فصول من كتاب مديحة .. كيف نخرج من سجن الاغراء؟!

مديحة‭ ‬كامل‭
مديحة‭ ‬كامل‭

محمد‭ ‬سرساوى

فى‭ ‬فترة‭ ‬السبعنيات‭ ‬كانت‭ ‬مديحة‭ ‬مثل‭ ‬الطائر‭ ‬الجميل‭ ‬لكنه‭ ‬غامض‭ ‬ومجهول،‭ ‬وكأن‭ ‬البشر‭ ‬لم‭ ‬يكتشفوا‭ ‬بعد‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬سماته‭ ‬وسلبياته،‭ ‬ويجعلهم‭ ‬فى‭ ‬دهشه،‭ ‬ويثير‭ ‬تساولاتهم،‭ ‬هل‭ ‬مديحة‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬فتاة‭ ‬رومانسية‭ ‬أم‭ ‬فتاة‭ ‬اللعوب‭ ‬أم‭ ‬إمرأه‭ ‬بريئة‭ ‬أم‭ ‬شيطانه؟‭.  ‬كان‭ ‬وجهها‭ ‬أشبه‭ ‬بالأمل‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬

أو‭ ‬شخصية‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬المستقبل‭ ‬لتعيش‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬السبعينيات،‭ ‬تجدها‭ ‬طفلة‭ ‬وإمرأة‭ ‬فى‭ ‬جسد‭ ‬واحد،‭ ‬وساعات‭ ‬ينفصلان‭ ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬الاخر‭ ‬يتحدان،‭ ‬بداخل‭ ‬شخصيتها‭ ‬الفنانة‭ ‬والانسانة‭ ‬و‭ ‬الحبيبة‭ ‬و‭ ‬العاقلة‭ ‬احيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬والمجنونة‭ ‬احيانا‭ ‬أخرى‭ ‬–‭ ‬العصبية‭ ‬والهادئة‭ ‬الشريرة‭ ‬والعليمة‭  ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المتناقضات‭ ‬التى‭ ‬تحمليها،‭ ‬ويظهر‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الشعور‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬تبعا‭ ‬للمؤثر‭ ‬أو‭ ‬الظروف‭ ‬التى‭ ‬تحيط‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬معين‭ ‬بوجودى،‭ ‬لتخرج‭ ‬الى‭ ‬الناس‭ ‬مديحة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬“المديحات”‭.‬

كانت‭  ‬حالة‭ ‬محيرة،‭ ‬تقف‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬معظمها‭ ‬شباب‭. ‬منطقة‭ ‬بلا‭ ‬ملامح‭. ‬ووفى‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬يصبح‭ ‬كثيرون‭ ‬فهى‭ ‬تمدد‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬وأحيانا‭ ‬تضيع‭ ‬ملامحها،‭ ‬مع‭ ‬أنها‭ ‬بلا‭ ‬جدال‭ ‬ممثلة‭ ‬تملك‭ ‬كل‭ ‬الأشياء،‭ ‬موهبة‭ ‬تمثيلية‭ ‬ممتارة‭ ‬وهذا‭ ‬الحكم‭ ‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬لان‭ ‬الجميع‭ ‬يعرفون،‭ ‬وخاصة‭ ‬أهل‭ ‬السينما،‭ ‬وهى‭ ‬صاحبة‭ ‬ملامح‭ ‬تستطيع‭ ‬ان‭ ‬تعقد‭ ‬علاقة‭ ‬سريعة‭ ‬مع‭ ‬المتفرج‭ ‬وهذه‭ ‬المسألة‭ ‬هامة‭ ‬تنقص‭ ‬الكثيرات،‭ ‬وصاحبة‭ ‬قوام‭ ‬جذاب‭ ‬يجعلها‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬وجوداحقيقيا،‭ ‬وصاحبة‭ ‬عقلية‭ ‬جيدة‭ ‬عندما‭ ‬تريد‭ ‬ذلك،‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تريدة‭ ‬فى‭ ‬معظم‭ ‬الاحيان،‭ ‬وبكل‭ ‬هذا‭ ‬تصبح‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬مسألة‭ ‬محيرة‭ ‬فكيف‭ ‬تملك‭ ‬كل‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬فى‭ ‬مكانها،‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بطلة‭ ‬أفلام‭.‬

