إيمان البحر درويش ..النجم الذي هوي

ايمان البحر درويش
ايمان البحر درويش

هيثم وحيد

مبدئيا أنا من عشاق ايمان البحر درويش كفنان لا يختلف على صوته وأدائه وكانت كاريزمته الفنية التي كان يتمتع بها أحدا .. كما أنه بعيدا عن الفن من حقه كإنسان ومواطن يتكلم في شئون بلاده الحياتية. ولكن دون تطاول على احد او بالتدخل في شئون لا يعلم خباياه الا من هم مسئولين عنها ويصعب عليهم الافصاح عن تفاصيلها..وبالتالي لا يحق لي الحديث في شيء لا أعلمه.

 فضلا عن إيمان البحر درويش المطرب صاحب الصوت الرقيق والأغاني المتميزة كلمة ولحن سواء رومانسية أو وطنية أو حتى خفيفة تعد من أهم الأغنيات عبر تاريخ الفن المصري بل والعربي.. كان لا يجب ان يظهر بهذه الصورة الخارجة عن الإطار واللياقة واللباقة والكاريزما التى كان يتمتع بها إيمان البحر فى أذهان جمهوره .. وذلك يعود الى قوة الرفض التى تجعل الفنان يعيش فى اذهان محبيه كنجم حتى لو خفتت عنه الأضواء والشهرة بحكم السن وظهور أجيال جديدة من النجوم .. ولكن يظل الفنان الكبير برونقه وزهوه القديم لو امتلك قوة رفض النزول الى الصغائر .. وهذا ما كان يجب أن يفعله فنان بقيمة وقامة إيمان البحر درويش الفنية .. حفاظا علي تاريخه الفنى المهم .. ولكن يبدو كما قال أحد الأطباء النفسيين أن هذا تأثير ما أصابه من مرض نزيف فى المخ شفاه الله وعافاه .. وهذا ممكن ان يؤثر على قراراته وأفكاره ..فهذا ممكن أن يكون أصابه بالشك والتوهم فى أفعال الأخر .. وهذا الكلام للطبيب النفسى ذكرنى بواقعة مع صديق صحفى حدد موعد مع النجم إيمان البحر درويش ليجرى معه حوار صحفى حول قضية ما بعيدة عن الفن.. ولأنه أساسا صحفى حوادث طلبت منه أن اذهب معه أولا لعشقى لإيمان البحر درويش كفنان كان بمثابة ايقونة لى ولكثير من جيلى وثانيا لإجراء حوار صحفى فنى معه بعيدا عن مشكلته.. ولكن فوجئت بصديقى ذهب له بمفرده .

والتقى به دون إخباري بذلك فعاتبته كثيرا ولكنه اقسم لى انه طلبه يكون بمفرده ولا يكن معه صحفى أخر، وعندما سألته عما حدث معه، وكيف كانت تفاصيل اللقاء بهذا النجم الذى أعشقه.. فأحببت أن أعرف كل تفصيله بنجم بالنسبة لى أسطورى ..ليس تفاصيل صحفية ولكن تفاصيل حياتية كيف يعيش؟ ماذا يقول؟ طبيعة شخصيته؟ ..مجنون بقى أعشقه.. لأتفاجأ برد صديقى الذى صدمنى ولم أصدقه الإ بعد وصف الطبيب النفسى لحالته حيث أنه أجرى معه الحوار، وكان يكتب بالورقة والقلم، وفى نفس الوقت يسجل الحوار على تليفونه النوكيا 310 الذى كان وقتها اختراع،   لأن هذا كان أمراً عادياً  فى أى لقاء صحفى مع أى مصدر.. وكان لطيفا طوال الحديث .. ولكن يبدو أنه لم يلاحظ أن صديقى يسجل اللقاء، وما أن لاحظ ذلك قال صديقى لى.. تبدل حاله وتعصب وهاج وماج واتهمه بأنه ضده ويسجل من أجل خصومه فى القضية وأنه (مذقوق) عليه ..وصديقي ينفى اتهامه له ويحاول تهدئته وتوضيح الأمر له بأن ما يسجله له هو قاله وكتبه صديقى بعده.. ولكن فقط هو يسجل حتى لو نسى شيئا يستكمله من التسجيل، أو لو رئيس التحرير سأله عن التسجيل تأكيدا له أنه ليس حوار مفبرك .. وكدة كدة أنت قلت الكلام ده والتسجيل حماية لك قبل أن يكون لى، لأننى لن استطع إضافة شئ عليه .

 ولكنه لم يقتنع وزاد غضبه وارتيابه واتهامه لصديقى وكان حوار اشبه بموقعة.. انتهى باستسلام صديقى لمسح التسجيل وتمزيق الورق وشبه خرج مطرود ..فيبدو أن حالة الارتياب والشك فى الأخر زادت مع هذا النجم الكبير فنيا مع كثرة مشاكله ثم اصابته بالمرض .. خاصة وانه لم يكن ضد الدولة فى اى وقت بل على العكس هو اكثر من غنى عشقا لبلده، فهو من ورث حب الوطن من جده العظيم سيد درويش .. لذا ليس على ايمان البحر درويش حرج  فقط ندعو له بالشفاء والعودة الى الطريق المستقيم.