فاز بجائزة مهرجان «كان».. «ريش» سريالية من مصر يتحدث عنها العالم

لقطة من الفيلم المصرى «ريش»
لقطة من الفيلم المصرى «ريش»

جاء فوز الفيلم المصري «ريش» للمخرج عمر الزهيري بالجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ74 بالإضافة إلى جائزة الفيريبسي لأفضل فيلم في المسابقات الموازية بمثابة مفاجأة سارة للسينما المصرية لا سيما وأن الفيلم قد لقى استحسانا جماهيريًا ونقديًا عالميًا واسع النطاق حتى أن موقع هوليوود ريبورتر المرموق قد وصفه بأنه» جوهرة مهرجان كان الدرامية الكامنة التي خرجت من عبثية الفقر والدواجن»!.

ويعتبر فيلم «ريش» هو العمل الروائي الطويل الأول للمخرج عمر الزهيرى بعد أن قدم مجموعة من الأفلام القصيرة منها «زفير» وما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام بالكيلو 375 والذي شارك به أيضًا منذ سبع سنوات فى مهرجان كان عام 2014.

وتدور الأحداث في الفيلم حول ربة منزل تقوم بأعباء منزلها اليومية المملة المتكررة وذات مرة تنقلب حياتها رأسا على عقب بعد حفلة عيد ميلاد ابنها الصغير عندما يشارك زوجها - وهو شخصية استبدادية ويعيش دور سيد المنزل - في خدعة سحرية تتسبب في تحوله إلى دجاجة وتصبح المشكلة بعد ذلك أنه لن يرجع بشكله الإنساني مرة ثانية.

بعدها تجبر الزوجة والتي هي أم لثلاثة أطفال على التعامل مع تداعيات هذه الخدعة السحرية التي انحرفت عن مسارها، فتجد نفسها بعدها مضطرة للبحث عن دخل ورعاية كل من أطفالها وحيوانها الأليف الجديد - الدجاجة التي تحول زوجها لها وباتت تبتلع البذور ليل نهار، وتحاول أيضًا إيجاد طريقة لعكس الخطأ السحرى ليعود زوجها كما كان.

وتظهر الشخصيات في الفيلم عفوية وتلقائية لتعبر عن قصة يمكن لأى شخص أن يشعر بها أو كما يقول عمر الزهيري» أردت صناعة فيلم بطريقة عفوية ليصل إلى القلب وكانت كل الاحتمالات مفتوحة أمامي، فليس هناك قواعد صارمة ولا سيناريو متقن، فقد كانت هناك الحياة والمشاعر والإنسان، وقد اخترت ممثلين موهوبين ولكن ليسوا على علاقة بالكاميرا مثل الممثلين المخضرمين، لأني أردت للمشاهد أن يرى لوحة حياتية».

كما تحدث عن فكرة الفيلم السريالية قائلا:«اعتقد أنه في السينما عليك أن تُظهر للجمهور شيئًا لم يسبق لهم أن رأوا له مثيلا من قبل فى حياتهم ، شيء هم بحاجة إلى رؤيته من خلالك، وقد وجدت أن السريالية تتناسب مع طبيعتى ومع الطريقة التى أرى بها الأمور بصفة عامة».

وقال الزهيري أيضًا: «حكاية العائلة التي تفقد معيلها الرئيسي وتضطر فيها الأم إلى إيجاد طريقة للعيش لإعالة أسرتها حكاية مكررة وتعتبر فكرة الريش بالنسبة لي هي عنصرًا دراميًا رئيسيًا لسرد الحكايات وكشف الحقائق، لأنها تخبر الكثير عن شعور الناس تجاه أنفسهم وحياتهم ووضعهم وإدراكهم لأنفسهم وللعالم من حولهم».

وأشار موقع سكرين ديلي للفيلم واصفًا إياه بأنه «يعكس واقع عبثي فالزوج في الفيلم حتى لو كان في الأحداث مجرد دجاجة من الدواجن فهو لا يزال فردًا متطلبًا ومدللًا في الأسرة وتتركه الزوجة يعيش على السرير الزوجية الذي كان ينام عليه قبل أن يتحول إلى دجاجة، ذلك الزوج هو نفسه الذى كان يعيش يقدم لأسرته وعود خيالية في شقته القذرة فهو يعد ابنه بفيلا بحمام سباحة يوما ما، وهو يدرك أن وعوده مجرد اوهام لن تتحقق، ليعكس صورة عبثية لواقع الفقر والأحلام».