كانوا‭ ‬المحررين‭ ‬الصحف‭ ‬الفنية‭ ‬يتعجبون‭ ‬حينما‭ ‬يجرى‭ ‬المنتجون‭ ‬والمخرجون‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬وراء‭ ‬الملكات‭ ‬الجمال‭ ‬وفتيات‭ ‬أغلفة‭ ‬المجلات‭ ‬وعارضات‭ ‬الأزياء‭ ‬لتشغيلهن‭ ‬واسناد‭ ‬البطولات‭ ‬إليهن‭ ‬بعد‭ ‬تدريبهن‭ ‬على‭ ‬التمثيل‭ ‬والوقوف‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرا،‭ ‬يتسألون‭ ‬بأن‭ ‬مديحة‭  ‬تملك‭ ‬مقاييس‭ ‬الجمال‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الجميلات‭ ‬الشاشة‭ ‬المصرية،‭ ‬وأنها‭ ‬آجمل‭ ‬من‭ ‬كثيرات‭ ‬اخذت‭ ‬فرصتهن‭ ‬ووصلن‭ ‬الى‭ ‬البطولات‭ ‬المطلقة‭ ‬فى‭ ‬فترات‭ ‬قصيرة‭ ‬ومنهن‭ ‬من‭ ‬ظهرن‭ ‬بعدها،‭ ‬وطرحوا‭ ‬أسئلة‭ ‬الى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المخرجين،‭ ‬وفوجئ‭ ‬بإجابتهم‭ ‬تؤيد‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم،‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭  ‬تملك‭ ‬الجمال‭ ‬وموهبة‭ ‬فنية،‭  ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬يسألوهم‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬فرصتها‭ ‬فى‭ ‬السينما،‭ ‬وما‭ ‬دمت‭ ‬تتمتع‭ ‬بالجمال‭ ‬والموهبة‭ ‬والشكل‭ ‬السينمائى،‭ ‬وفجأة‭ ‬يتغير‭ ‬الحديث‭ ‬بيننا‭ ‬وتدير‭ ‬دفته‭ ‬الى‭ ‬إتجاه‭ ‬أخر‭.‬

والغريب‭ ‬أن‭ ‬مديحة‭ ‬مطلوبة‭ ‬فى‭ ‬التوزيع‭ ‬الخارجى‭ ‬من‭ ‬سبب‭ ‬أعمالها‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬عبر‭ ‬أفلام‭ ‬الغير‭ ‬مصرية‭ ‬تصور‭ ‬بين‭ ‬دمشق‭ ‬وبيروت‭ ‬ينتجها‭ ‬الموزعون‭ ‬الذين‭ ‬يشترون‭ ‬الأفلام‭ ‬المصرية،‭ ‬فلماذا‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬فرصتها‭ ‬فى‭ ‬بلادها،‭ ‬حيث‭ ‬تتمتع‭ ‬بكل‭ ‬مقومات‭ ‬النجمة‭ ‬السينمائية‭ ‬شكلا‭ ‬وموضوعا

هل‭ ‬هو‭ ‬الحظ،‭ ‬يلعب‭ ‬دوره‭ ‬مع‭ ‬مديحة؟،‭ ‬لم‭ ‬يبتسم‭ ‬لها‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬دائما‭ ‬ويبتعد‭ ‬عنها‭ ‬كلما‭ ‬اقتربت‭ ‬منه،‭ ‬فقد‭ ‬لاحت‭ ‬لها‭ ‬عده‭  ‬فرص‭ ‬للقيام‭ ‬بأدوار‭ ‬البطولة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يرشحها‭ ‬المنتجون‭ ‬والمخرجون‭ ‬من‭ ‬اقتناع‭ ‬بقدراتها‭ ‬وامكانياتها‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تذهب‭ ‬الترشيحات‭ ‬فى‭ ‬مهب‭ ‬الريح‭ ‬دون‭  ‬سبب‭ ‬واضح‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬سوء‭ ‬الحظ‭ ‬وتعجب‭ ‬كثيرا‭ ‬حين‭ ‬تعلم‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬اسند‭ ‬الى‭ ‬زميلة‭ ‬اقل‭ ‬منها‭ ‬كفاءة‭ ‬تقول‭ ‬هذا‭ ‬بلا‭ ‬غرور‭ ‬أو‭ ‬حقد‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬لكنها‭ ‬تتعجب‭  ‬من‭ ‬موقف‭ ‬الحظ‭ ‬منها،‭ ‬وتقول‭ ‬لنفسها‭: ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬انا‭ ‬مؤمنة‭ ‬وراضية‭ ‬بما‭ ‬أنا‭ ‬فيه‭ ‬لانة‭ ‬مؤمنة‭ ‬بالله‭ ‬ومؤمنة‭ ‬ايضا‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬مجتهد‭ ‬نصيب‭ ‬بمعنى‭ ‬اننى‭ ‬لن‭ ‬استسلم‭ ‬للحظ،‭ ‬واضح‭ ‬الفرص‭ ‬على‭ ‬نفسى،‭ ‬سأحاول‭ ‬خلق‭ ‬الفرص‭ ‬التى‭ ‬تتيح‭ ‬لى‭ ‬الانطلاق،‭ ‬واثبات‭ ‬جداراتى‭ ‬الفنية‭ ‬التى‭ ‬يحسها‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬

