عمر السيد
إعلامية وكاتبة وفنانة تشكيلية.. هكذا تفضل ياسمين الخطيب أن تعرف نفسها دائما للجمهور منذ ظهورها الأول على الساحة الإعلامية، وانطلاقتها من خلال برنامج «من الآخر» مع الإعلامي تامر أمين، إلى جانب رحلتها مع الكتابة التي قدمت خلالها عددا من المؤلفات ومقالات الرأي، أرتبطت بقضايا وموضوعات شائكة في الشأن السياسي والديني، الأمر الذى جعل الكثيرين يرونها دائما مثيرة للجدل، خاصة بعد إستعانتها بـ«السوشيال ميديا» التي ضاعفت من متابعيها وشهرتها.. في السطور التالية تفتح لنا ياسمين قلبها، حيث تحدثنا عن رحلتها في الإعلام، وكيف أن جمالها كان نقمة في حياتها العملية، كما تكشف عن تفاصيل تعرضها للتحرش والابتزاز الجنسي.. وغيرها من الأمور في حوار لا يخلو من الجرأة..
< من أين نبدأ معك الحديث من الإعلام أم الفن التشكيلي أم الكتابة؟
< أجابت بإبتسامة قائلة: «حسب ترتيب ممارستي لنشاطي في المجالات الثلاثة، لذا أعتبر نفسي فنانة تشكيلية أولا، ثم كاتبة، ثم إعلامية، ورغم إلتحاقي بالعمل الإعلامي أولا، حيث جاء بعد إنتهاء دراستي الجامعية حينما تدربت داخل التليفزيون المصري، لكنها كانت فترة زمنية قصيرة».
< ما القاسم المشترك بين المجالات الثلاثة؟
< ليس هناك عامل مشترك بين الفن التشكيلي من جهة والكتابة والإعلام من جهة أخرى، لكن هناك قواسم مشتركة بين الإعلام والكتابة، فكلا منهما يكمل الآخر، لذا وجدت نفسي في فترة من حياتي مضطرة للمفاضلة بين عملي ككاتبة وإعلامية، ونشاطي كفنانة تشكيلية، خاصة أن العمل الإعلامي سواء في الكتابة أو التليفزيون يتطلب جهدا وتفرغ التام، وهو ما أثر سلبا على نشاطي كفنانة تشكيلية، لدرجة أنني أضطررت لغلق المرسم الخاص بي منذ عام، رغم حرصي كل فترة على متابعة الأنشطة والفعاليات والمعارض الفنية في مجال الفن التشكيلي، إلا أنني لا أدري متى يمكنني العودة لمرسمي ولوحاتي وممارسة نشاطي الفني مجددا، خاصة أن لدي مشروع معرض لوحات كامل بعنوان «هن»، كنت قد بدأت العمل عليه منذ فترة وأوشكت على الانتهاء من لوحاته، إلا أنني أضطررت لتأجيله، ولا أدري متى سأقيمه.
< في أي من المجالات الثلاثة تشعرين بقوة موهبتك أكثر؟
< في الإعلام، حيث أجد فيه الفرصة الكاملة لإستعراض وإظهار مواهبي في المجالات الثلاثة، فضلا عن إطلاعي وثقافتي التي اكتسبتها بحكم تجاربي فى كل منهما، اما المجال الاقرب لقلبى كممارسة فهو الفن التشكيلى، الذى دائما اقول عليه انه وطني.
< دائما ما تتحدثين أن لديك مشروع فني وثقافي.. ما طبيعة هذا المشروع؟
< هذا صحيح، أنا أحلم بتأسيس مشروع أشبه بمقهى أو صالون ثقافي ضخم يضم فقرات أدبية وفنية، تشمل شعر وآدب ورسم، خاصة أنني كنت أعد من وقت لآخر جلسات ثقافية وأمسيات شعرية بمنزلي، لكن حلمي أن أنفذ هذا الصالون بشكل أكبر، كما أن هذا المشروع في الأصل تقليد ثقافي تربيت عليه، بحكم أنه من طقوس عائلتي، وكان يشرف عليها جدي الناشر عبد اللطيف الخطيب، الذي كان ينظم بشكل مستمر أحد أشهر الصالونات الثقافية بمصر، وكان رواده من أشهر الأدباء والفنانين.
