في ذكرى وفاة «نادرة».. المطربة التي غارت منها أم كلثوم وأنقذها معاش عبد الناصر

المطربة نادرة
المطربة نادرة

تمر اليوم الذكرى الحادية والعشرون على وفاة المطربة المصرية نادرة، التي توفيت في 24 يوليو من العام 1990.

ولدت نادرة في 7 يوليو 1906 في حى عابدين لأب مصرى من رشيد بالبحيرة، فيما كانت أمها لبنانية الأصل، ولذلك اعتقد كثيرون أن «نادرة» شامية، وحين توفيت أمها كان عمر نادرة سنتين، سافر والدها لأمريكا وتزوج واستقر فتولت عمتها وجدتها لأبيها رعايتها.

 بدأت علاقة «نادرة» بالغناء حين كانت في الابتدائية فكانت تهرب مع بعض زميلاتها إلى حديقة كانت قريبة من منزلها، وتغنى لرفيقاتها وعندما كانت تعود متأخرة كان عمها يضربها، وهو ما دفعهم لأن يزوجوها وهي في سن الثالثة عشرة، وبعد ستة أشهر من الزواج هربت فطلقها زوجها، وكان الفن هو شغلها الشاغل وظلت تمارس الغناء في حفلات أسرية ضيقة حتى التقت عازف الكمان المعروف سامى الشوا في إحدى هذه الحفلات وشجعها على احتراف الغناء ثم درست العزف على العود على يد يوسف عمران وعلم «نادرة» غناء الموشحات، ووقف سامى الشوا بجانبها حتى غنت في حفلة عامة على مسرح رمسيس في أوائل الثلاثينيات، وفى 1932 قامت ببطولة فيلم أنشودة الفؤاد أمام جورج أبيض، ومن أشهر أغانى«نادرة» غنائياتها الدينية بالإذاعة دعاء «يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا» وهى من تلحينها. كما ساهمت في الأغانى الوطنية.

بأناملها عزفت على أوتار العود فأطربت الآذان وصنعت ألحانا خلدت بها اسمها في عالم الغناء والطرب، أسرت القلوب بعذوبة صوتها، حتى غارت منها كوكب الشرق فتنافست معها.

أجادت نادرة العزف والغناء، ففتح لها كازينو بديعة مصابني أبوابه أمامها، فتألقت على مسرحه بالعزف والغناء، تلألأت في ظهورها كالنجمة الساطعة التي جذبت الأنظار إليها وحدقت الأعين بها وطربت الآذان بصوتها، حتى تألقت في عالم الغناء، واتجهت للتمثيل، فلعبت دور البطولة فى الفيلم الغنائي الأول من نوعه في تاريخ السينما المصرية، "أنشودة الفؤاد"، ومن أهم أغاني الفيلم تلك التي كتبها شاعر القطرين خليل مطران ولحنها زكريا أحمد "يا بحر النيل يا غالي"، وقصيدة "أمسعدي أنت في مرادي"، و"يا أيها البلبل الحنون"، وبعد نجاحها رغب ومحمد عبد الوهاب فى أن تشاركه نادرة بطولة فيلمه "الوردة البيضا"، لكنها رغبتها في تولي رياض السنباطى تلحين أغانيها فى الفيلم، كان سببا في الخلاف بينها وبين عبد الوهاب لينتهي الاتفاق بينهما قبل أن يبرم.

توهجت نادرة في عالم الغناء، حتى غارت منها أم كلثوم، وتنافست معها بعد شعبيتها المتزايدة يوما بعد يوم، وتفردت بمكانة خاصة، فغنت للجيش المصري أيام حرب فلسطين، فأبدعت في غناء "يا مصرى قوم احمِ الوطن"، وكانت أول مطربة تغني للجيش المصري، فذاع صيتها أكثر، حتى لحن لها عمالقة مثل رياض السنباطى، ومحمد القصبجى، ومحمد عبد الوهاب.

ولا يعلم الكثيرون اليوم أن كلمات أغاني "لما بدا يتسنى.. ما احتيالى يا رفاقى.. بين الزهور والمية"، أن أصولها تعود إلى المطربة نادرة أمين، التي غنتها بكلمات عباس العقاد، لتمر عقود وتبقى تلك الأغنية حاضرة في الأذهان، لم تتوقف نادرة عند ذلك النجاح فحسب، فاتجهت للتنويع وأنشدت دعاءًا دينيا للإذاعة المصرية.

ظلت نادرة أمين في توهجها حتى قررت الاعتزال في منتصف ستينات القرن الماضي، لتعيش أواخر أيامها حبيسة الجدران، لا ينقذها سوى معاش قرر الراحل جمال عبد الناصر صرفه لها، حتى رحلت عن عالمنا عام 1990 عن عمر يناهز 84 عامًا، بعد حياة أثرت بها عالم الطرب والغناء.