يقولون‭ ‬النقاد‭ ‬وصناع‭ ‬الأفلام‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬مشكلتها‭: ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬حياتها‭ ‬الفنية‭. ‬لمعت‭ ‬مديحة،‭ ‬بدأ‭ ‬أسمها‭ ‬يتردد‭ ‬بسرعة،‭ ‬ثم‭ ‬فجأه‭ ‬اختفت‭ ‬مديحة‭ ‬كامل،‭ ‬وتركت‭ ‬الأرض‭ ‬اتى‭ ‬أكتسبتها‭ ‬فى‭ ‬السينما،‭ ‬وتزوجت‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تتزوج‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الفن،‭ ‬وبدأ‭ ‬اسم‭ ‬مديحة‭ ‬يختفى‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬حتى‭ ‬اختفت‭ ‬تماما‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬اختفت‭ ‬فجأة‭ ‬ظهرت‭ ‬فجأة‭  ‬وبدأت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وتحاول‭ ‬ان‭ ‬تكسب‭ ‬ارضاها‭ ‬التى‭ ‬تركتها‭ ‬لكن‭ ‬اختفاءها‭ ‬اعطى‭ ‬فرصة‭ ‬لممثلات‭ ‬غيرها‭ ‬وقفن‭ ‬على‭ ‬أرضها‭ ‬السينمائية‭ ‬فلما‭ ‬عادت‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬وكان‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وبدأت‭ ‬وبتأثير‭ ‬وجوده‭ ‬السابق‭ ‬استطاعت‭ ‬ان‭ ‬تستعيد‭ ‬بعض‭ ‬أرضها‭ ‬لكن‭ ‬فجأه‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬تختفى‭  ‬مديحة‭ ‬تركت‭ ‬قطعة‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬التى‭ ‬كافحت‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬ومن‭ ‬جديد‭ ‬ظهرت‭ ‬ممثلات‭ ‬احتللن‭ ‬مكانتها‭ ‬التى‭ ‬تركتها‭ ‬لكنها‭ ‬عادت‭ ‬ايضا‭ ‬وكان‭ ‬عليها‭ ‬ان‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ان‭ ‬تحاول‭ ‬استعادة‭ ‬وجودها‭ ‬الى‭ ‬اضاعته‭ ‬مرتين‭.‬

ربما‭ ‬ليس‭ ‬الحظ‭ ‬فقط‭ ‬حيث‭ ‬أكتشفت‭ ‬مديحة‭ ‬حكاية‭ ‬غريبة‭ ‬فقد‭ ‬ألتقت‭ ‬بطريق‭ ‬الصدفة‭ ‬بأحد‭ ‬المنتجين‭ ‬الذى‭ ‬ما‭ ‬كاد‭ ‬يراها‭ ‬حتى‭ ‬أقبل‭ ‬عليها‭ ‬مهنئا‭ ‬بسلامة‭ ‬عودتها‭ ‬من‭ ‬رحلتها‭ ‬فى‭ ‬الخارج‭ ‬وظهرت‭ ‬عليها‭ ‬علامات‭ ‬الدهشة‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تغادر‭ ‬مصر،‭ ‬فأكد‭ ‬لها‭ ‬المنتج‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عنها‭ ‬ليسند‭ ‬إليها‭ ‬بطولة‭ ‬فيلم‭ ‬من‭ ‬إنتاجه،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬قيل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭.‬

