهر‭ ‬الصايغ،‭ ‬وأحمد‭ ‬مجدي،‭ ‬والفيلم‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬ومختلفة‭ ‬تضم‭ ‬4‭ ‬قصص‭ ‬منفصلة،‭ ‬لكن‭ ‬يجمعها‭ ‬سياق‭ ‬واحد،‭ ‬وأنتهينا‭ ‬من‭ ‬التصوير‭ ‬منذ‭ ‬فترة،‭ ‬وفي‭ ‬انتظار‭ ‬انتهاء‭ ‬مرحلة‭ ‬المونتاج،‭ ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يتحدد‭ ‬موعد‭ ‬طرحه‭.‬