الصدمات والإحباط.. وراء ارتفاع معدلات الانتحار في الجيش الأمريكي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشف تقرير أمريكي جديد حول ظاهرة انتحار جنود المارينز بعد عودتهم من الخدمة إلى بلادهم، عن ارتفاع عدد المنتحرين بينهم خلال السنوات الماضية على الرغم من أن أعدادهم ليست كبيرة، الا ان هذا أثار مخاوف مسئولين أمريكيين من تداعيات ذلك الأمر على مستقبل أقوى جيوش العالم، إذ يعد الانتحار حاليًا السبب الرئيس الثاني للوفاة بين العسكريين الأمريكيين.

وقد رصد تقرير أصدره "البنتاجون" في شهر سبتمبر الماضي إلى ارتفاع معدلات انتحار الجنود الأمريكيين أثناء الخدمة بشكل كبير، إذ ارتفعت النسبة من 18.5 حالة انتحار لكل 100 ألف جندي عام 2013، إلى 24.8 حالة عام 2018.

وجاء هذا التقرير بعد انتحار 3 بحارة أمريكيين، يعملون على متن حاملة الطائرات "جورج دبليو بوش" في أواخر شهر سبتمبر الماضي، ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات الانتحارية لأفراد الطاقم إلى 5 خلال العامين الماضيين.

وفي العام الماضي سجلت قوات البحرية الامريكية، 68 حالة انتحار في الخدمة الفعلية، أي حوالي 20.7 لكل 100 ألف شخص، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بأحدث معدل مدني متاح لعام 2016، والذي بلغ 26.8 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص. وتشمل غالبية تلك الحالات الجنود الأصغر سنًا (25 سنة أو أقل)، والذين لم يشاركوا في أعمال القتال أو لم يروها.
 

ليست البحرية فقط 

بحسب التقرير السنوي لعمليات الانتحار، فقد سُجلت 541 حالة انتحار في صفوف الجيش الأمريكي عام 2018، بينهم 187 مجندين، و79 بحارًا، و77 من المارينز، و63 طيارًا، بالإضافة إلى 118 من الحرس الوطني للجيش، و17 من أعضاء الحرس الوطني الجوي. وكانت الأسلحة النارية هي الطريقة الأكثر شيوعًا للانتحار بين العسكريين، إذ تمثل أكثر من 60% من جميع حالات الانتحار التي وقعت.

وأشار التقرير أيضًا إلى أن هناك زيادة سنوية بمعدل 6% من الوفيات كل عام، وأن الرجال المجندين الذين تقل أعمارهم عن 30 مثلوا نحو 60% من حالات الانتحار في عام 2018. 

ونُشر التقرير لأول مرة معدلات الانتحار بين أفراد الأسر العسكرية، وكان معدل انتحار الأزواج العسكريين 9.1 لكل 100 ألف من الإناث، و29.4 لكل 100 ألف للأزواج الذكور.

ما الأسباب وراء الانتحار؟

لم يقدم تقرير البنتاجون المشار إليه أي شرح لأسباب زيادة حالات الانتحار بين الجنود، ومع ذلك يرى عدد من المحللين أن أسباب تزايد معدلات الانتحار "كثيرة ومعقدة" وتُنذر بحدوث أزمات خطيرة في المستقبل.

ويرى بعض الخبراء إن من الأسباب الأساسية وراء ارتفاع تلك الظاهرة هي العمليات العسكرية المتزايدة، وضغوط ما بعد الصدمة، وسوء استخدام العقاقير الطبية، والمشكلات المادية الشخصية.

كما أظهرت إحصائيات لوزارة الدفاع الأمريكية أن الاعتداءات الجنسية، والإفراط في الكحوليات، والعنف المنزلي، تتكرَّر من الجنود العاملين في الخدمة بشكل كبير.

وأشارت بعض الدراسات إلى أن الإحراج من طلب المساعدة يمنع الكثير من الجنود من الحصول على العلاج الذي يحتاجونه، وهو ما يزيد من فرص تعرضهم للانتحار.

وهو ما أشار إليه قائد العمليات البحرية، "مايك جيلداي"، في تعليقه على حادث انتحار 3  بحارة أمريكيين، قائلًا: «البحارة غالبًا ما تظهر عليهم علامات الضيق، لكن زملاءهم من أعضاء الخدمة لم يتمكنوا من التعرف على مؤشرات لخطر الانتحار»، مشددًا على أهمية أن يشعر البحارة بالراحة، وأن يكون لديهم الشجاعة لطلب المساعدة دون خوف من الحكم أو العواقب.

ويمكن القول إجمالا أن الأسباب الرئيسية لانتحار الجنود الأمريكان هي: حالات الإحباط، والانهيار العصبي، والخواء النفسي والروحي، المختلط بالإحساس بالذنب لقتل الأبرياء يكون الدافع الرئيسي وراء إقدام العسكريين على الانتحار.