وبعد‭ ‬أيام‭ ‬ألتقى‭ ‬بها‭ ‬أحد‭ ‬المخرجين‭ ‬فضرب‭ ‬بجبهته‭ ‬براحة‭ ‬يده‭ ‬وهو‭ ‬يسأل‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬الذى‭  ‬عادت‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ولما‭ ‬أكدت‭ ‬له‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تغادر‭ ‬مصر‭ ‬صرخ‭ ‬متوعدا‭ ‬مساعده‭ ‬بالعقاب‭ ‬لأن‭ ‬أبلغه‭ ‬ان‭ ‬مديحة‭ ‬كامل‭ ‬غير‭ ‬موجوده‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭.‬

واهتمت‭ ‬باجراء‭ ‬تحريات‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬مصدر‭ ‬هذه‭ ‬الإشاعة‭ ‬–اشاعه‭ ‬سفرها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭- ‬وأكتشفت‭ ‬أن‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الكذبه‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ضياع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬كنت‭ ‬مرشحة‭ ‬ببطولتها‭ ‬كما‭ ‬اسندت‭ ‬تحرياتها‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬الأشاعة‭ ‬زميلة‭ ‬تظهر‭ ‬نحوها‭ ‬الود‭ ‬والحب،‭ ‬بينما‭ ‬تأكد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يسأل‭ ‬عنها‭ ‬انها‭ ‬حزمت‭ ‬حقائبها‭ ‬وسافرت‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬ولم‭ ‬تحدد‭ ‬موعد‭ ‬عودتها‭.‬

رفضت‭ ‬ان‭ ‬تعاتب‭ ‬هذه‭ ‬الزميلة‭ ‬والصديقة‭ ‬وكذلك‭ ‬رفضت‭ ‬ان‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أسمها‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬اسألها‭ ‬أحد‭ ‬المنتجين‭ ‬عن‭ ‬أسم‭ ‬مصدر‭ ‬الأشاعة،‭ ‬وقالت‭ ‬لبعض‭ ‬الاصدقاء‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الأشاعة‭ ‬نبهتها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأخذ‭ ‬حذرها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزميله‭.‬

ربما‭ ‬تحتاج‭ ‬مديحة‭ ‬الى‭ ‬مخرج‭ ‬مجنون‭ ‬ليعطيها‭ ‬فرصة‭ ‬حتى‭ ‬يثبت‭ ‬احقيتها‭ ‬لبطولة‭ ‬المطلقة‭ ‬مثلما‭ ‬فعل‭ ‬حسين‭ ‬كمال‭ ‬حين‭ ‬اصر‭ ‬على‭ ‬إسناد‭ ‬بطولة‭ ‬فيلم‭ ‬“نحن‭ ‬نزرع‭ ‬الشوك”‭ ‬الى‭ ‬محمود‭ ‬ياسين،‭ ‬قالوا‭ ‬انه‭ ‬يغامر‭ ‬وقالوا‭ ‬انه‭ ‬مجنون‭. ‬اثبت‭ ‬حسين‭ ‬كمال‭ ‬انه‭ ‬العاقل‭ ‬الوحيد‭ ‬فبعدها‭ ‬اصبح‭ ‬محمود‭ ‬ياسين‭ ‬ورقة‭ ‬رابحة‭ ‬دائما،‭ ‬وهى‭ ‬تحتاج‭ ‬الى‭ ‬حسين‭ ‬كمال‭ ‬نفسه‭ ‬او‭ ‬حسين‭ ‬كمال‭ ‬آخر‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬يحدث‭ ‬هذا،‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬ماذا‭ ‬سوف‭ ‬يحدث‭ ‬لها‭.‬

