حبر على ورق

آن لأهلنا أن يفرحوا

نوال مصطفى
نوال مصطفى

استمعت إلى العرض المحترم الذى قدمه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، للمشروع القومى لتطوير الريف المصرى أثناء احتفالية إطلاق المشروع العملاق بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار رجال الدولة الخميس الماضي.


المشروع بتفاصيله عظيم. شيء رائع فعلاً أن نؤسس البنية التحتية لـ ٥٨ مليون مواطن يعيشون ظروفا غير إنسانية بالمرة. جميل أن تمتد يد الدولة إلى أصعب جزء فى تركيبتها البشرية، وثروتها الإنسانية، وتخصص 700 مليار جنيه لبناء كل شيء من الألف إلى الياء فى القرى والنجوع المحرومة والأشد فقرًا.


عشرون محافظة وأربعة آلاف قرية من قرى مصر تم تجاهلها على مدى عشرات السنين. الخدمات الأساسية شبه معدومة وأهمها الصرف الصحى والمياه النظيفة ثم الكهرباء. رأينا فى أفلام قصيرة برع فى إنتاجها محمد سعدى كيف يعيش هؤلاء دون سقف يأويهم. دون أدنى متطلبات الحياة!.
المشروع كما قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي، سيكون مشروع القرن الحادى والعشرين، كما كان مشروع حفر قناة السويس هو مشروع القرن التاسع عشر، ومشروع بناء السد العالى هو مشروع القرن العشرين.


هذا ما أسعد الجميع ونحن نستمع إلى الشرح الدقيق لرئيس الوزراء، حين عرضت الخدمات الأساسية من كهرباء، مياه نظيفة، صرف صحى، تبطين ترع، إعادة بناء للبيوت المتهالكة، وغيرها من الخدمات. وأوصى أثناء استعراضه لمراحل المشروع العملاق بضرورة أن يحافظ المواطن المصرى على تلك المكتسبات، ولا يهملها أو يهدرها.


هنا أتوقف قليلا، وأقول لدولة رئيس الوزراء أن الثقافة وحدها هى القادرة على إعادة الانتماء الذى نتطلع إليه جميعًا، فهى التى تجعل المواطن يشعر إن هذا المشروع بكل ما يحمله من تحضر وإنسانية؛ هو مشروعه الخاص الذى سيأخذ حياته إلى خطوة ثانية أكثر تطورًا وسيجعل المستقبل مضيئاً بالأمل له وأولاده. من هنا سيأتى الحرص على المشروع وإنجازاته العظيمة.


رأيى أن التغيير يبدأ بالإنسان، التعليم والثقافة هما حجر الزاوية، وبدون الاهتمام الأقصى بهما لن يؤتى المشروع ثماره التى ننتظرها، و لن نضمن استمراه، واستدامته.


نحتاج إلى استراتيجية ثقافية مصرية مدروسة، قابلة للتطبيق، تعيد للإنسان المصرى الإحساس بهويته، و التمسك بهذا الوطن الذى منحه حياة كريمة، وأمنا واستقرارا. الثقافة تحتاج إلى المزيد من الشغل والتركيز دولة رئيس الوزراء، والإنسان هو الثروة الحقيقية التى تملكها مصر، ولابد من استغلالها لصالح الوطن و الارتقاء بمستوى حياة الشعب.


لماذا لا نفتح حواراً مجتمعياً يضم ليس فقط المثقفين و الكتاب، ولكن كل أطياف الشعب، لتستمع منهم ماذا ينقص الثقافة المصرية الآن؟ وكيف يمكن صياغة مشروع ثقافى شامل يحدث نقلة حقيقية فى حياة المصريين؟.


أرى أن هذا الجزء هو الضمان الوحيد للحفاظ ليس فقط على انجازات المشروع القومى لتطوير الريف المصرى الذى نفخر جميعا به، ونحلم بالانتهاء من كل مراحله إن شاء الله 2023، ولكن من أجل الحفاظ على الوطن بصورة أشمل، والانطلاق إلى المستقبل بقلوب نابضة وعقول مستنيرة، مشحونة بالأمل .
الاستراتيجية الثقافية هى الحل دكتور مصطفى وأنا لا أشك فى أنك وحكومتك تبذلون أقصى الجهد لتحقيق حلم المصريين جميعًا، ومساندة الأقل حظاً من أبناء هذا الوطن.


فقد آن الأوان بعد ٦٠ عاماَ من الإهمال والتجاهل أن ينتهى هذا الوضع المهين. وأن نبدأ مع الرئيس عبدالفتاح السيسى حياة كريمة لكل مواطن مصرى فى مصر كبيرة، ولا يليق بنا أن نقلق فى وجودك فخامة الرئيس الإنسان قبل كل شيء.