خاص| رئيس منتدى أئمة فرنسا: قرارات قيس سعيد شجاعة.. ويجب محاكمة الإرهابيين

قيس سعيد
قيس سعيد

- الشيخ شلغومي: أمن تونس خط أحمر.. ونسير على خطى مصر في مواجهة الإرهاب 

- أطالب الشعب بالالتفاف حول الرئيس.. والشعب يريد طرد النهضة 
 

وصف  الشيخ حسن شلغومي - رئيس منتدى أئمة فرنسا-  قرارات الرئيس قيس سعيد بأنها شجاعة وقوية وتوحي بأنه شخصية مسئولة لديها إحساس بالوطنية ويخاف على أمن الدولة والمواطنين. 

وقال "شلغومي" - في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"-: اليوم  كان عيد الجمهورية في ٢٥ يوليو، ونزل المواطنون للاحتفال به لأنهم يؤمنون بالجمهورية ، وخرجوا ليعبروا عن رفضهم لسياسة السنوات العشر الماضية في تونس من تدهور الوضع الاقتصادي والقدرة الشرائية، والتدهور على مختلف المستويات.

وأضاف أن إدارة الدولة وهيبتها تراجعت، ولذلك خرج المواطنون يعبروا عن رأيهم، لم يكن بالعنف ولكن هجموا على مواقع ومقار النهضة مثلما فعلوا مع الحزب الدستوري في ٢٠١٠ و٢٠١١ أثناء الربيع العربي، وخرج الشباب الذين كانت أعمارهم ١٥ إلى ١٧ سنة في الربيع العربي، وهم الآن أعمارهم تبدو 30 عاماً.

وحول الأسباب التي دفعت الأمور في تونس للتفجر بهذا الشكل، وأعقبها قرارات الرئيس قيس سعيد، قال "شلغومي": "لم ير الشعب التونسي ما يهيء له حياته، أو يحقق طموحاته، فخرجوا ليعبروا عن رفضهم لبقاء الإخوان في السلطة". 

وعن رؤيته للقرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، قال "شلغومي": "الرئيس اتخذ هذه القرارات وقام بواجبه بنص المادة رقم ٨٠ من الدستور كرجل دولة، أقدم عبر اتخاذ هذه القرارات لإنقاذ البلاد مما آلت إليه من تردي في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية. 

وحول معارضة "الغنوشي" وجماعته للقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية، قال "شلغومي": "أي برلمان لم تكن يده ملوثة لا بالدم ولا المال ما الخشية من تجميده والتلويح بمحاسبة نوابه؟  لأنه سيعود قريباً، والبرلمان ليس له أي صلاحية لعب دور في تعطيل دور الدولة وتغييب وتهميش دور الرئيس، وبالتالي تجميد نشاط الإخوان هو تجميد حركة النهضة وهي ذراع جماعة الإخوان السياسية والأمنية. 

وحول توقعاته بالصدام بين الإخوان والشعب، قال "شلغومي": "نسأل الله ألا يكون ذلك تجربتنا دائما، فحركة النهضة ومن ينتسبون لها لا يقبلون بالنتائج ولا يقبلون بأي قرار لأنهم يعتقدون أنهم ممثلون لله في أرضه وشريعته ودينه، وللأسف الشديد يمكن وقد بدأت على مواقع التواصل التي تتبعهم عمليات التهديد والوعيد وإرهاب الناس وهذا أسلوبهم، يمرون إلى العنف مثلما فعل الإخوان في مصر وهذا رد عليه الرئيس أن من سيحمل السلاح ستتصدى له القوات المسلحة والشرطة".

وصف الشيخ "شلغومي" القرارات التي أصدرها الرئيس قيس سعيد، بأنها قرارات صائبة ستبعد حركة النهضة عن السياسة، ولكن سيبقى لها أنصارها، والأحداث ستقرر خلال الأيام القادمة الحال السياسي والاقتصادي في تونس. 

وطالب "شلغومي" الشعب التونسي، أن يلتف حول رئيسه وشرعية الشعب، فالشعب الذي خرج في مصر وقال لا للدم ولا للفتنة وتقسيم الوطن، هو نفس الشيء الذي حدث في تونس، مشيرا إلى أنه لابد أن يلتف الجيش حول الشعب ويقف المواطنين مع الرئيس، على الأقل ليخرجوا رافعين راية الوطن ليقفوا خلف الرئيس، وهذا للوطن الذي سقط له شهداء من أجل التحرر، والنهضة تدعوا أنصارها للنزول والاعتصام أمام البرلمان. 