تقول‭ ‬مديحة‭ ‬حين‭ ‬يسألونها‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬التجاهل‭ : ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬ينسوا‭ ‬دورى‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬“فتاة‭ ‬شاذة”‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬حياة‭ ‬كريستين‭ ‬كيلر‭ ‬عشيقة‭ ‬وزير‭ ‬الحربية‭ ‬البريطانى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬انطلقت‭ ‬الادوار‭ ‬البطولة‭ ‬المطلقة‭ ‬قمت‭ ‬ببطولة‭ ‬“العقل‭ ‬والمال”‭ ‬امام‭ ‬اسماعيل‭ ‬ياسين‭ ‬ثم‭ ‬“30‭ ‬يوم‭ ‬فى‭ ‬السجن”‭ ‬امام‭ ‬فريد‭ ‬شوقى‭ ‬ثم‭ ‬تزوجت‭ ‬وعندما‭ ‬عدت‭ ‬للسينما‭ ‬نحت‭ ‬الصخر‭ ‬لأخذ‭ ‬مكانتى،‭ ‬واستطعت‭ ‬أن‭ ‬أحقق‭ ‬جزء‭ ‬منها،‭ ‬فوقفت‭ ‬ثابته‭ ‬فى‭ ‬الأدوار‭ ‬الثانية‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬مكانى‭  ‬اننى‭ ‬اعطى‭  ‬جهدى‭ ‬لبطلات‭ ‬وضعتهن‭ ‬الصدفة‭ ‬والأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬فى‭ ‬المقدمة‭ ‬مع‭ ‬أنهن‭ ‬بقياس‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يساوين‭ ‬شيئا‭ ‬اننى‭ ‬أحترق‭ ‬فى‭ ‬دورى‭ ‬الثانى‭ ‬وهى‭ ‬ترتاح‭ ‬لتوضع‭ ‬فى‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬ويسمونها‭ ‬“نجمة‭ ‬شباك”‭ ‬كيف‭ ‬أفقد‭ ‬سنيدة‭ ‬لواحدة‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬اضعها‭ ‬فى‭ ‬سلك‭ ‬الممثلات،‭ ‬لأنها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬الا‭ ‬الأشياء‭ ‬الأخرى،‭ ‬والغريب‭ ‬اننى‭ ‬أجد‭ ‬مكانى‭ ‬خارج‭ ‬القاهرة‭ ‬فى‭ ‬بيروت‭ ‬مثلت‭ ‬بطولة‭ ‬أفلام‭ ‬فى‭ ‬نيجريا‭ ‬مثلت‭ ‬بطولة‭ ‬فيلمين‭ ‬وعندى‭ ‬عقود‭ ‬متعدده‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬بيروت‭ ‬وتركيا‭ ‬بمستوى‭ ‬البطولة‭ ‬لكنى‭ ‬لا‭ ‬أريد،‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أحذ‭ ‬بفرصتى‭ ‬فى‭ ‬بلدى،‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أن‭  ‬نطلق‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬فمنها‭ ‬ينطلق‭ ‬الفن‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

مديحة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬رعاية‭ ‬حقيقية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تمنحها‭ ‬سوى‭ ‬مؤسسة‭ ‬السينما‭ ‬انها‭ ‬مثلها‭ ‬عدد‭ ‬اخر‭ ‬ويحتجن‭ ‬فعلا‭ ‬الى‭ ‬هذه‭ ‬الرعاية‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬لهن‭ ‬دعاية‭ ‬وان‭ ‬يعطين‭ ‬فرصا‭ ‬حقيقية‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬انهن‭ ‬سيثبتن‭ ‬جداراتهن‭ ‬وهى‭ ‬جديرة‭ ‬بالبطولة‭.‬

لكن‭ ‬شعار‭ ‬الذى‭ ‬ترفعه‭ ‬مؤسسة‭ ‬السينما‭ ‬يتناقض‭ ‬مع‭ ‬شعار‭ ‬آخر‭ ‬يصرح‭ ‬به‭ ‬المسئولون‭ ‬فيها‭. ‬الشعار‭ ‬الذى‭ ‬يعطلها‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬شباك‭ ‬التذاكر‭. ‬والشعار‭ ‬الذى‭ ‬يتناقض‭ ‬معه‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬كشف‭ ‬الوجوه‭ ‬الجديدة‭ ‬ويجب‭ ‬ان‭ ‬تتحرر‭ ‬المؤسسة‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬الموزعين‭ ‬الذين‭ ‬يتحكمون‭ ‬فى‭ ‬البطولات‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تملك‭ ‬جرأه‭ ‬لإعطاء‭ ‬الفرصة‭ ‬للوجوة‭ ‬الجديدة‭.‬