< رغم ما ذكرتيه عن نشاطاتك في المجالات الثلاثة.. إلا أن هناك من يرون دائما أن جمالك هو سر شهرتك؟
< هذا صحيح، رغم إختلافي مع من يرون ذلك، فالجمال من الممكن أن يكون عنصر قوة، وقد يكون نقمة، لكن في حالتي أنا، وفي المجالات التي أعمل بها، ليس هناك تأثير للجمال على النجاح، فما علاقة جمالي بنجاحي كفنانة تشكيلية، فالجمهور يحكم على جمال اللوحة حتى ولو لم يعرف شكل صانعها، وماذا يدفع شخص لشراء وقراءة كتابتي لو كنت جميلة أو قبيحة، بل يعتمد هذا على جودة ما أكتب، وحتى في مجال الإعلام، والجمال ليس مقياس النجاح للمذيعة، بل أدائها على الشاشة وحضورها واللباقة والثقافة والذكاء.. وبالعكس، ما لا يعرفه هؤلاء أن جمالي ضرني.
< لكن في تصريح سابق لك قلت: «فستان وصورة جديدة لي أهم عند من يتابعني من مقال أو عمل جديد أقدمه».. ما تعليقك؟
< قاطعتني قائلة: «ما قلته أنني أشعر بالحزن حينما ينشر لي مقال ويحظى بمتابعات أو تعليقات قليلة، مقارنة بالتفاعل مع أي صورة أقوم بنشرها على السوشيال ميديا، وأعربت عن حزني كون الجمهور مهتم بشكلي ومظهري أكثر من إهتمامه بأفكاري وما أطرحه من قضايا وموضوعات».
< .. بماذا تفسرين ذلك؟
< هي طبيعة بشرية، أي شخص يلفت انتباهه ما يراه وما يسمعه أكثر مما قد يقرأه، وذلك قد يفسر سر نجاح وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة عن المقروءة.
< هل لديك إهتمام كبير بـ«السوشيال ميديا»؟
< وسيلة مهمة للجميع، كونها أصبحت أهم وسائل التواصل والاحتكاك، كما أصبح لها دور في مجالات عديدة مثل الإعلام، ويمكن الاستشهاد على ذلك بنسب متابعات البرامج وانتشارها عبر «السوشيال ميديا» التي تفوق مشاهدات التليفزيون.
< ماذا عن استخدامها كوسيلة لتحقيق الشهرة والنجاح؟
< قد تحقق غرض الانتشار والشهرة ، لكن فيما يتعلق بالنجاح فالأمر مختلف .. يمكن لأي شخص ان يكون مشهورا عبر «السوشيال ميديا» سواء كان بالسلب أو بالايجاب، لكن لن يكون ذلك نجاحا، هناك مشاهير على السوشيال ميديا سبب شهرتهم هو انتقاد الجمهور الدائم وسخريته منهم، و هي شهرة سلبية وبالطبع هذا ليس نجاح .. وبالنسبة لى قد اكون اقل انتشار ونسب المشاهدات التى تحظى بها «فيديوهاتى» على السوشيال ميديا اقل من مشاهير أخرين، لكن يكفينى اننى ناجحة، وهو ما يبدو من حجم التفاعلات و اراء المتابعين التى تأتي دوما على مستوى جديد وايجابى.
< لك بعض المؤلفات التي أرتبط أغلبها بموضوعات لها علاقة بالدين والسياسة.. هل كان ذلك سعيا منك لإثارة الجدل؟
< دور الكاتب أن يحث الجمهور على التعقل و التفكير بشكل مختلف، خاصة في القضايا الشائكة، وهذا كان المحرك الرئيسي في اختياري للموضوعات والقضايا التي أهتم بالكتابة عنها، وهناك عامل آخر أن جدي الراحل عبد اللطيف الخطيب كان يملك واحدة من أكبر المطابع في الشرق الأوسط خلال الأربعينيات، ولأنه ناشر ومفكر كان لديه مشروع تثقيفي وتنويري تأثرت به كثيرا، حيث كانت له كتب ومؤلفات تناول فيها موضوعات عديدة مرتبطة بالدين، وكان من بين مؤلفاته كتاب اسماه «الفرقان»، تم مصادرته في الأربعينيات بقرار من الأزهر، حيث وصف الأراء التي به بـ«الخارجة عن المألوف»، كما كان يسعى لإعادة طباعة نسخ جديدة من أمهات الكتب الدينية بعد تنقيتها من الآراء الشاذة الدخيلة، كل هذه الأمور جعلتني أكثر اهتماما بهذا الأمر.
