اشاع مجموعة من الأجانب المهوسين بالأهرامات وأسرارها بوجود نفق يصل بين أبو الهول والهرم الأكبر، مع وصله بمكتبي بهضبة الجيزة! لدخولي وأكتشاف أثار واسرار قارة الأطلانتس

فجأة ودون مقدمات تداول الناس في كل مكان إشاعة انتشرت علي شبكة الانترنت قبل ظهور وسائل التواصل الإجتماعي وكان المتاح فقط في ذلك الوقت من أوائل التسعينات من القرن الماضي هو تبادل الأخبار والرسائل الأليكترونية. أما الإشاعة فتقول أنني عثرت علي نفق يصل بين أبو الهول والهرم الأكبر، وأنني قمت بعمل وصله من هذا النفق ليتصل بفتحة دخول وخروج من داخل الحمام الخاص بمكتبي بهضبة الجيزة! هذا الحمام يقع خلف مكتبي حينما كنت مديراً لأهرامات الجيزة؟ وروج أصحاب هذة الشائعة وهم مجموعة من الأجانب المهوسين بالأهرامات وأسرارها بأنني في كل أسبوع أختار الوقت المناسب للدخول إلي النفق من خلال الفتحه الموجودة بالحمام، وأذهب لأكتشف أثار واسرار قارة الأطلانتس، ثم أعود مرة أخري إلي مكتبي لأقوم بدفن أسرار الأطلانتس المفقودة؟!
كانت الرسائل تنهال علي من كل مكان وكان منها رسائل لأجانب غاضبين ومصدقين أنني أقوم بإخفاء أثار القارة المفقودة وأسرار علمائها الذين بنوا الأهرامات حسب زعمهم! ولم يكن أمامي سوي أنني قمت بإحضار مصور ليلتقط عدة صور لحمام المكتب وقمت بنشرها علي الأنترنت لكي يري ويتأكد هؤلاء أنه لا وجود لأي آنفاق بالحمام. ولولا قيامي بنشر الصور لاستمرت الشائعة إلي الأبد. وتزامنت هذة الشائعة مع قدوم شاب في الثلاثينات إلي مكتبي ليقول لي أنه يعرف مكان وجود مزامير داود؟! وقال بأنها أسفل الهرم الأكبر، وطلب أن يقوم بعمل حفائر أسفل الهرم. هذا الشاب كان يعمل عامل شحن. وأخبرته أن أي شخص يعمل كأثري لابد له من الحصول علي درجة علميه في دراسة الأثار. بعدها عرفت أن بعضا من أهل نزلة السمان المجاورة للأهرامات قاموا بصيد الشاب وأوهموه بأنني أقف ضده، وانهم يستطيعون مساعدته لتحقيق حلم حياته بالعثور علي مزامير داود.. وبالطبع انصرفوا عنه بعد أن أنفق أخر جنيه معه.
وكان من أهم ما قمت به حول تمثال أبو الهول هو إعادة حفر المقابر البئرية التي تعود إلي العصر الصاوي والفارسي (الأسرتين ٢٦، و٢٧) والتي كانت الإشاعات أيضاً تنتشر حولها بوجود أنفاق تؤدي إلي تمثال أبو الهول. وقمت والفريق المعاون لي بالكشف عن أثار بديعة بهذة الدفنات من حلي وأثاث جنائزي وتماثيل الشوابتي الرائعة الجمال، ولكننا لم نكشف عن أي أنفاق سرية تؤدي إلي أبو الهول أو إلي الأهرامات. وصلت أعداد المغامرين والمهوسين بالحضارة المصرية القديمة إلي الملايين، وكان بإمكاننا أن نستفيد منهم ونحقق طفرة سياحية غير مسبوقة لو أننا أحسنا إستغلال ما نملك من أثار وأسرار.