بالرغم‭ ‬مؤسسة‭ ‬السينما‭ ‬اعطت‭ ‬الفرص‭ ‬للوجوة‭ ‬الجديدة‭ ‬لكن‭  ‬بأسلوب‭ ‬خطأ‭ ‬فقد‭ ‬أحضرت‭ ‬فتيات‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬سينما‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬خبره‭ ‬او‭ ‬اجتذبت‭ ‬فتيات‭ ‬من‭ ‬نادى‭ ‬الجزيرة‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬دراية‭ ‬اعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأسلوب‭ ‬الأمثل‭ ‬هو‭ ‬تطوير‭ ‬الوجوه‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بالادوار‭ ‬الثانوية‭ ‬على‭ ‬أعتبار‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الأدوار‭ ‬إمتحان‭ ‬لها،‭ ‬الوجوه‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬المؤسسة‭ ‬وجوه‭ ‬فجه،‭ ‬لم‭ ‬تنضج،‭ ‬لهذا‭ ‬فشلت،‭ ‬وتقولين‭: ‬ان‭ ‬مؤسسة‭ ‬السينما‭ ‬ليست‭ ‬صادقة‭ ‬مع‭ ‬نفسها‭ ‬حين‭ ‬تتيح‭ ‬الفرص‭ ‬تتيحها‭ ‬لبنات‭ ‬النوادى‭ ‬غير‭ ‬ذوات‭ ‬الخبرة‭ ‬أو‭ ‬للجميلات‭ ‬لمجرد‭ ‬إنهن‭ ‬جميلات،‭ ‬والأولى‭ ‬بها‭ ‬ان‭ ‬تعمم‭ ‬اعواد‭ ‬من‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬وتعرف‭ ‬خبراتهن‭ ‬وتعطيهن‭ ‬فرصا‭ ‬بقدر‭ ‬تطورهن،‭ ‬فلما‭ ‬القت‭ ‬هذا‭ ‬القفاز‭ ‬تلقفته‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬أخرى‭ ‬وكن‭ ‬حربا‭ ‬عليها‭ ‬لان‭ ‬السينما‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬حتى‭ ‬بأخلاق‭ ‬الغابة‭ ‬فى‭ ‬الغابة‭ ‬يشبع‭ ‬الاسد‭ ‬فلا‭ ‬يلتهم‭ ‬فريسته‭ ‬أهل‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يشبعون‭. ‬

ويسألون‭ ‬مديحة‭ ‬ما‭ ‬الذى‭ ‬يحكم‭ ‬توزيع‭ ‬الادوار‭ ‬اذن؟،‭ ‬وتجيب‭: ‬يجى‭ ‬من‭ ‬يساومنى‭  ‬مخرج‭ ‬قالها‭ ‬لى‭ ‬لماذا‭ ‬أخذك‭ ‬بطلة‭ ‬لافلامى‭ ‬هل‭ ‬دفعت‭ ‬لى‭ ‬شيكا‭ ‬وهل‭ ‬سهرت‭ ‬معى‭ ‬ليلة‭ ‬واسمعى‭ ‬يا‭ ‬حالمة‭: ‬الحياة‭ ‬تبادل‭ ‬منافع‭ ‬ومالم‭ ‬احصل‭ ‬منك‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬هذين‭ ‬الأمرين‭ ‬فلن‭ ‬تكونى‭ ‬بطلة‭ ‬افلامى‭. ‬شئ‭ ‬أخر‭ ‬يحدث‭ ‬هو‭ ‬المناقضة‭ ‬الاجور‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬الطريق‭ ‬رشوه‭ ‬مخرج‭ ‬بمبلغ‭ ‬هذا‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬الامر‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقطاع‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تخفيض‭ ‬الأجر‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وأنا‭ ‬لا‭ ‬أقبل‭ ‬دفع‭ ‬الرشوه‭ ‬ولا‭ ‬تخفيض‭ ‬أجرى،‭ ‬لهذا‭ ‬لا‭ ‬اعمل‭ ‬الا‭ ‬نادرا‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬تقوم‭ ‬بالادوار‭ ‬المتلاحقه‭ ‬وتكون‭ ‬النتيجة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬يخدمها‭ ‬فالظهور‭ ‬فى‭ ‬الافلام‭ ‬المتتابعه‭ ‬يفرض‭ ‬الاسم‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬ولابد‭ ‬أن‭ ‬دورا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬خمسة‭ ‬ادوار‭ ‬سيضيف‭ ‬اليها‭ ‬شيئا،‭ ‬اسمح‭ ‬لو‭ ‬صورتنى‭ ‬مائة‭ ‬صورة‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬بينها‭ ‬عشر‭ ‬صور‭ ‬رائعه‭ ‬أم‭ ‬لو‭ ‬صورتنى‭ ‬عشرة‭ ‬صور‭ ‬ربما‭ ‬تجد‭ ‬واحدة‭  ‬رائعه‭ ‬أو‭ ‬ام‭ ‬تجد‭  ‬أحيانا‭ ‬كثيرة‭ ‬تفكر‭ ‬مديحة‭ ‬فى‭ ‬الاعتزال،‭ ‬ويعذبا‭ ‬أن‭ ‬تلتقى‭ ‬بالناس‭ ‬الذى‭ ‬يحبون‭ ‬فنها‭ ‬فيقولون‭ ‬لك‭ ‬متى‭ ‬تقومين‭ ‬بدور‭ ‬بأدورا‭ ‬البطولة‭ ‬فتقولين‭ ‬لهم‭: ‬قولوا‭ ‬هذا‭ ‬المسئولون‭ ‬عن‭ ‬الفن‭.‬