< ما تعليقك على وصفك المستمر بأنك مثيرة للجدل؟
< لا أعتقد ذلك، لأن هذا المصطلح فضفاض، ولا يصح أن نطلق على أي كاتب وإعلامي أنه مثير للجدل لمجرد أنه يحث الناس على التفكير والبحث.
< يلاحظ أن خطواتك داخل المجال الإعلامي بطيئة.. ما سبب ذلك؟
< واجهت في بداية مشواري بعض المصاعب والعقبات التي أثرت علي وقللت حماسي، منها واقعة حدثت بعد التخرج مباشرة، ومازلت أتذكرها، كنت وقتها أتدرب على العمل الإعلامي بالتليفزيون المصري، وكان يتم التحضير لنسخة جديدة من برنامج لبناني شهير في مصر، وهو «ستوديو الفن»، وكنت المرشحة الأولى لتقديمه باختيار رئيس التليفزيون، إلا أنني فوجئت بإعتراض مخرج البرنامج ورفضه لي بدعوى أن الاعتماد على وجه جديد في تقديم النسخة المصرية الأولى لبرنامج قوي كهذا سيكون مغامرة، وقتها تأثرت كثيرا بهذا الموقف حتى أنني تركت العمل بالتليفزيون وتفرغت لنشاطي في الفن التشكيلي والكتابة الصحفية لسنوات، إلى أن حصلت على عرض بالعمل على شاشة قناة «روتانا»، وبعدها انقطعت لعامين، ثم عدت مجددا على شاشة «المحور»، ثم «النهار»، وهي محطتي الأخيرة التي أعتز بها.
< ما السبب أن أغلب فرصك الإعلامية لم تكتمل؟
< للآسف هذا صحيح، فأغلبها كانت تفرض عليّ بعض التنازلات التي كنت أرفضها، كما تعرضت لمضايقات عديدة، ومحاولات الإبتزاز و«تحرش جنسي»، ولا أريد أن يغضب مني أحد، أو يفهم البعض إنني أتحدث عن الإعلام كمجال سيء السمعة، لكن للآسف هذه السلوكيات انتشرت وأصبحت تواجه المرأة في كل المجالات، وليس الإعلام فقط، وهناك العديد من الإحصائيات والدراسات التي تؤكد هذا، وتوضح المعاناة التي أصبحت تواجه المرأة العاملة في صد ومواجهة هذه السلوكيات، علما بأن كل هذه الإحصائيات ترصد فقط ما تم الكشف عنه، وما خفي أعظم، فمازال هناك الكثير من النسوة يرفضن التصريح او الاعلان عما تعرضن له وهم كثر.
< .. معنى ذلك أنك ترفضين اعتبار ما تعرضت له حوادث فردية؟
< بالطبع و قد يرى البعض أن جمالي هو السبب، لذلك أقول أن جمالي كان عائق أمامي في أمور عديدة، وعائق أما إستمرار نجاحي وليس سر لصعودي كما يردد البعض.
< هل هذا الأمر هو الدافع لحديثك الدائم ومهاجمتك لحوادث التحرش؟
< بالفعل، هناك حالات عديدة لنساء تعرضن – ويتعرضن - لمثل هذه الأفعال بشكل يومي، وما زاد من انتشار هذه الأفعال أننا نعيش في مجتمع يرفض النظر للمرأة على أنه ضحية في هذه الوقائع، بل يعتبرها شريك في الجريمة لمجرد أنها جميلة، أو لأنها ترتدي ملابس مثيرة في نظر الجاني، لكن دعنا ننظر للشيء الإيجابي في الأمر، وهو أنه أصبحت هناك عقوبات قوية الآن لمن يرتكب هذه الجريمة، من شأنها أن تنهي هذه الأفعال، وأنا أحترم كل امرأة شجاعة أعلنت عن تعرضها للتحرش، وواجهت الجاني، فلولا هؤلاء ما كان هناك عقوبات للجناة.
< ترددت أخبار عن دخولك مجال التمثيل.. ما جديدك في هذا الشأن؟
< قدمت تجربة وحيدة في التمثيل بالتعاون مع المخرج الكبير مجدي أحمد علي في فيلم «طلعت حرب» الذي ضم نخبة من النجوم على رأسهم أحمد وفيق، عبير صبري، سهر الصايغ، وأحمد مجدي، والفيلم تجربة جديدة ومختلفة تضم 4 قصص منفصلة، لكن يجمعها سياق واحد، وأنتهينا من التصوير منذ فترة، وفي انتظار انتهاء مرحلة المونتاج، لكن لم يتحدد موعد طرحه.