ويعود "شلغومي" بالذاكرة إلى الوراء قليلاً حيث أحداث الربيع العربي، والهتافات التي كانت تتردد وقتها "الشعب يريد"، فيقول: "نحن  الآن نريد أن نراها واقعية وحقيقية، لابد أن ينزل الشعب ليؤكد مطالبه بجانب الدولة والرئيس والاستقرار". 

وحول المحاكمات المرتقبه للنواب المنتمين لحركة النهضة، قال "شلغومي": "بعض النواب لهم ارتباطات، وحزب ما يسمى بالكرامة وهو حزب الإجرام وغيرهم متطرفين ومتهمين بالدواعي والعمليات الإرهابية، ومنهم من له صلة مباشرة أو غير مباشرة بقتل الفرنسي "صاموئيل باتي"، هؤلاء بعضهم ينتمون للذراع السياسي، وآخرين ينتمون للجناح العسكري فليأتي اليوم بمحاسبة من حققوا الثراء الفاحش في ظل تجويع الشعب، وقضية التسفير إلى بؤر الإرهاب، وأصبحوا أدوات لتدمير بلدان مثل سوريا والعراق وفرنسا، وقضايا الاغتيالات والإرهاب". 

ويرى "شلغومي"، أنه يجب  احترام ارادة الشعب، فالمواطن التونسي يقول كلمته، ولكن النهضة والارهابيون الذين يتبعونها هذا أسلوبهم كما رأيناه في رابعة في مصر، الشعب أعطاهم فرصة 10 سنوات وللأسف الشديد غير متحملين المسئولية، وتطور الوضع من السيء إلى الأسوأ. 

وحول حركة الشارع التونسي وإمكانية الصدام مع النهضة وأعوانها، قال "شلغومي": "هو شارع سلمي ليس شارعاً صدامياً، لكن هناك خط أحمر إذا تعلق الأمر بأمنه، ورأينا كيف خرج الشعب ليعبر عن رأيه، لم نرى أعلام خارجية ولكنهم توانسة وكلهم من جيل الشباب، ورأينا تحرك الشعب على التواصل الاجتماعي للتنديد بإجرام جماعة الإخوان والنهضة. 

وعن مستقبل تونس بعد قرارات الرئيس قيس سعيد، قال "شلغومي": "المستقبل بيد الله كما قال أبو القاسم الشابي: "فلا عاش في تونس من خانها"، وعندنا في المثل الشعبي يقول "البحر يلفظ الحوت الميت"، كذلك الشعب سيرفض ويلفظ هؤلاء مع أن هناك ثمن في ظل وجود أياد خارجية لها مصالح في ليبيا مثل تركيا وقطر، لكن الجزائر تنظر لمصلحة الشعب التونسي، والآن خرج الشعب يقول لهم أعطيناكم حق الصندوق أعطونا حقنا". 

وطالب "شلغومي" باستفتاء على البرلمان، وقانون الأحزاب ودور رئيس الجمهورية، لأن حركة النهضة أسست الدساتير على مقاييسهم بألا يحكم أحد في البلد إلا هم، وضعفوا الزئاسة والجمهورية  ورئيس الجمهورية هو الذي يختار الحكومة وهذا المسار سيمشي وأمريكا وأوروبا يهمهم مصالحهم في المنطقة في بلدان مثل ليبيا، وأتمنى أن تمشي تونس مثلما كانت في عهد "الحبيب بورقيبة"، وتتعاون معنا الدول الأوروبية. 

وحول تكليف "خالد اليحياوي"، للإشراف على وزارة الداخلية، يرى "شلغومي" أنه من الشخصيات الوطنية، فهو مدير الأمن الرئاسي، ورحل كفؤ لذلك في هذه اللحظة الصعبة، مرجحاً أن يكون له دور في المحاكمات ولمواجهة الجماعة الاخوانية والسلفية وغيرهم، كذا حماية البلاد من الأخطار الخارجية بالنظر لما يحدث في ليبيا لأجل أمن تونس.