تقول‭ ‬مديحة‭ ‬لنفسها‭: ‬أريد‭ ‬مخرجا‭ ‬مخلصا‭ ‬حتى‭ ‬يقدمنى‭ ‬بمكانتى‭ ‬التى‭ ‬استحقها‭ ‬واذا‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬كذلك‭ ‬اتمنى‭ ‬ناقدا‭ ‬موضوعيا‭ ‬ويقول‭ ‬لى‭ ‬اننى‭ ‬لا‭ ‬اصلح‭ ‬وساعتها‭ ‬ثق‭ ‬أننى‭ ‬سوف‭ ‬أترك‭ ‬السينما‭ ‬واتزوج‭ ‬واتفرغ‭ ‬لحياتى‭ ‬الزوجية‭ ‬ولقد‭ ‬منحت‭ ‬السينما‭ ‬عمرى‭ ‬وضحيت‭ ‬من‭ ‬اجلها‭ ‬بكل‭ ‬شئ‭ ‬وبقى‭ ‬ان‭ ‬تقدم‭ ‬لى‭ ‬بعضا‭ ‬مما‭ ‬قدمته‭ ‬لها‭.‬

بعد‭ ‬رجوع‭ ‬مديحة‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬حينما‭ ‬عادت‭ ‬الى‭ ‬القاهرة،‭ ‬اقبل‭ ‬عليها‭ ‬شباب‭ ‬معهد‭ ‬السينما‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬مخرجين‭ ‬جدد‭ ‬لهم‭ ‬رؤى‭ ‬فى‭ ‬الفكر‭ ‬والصورة‭ ‬والكلمة‭ ‬التى‭ ‬تقال،‭ ‬وهم‭ ‬يعرفون‭ ‬مديحة‭ ‬لانها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تبخل‭ ‬على‭ ‬طلبة‭ ‬السنوات‭ ‬النهاية‭ ‬ببطولات‭ ‬افلامهم‭ ‬القصيرة‭ ‬التى‭ ‬يتقدمون‭ ‬بها‭ ‬لامتحانتهم‭ ‬حيث‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬مخرجى‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬أفلامهم‭ ‬الروائية‭ ‬الطويلة‭ ‬ولا‭ ‬ترفض‭ ‬التعاون‭ ‬معهم‭ ‬ايمانا‭ ‬منها‭ ‬بأنهم‭ ‬براعم‭ ‬مثقفة‭ ‬ستكون‭ ‬عملة‭ ‬جيدة‭ ‬تطرد‭ ‬العملة‭ ‬السيئة‭ ‬لا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غدا‭ ‬فبعد‭ ‬غد،‭ ‬قد‭ ‬قدمها‭ ‬على‭ ‬عبد‭ ‬الخالق‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬“أغنية‭ ‬على‭ ‬الممر”‭ ‬فأحبت‭ ‬الشخصية‭ ‬وقصة‭ ‬الفيلم‭ ‬حيث‭ ‬يجيب‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬حياة‭ ‬المصريين‭ ‬قبل‭ ‬الحرب؟،‭  ‬وفى‭ ‬فيلم‭ ‬“ظلال‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاخر”‭ ‬دعاها‭ ‬غالب‭ ‬ثروت‭ ‬للبطولة،‭ ‬فقرأت‭ ‬السيناريو‭ ‬واعترضت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬مشاهده‭ ‬وطالبت‭ ‬بتعديلها‭ ‬ولم‭ ‬توقع‭ ‬العقد‭ ‬حتى‭ ‬تقرأ‭ ‬التعديل‭. ‬هذا‭ ‬حقها‭ ‬غير‭ ‬انها‭ ‬فوجئت‭ ‬بالمخرج‭ ‬يدعوها‭ ‬الى‭ ‬التصوير‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬توقع‭ ‬العقد،‭ ‬فطلبته‭ ‬لكى‭ ‬تستجلى‭ ‬الموقف‭ ‬فقال‭ ‬لها‭: ‬ما‭ ‬طلبتها‭ ‬من‭ ‬التعديل‭ ‬يجرى‭ ‬العمل‭ ‬فيه‭ ‬أما‭ ‬غدا‭ ‬فسوف‭ ‬نبدأ‭ ‬تصوير‭ ‬مشاهد‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬عليها‭ ‬فاحبت‭ ‬صدق‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬المخرج‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬القديم‭ ‬لا‭ ‬فكرعليه‭ ‬ان‭ ‬تضع‭ ‬شروطها‭ ‬أو‭ ‬تلمح‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬نفسها‭.‬

