أحلام مصرية جداً

جبر الخواطر.. والنصف الفارغ من الكوب

نهاد عرفة
نهاد عرفة

جبر الخواطر عبادة، من أفضل العبادات، لو يعلمها الناس جميعاً ما كان هذا حال الدنيا الآن ! من أعظم الصفات الاهتمام بالغير والسؤال عنهم، تطييب نفوس بائسة وقلوب منكسرة فى لحظات ضعف، رفع الظلم ومشاركة الآخرين مشاعرهم، كلمة طيبة..إلخ، جبر الخواطر سمة لا يفعلها إلا كل ذى خُلق رفيع ومشاعر طيبة ونفس سامية، لتسير الحياة بنا بحلوها ومرها، وتتدفق الدماء فى الشرايين، جبر الخواطر إذا شمل مجموعة كبيرة من الناس كان الثواب أعظم، فما بال لو كان يشمل شعباً بأكمله، وهذا ما تحقق فى المشروع الرائد الرائع لحياة كريمة الذى  يحتوى على عشرين مبادرة أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى أجبر الله بخاطره كما يجبر بخاطر الملايين من المصريين، عشرون مبادرة تُنفذ فى وقت واحد « 100 مليون صحة، تكافل وكرامة، مصر بلا غارمات، القضاء على العشوائيات، بناء المدن الجديدة، تطوير القرى وتنمية الريف المصرى والإرتقاء بكافة الخدمات التى تُقدم لأهالينا من سكان الريف الذين عانوا كثيراً خلال العهود الماضية، توفير الحياة الكريمة للفئات الأكثر احتياجا.. هذه المبادرات الرائعة تدخل تحت مسمى جبر الخواطر، جميعنا كان يحلم أن يتم تنفيذ مشروع واحد من هذه المشاريع لنكون سعداء، قد يقول قائل.. إن هذا من المهام الرئيسية للرؤساء والحكومات، لكن علينا أن نكون منصفين للحق، أكثر من أربعين عاماً مضت لم نر فيها مشروعا من العشرين مبادرة التى تمت فى العامين الأخيرين، كنا نحلم ونطالب بعاصمة جديدة ترفع كاهل الزحام والضجيج عن القاهرة وحين تم إنشاؤها بما يليق بمصر، يتبرم البعض ! كنا نعلم أن أموال مصر والمصريين تُنهب ولا نفعل شيئا، الفجوة تزداد اتساعا بين قلة من الأثرياء وشعب يُمثل الملايين، وازدياد نسب الفقر والبطالة بشكل مُخيف والحكومات المتعافبة تعجز عن الحل، كان التبرُم والغضب حليفنا فى عهود مضت حتى وصل الغضب مداه بقيام ثورة 25 يناير، وكادت أن تنهار  مصر خلال عام حُكم الإخوان، لكن الإنسان المصرى قاوم ولم ينهر، وخلال سنوات قليلة وصلنا لما نحن فيه، فلنحمد الله ولنكُن منصفين للحق، أنا فخورة بما تحقق وما سيتحقق بإذن الله، فخورة بوجود مساكن آدمية لأهالينا فى العشوائيات، فخورة بجبر خواطر أهالينا فى القرى التى كادت أن تندثر، فخورة بإعادة تنمية الريف المصرى، انظروا إلى نصف الكوب المملوء بالماء ولا تُسلطوا الضوء على النصف الفارغ لأنه سيمتلئ حتماً بالنور بالقوة والعزيمة، دعونا نفرح أن مصر تنهض من جديد.