كانت‭ ‬أسيرة‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬الفتاة‭ ‬الشريرة،‭ ‬وكانوا‭ ‬المنتجون‭ ‬والمخرجين‭ ‬يتأملون‭ ‬ملامح‭ ‬وجهها،‭ ‬ويقولون‭: ‬علامة‭ ‬استفهام‭ ‬محيرة‭ ‬تجعل‭ ‬شخصيتها‭ ‬مغلفه‭ ‬بالغموض،‭ ‬فاذا‭ ‬تأملت‭ ‬هذا‭ ‬الوجه‭ ‬عن‭ ‬قرب،‭ ‬فأنك‭ ‬لا‭ ‬تدرى‭ ‬اذا‭ ‬كان‭ ‬يضمر‭ ‬لك‭ ‬خيرا‭ ‬أم‭ ‬شرا؟،‭ ‬انها‭ ‬جميلة‭ ‬حقا،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الجمال‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الشيطانى‭ ‬وليس‭ ‬الملائكى،‭ ‬يجعل‭ ‬أنسب‭ ‬الأدوار‭ ‬الشريرة‭ ‬المكروهة‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬الجانب‭ ‬الانسانى‭ ‬السئ‭. ‬وقامت‭ ‬بأفلام‭ ‬عديدة‭ ‬دور‭ ‬الفتاة‭ ‬الشريرة،‭ ‬والمثيرة‭ ‬واللعوب،‭ ‬والاستقراطية‭ ‬

أراد‭ ‬المخرجين‭ ‬حصار‭ ‬مديحة‭ ‬فى‭ ‬أدوار‭ ‬الاغراء‭ ‬حيث‭ ‬تتمتع‭  ‬من‭ ‬نضاره‭ ‬الشباب‭ ‬وروعة‭ ‬الجسد‭ ‬وسحر‭ ‬الأنثوى،‭ ‬وتجيب‭ ‬حين‭ ‬يسألونها‭ ‬لماذا‭ ‬صناع‭ ‬السينما‭ ‬يختارونا‭ ‬فى‭ ‬دور‭ ‬الاغراء‭: ‬مخرجون‭ ‬السينما‭ ‬دائما‭ ‬يتأملونى‭ ‬بأن‭ ‬فتاة‭ ‬مثيرة‭ ‬وشبهونى‭ ‬بكلوديا‭ ‬كردنالى‭ ‬فى‭ ‬سخونة‭ ‬أدائها‭ ‬وكنت‭ ‬أخجل‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬الاغراء‭ ‬وأرفضها،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬أداء‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬ليس‭ ‬عيبا،‭ ‬ان‭ ‬الاصرار‭ ‬المخرجين‭ ‬على‭ ‬اسناد‭ ‬هذه‭ ‬الادوار‭ ‬لى‭ ‬يعتبر‭ ‬ميزة‭  ‬غير‭ ‬متوفرة‭ ‬فى‭ ‬غيرى‭ ‬من‭ ‬الممثلات‭ ‬لم‭ ‬أنها‭ ‬موهبة‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬أستغلها‭  ‬ولا‭ ‬اعتقد‭ ‬انه‭ ‬توجد‭ ‬ممثلة‭ ‬بعد‭ ‬هند‭ ‬رستم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لى‭ ‬مثلى‭ ‬الأعلى‭ ‬ولست‭ ‬خلفيتها‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الانسان‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬على‭ ‬جسمه‭ ‬جلد‭ ‬غيره،‭ ‬ولا‭ ‬يهم‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬عظيما‭ ‬مثله‭ ‬ولكن‭ ‬له‭ ‬شخصية‭ ‬واسلوب‭ ‬يختلف‭  ‬عنه‭.‬