«الجلد الضاني» بـ 20 جنيها والبقري 170 والجاموسي 250 جنيها

جامعو جلود الأضاحي.. مهنة «العيد الكبير»

جامعو الجلود يجوبون الشوارع بعد صلاة عيد الأضحى
جامعو الجلود يجوبون الشوارع بعد صلاة عيد الأضحى

◄ «الجلد الضاني» بـ 20 جنيها والبقري 170 والجاموسي 250 جنيها

◄ شريف أبوحطب: نقوم بجمع الجلود وبيعها لصالح أعمال البر وإطعام الفقراء

◄ محمد مهران: ثروة قومية يجب العناية بها مع تغيير السياسة التصديرية
 

"لو عندك جلد اتبرع للمساجد أولى بيه" جملة يرددها المسلمون وأصحاب الأضاحي على بعضهم في العيد الأضحى، مؤكدين أهمية كل شئ في الأضحية بما فيها الجلود التي تكثر خلال تلك الأيام وتنعش موسم المدابغ وبعض الورش.

البعض لا يعرف كيف يتخلص من جلد الأضحية ويظن أنه بلا قيمة، ويلقيه بالشوارع، وآخرون يعرفون كيف ينتفعون به فهو جوهرة لدى الجمعيات الخيرية والمساجد تفتح أبوابها لاستقبال باب الزكاة والصدقة..

اقرأ أيضا: «فواكه اللحوم».. وجبة الغلابة على موائد الأغنياء في عيد الأضحى


تجيهزات جامعي الجلود
محمود سعيد، جامع للجلود منذ أكثر من 10 سنوات، يقول إن عيد الأضحى يخلق عمالة موسمية ومنها جامعي الجلود من المتبرعين أو الجزارين بأنواعها المختلفة ومن ثم بيعها إلى المدابغ أو الورش في الروبيكي لتحويلها إلى مادة يمكن استخدامها في محلات الاحذية والشنط، وتختلف أسعار الجلود باختلاف نوعها فالجملي والجاموسي هما الأغلى يليهما البقري ثم جلود الضأ. 

بينما يتجمع أغلب المسلمون بعد صلاة العيد بمنطقة شبرا لذبح الأضاحي وبعد تقطيعها وتوزيع اللحوم على الفقراء يتبرعون بالجلد الأضحية إلي المسجد، يأتي دور «حسين أحمد» عامل بأحد المساجد، حيث يستقبل الجلود على مدار أول يومين من العيد ثم يعرضها للشمس لحين بيعها من قبل إدارة المسجد لأحد تجار الجلود وتحصيل الأموال التي تتدخل في أعمال صيانة الجامع من كهرباء وسجاد.

 

فيما يتأهب محمد عبدالوهاب -جامع جلود- قبل دخول عيد الأضحى بيومين يجهز الملح والأكياس السوداء ويمسح سطح منزله، ثم يجوب الشوارع للبحث عن الجزارين والاتفاق معهم على أخذ جلود الأضاحي سواء الضأن أو البقري أو الجاموسي، وفي بعض الأحيان الجملي، ليقوم بتوريدها إلى إحدى الجمعيات الخيرية التي تتعاقد معه بجمع أكبر عدد من جلود الأضاحي، حيث تنشط مهنة جامعي الجلود الأضاحي في فترة العيد الأضحى، ويقوم بنشرها على سقف سطح منزله حتى تجف ويقوم بوضع الملح عليها ويعرضها للشمس .

 

وأوضح شريف العادل -صاحب إحدى الجمعيات الخيرية بمنطقة إمبابة- إن الجمعية تستقبل التبرع بالجلود خلال فترة العيد الأضحى من كل عام بجميع أنواعه، والتعاقد مع إحدى المدابغ ببيع هذه الجلود، وتوجيه أموالها إلى مساعدة أبناء المنطقة من الفقراء، «أحنا ممكن نساعد في جهاز عروسة»، مضيفاً إن الأضحية خير كثيراً يعم على الكل حتى مخلفاتها يتم استغلالها أحسن استخدام .

اقرأ أيضا: تصنيع «أورمة» الجزار.. أصول التقطيع تبدأ من «الخشبة»


لا يجوز بيعها
ويكشف الشيخ شريف أبو حطب مدير الدعوة بمنطقة وعظ القاهرة وعضو لجنة الفتوى بعدم جواز بيع جلد الأضحية ولا أجزائها وأنه يجوز فقط استعمالها بالمنزل أو التصدق بها فى أوجه الخير، حيث تخصص أموال الجلود للإنفاق على أعمال البر من إطعام المحتاجين وتوفير ما يتطلبه الفقراء ومشروعات صغيرة للأسر 


 ويوضح  أبو حطب أن الرجل لو تصدق بالجلد على فقير جاز لذلك الفقير أن يبيع الجلد والاستفادة بثمنه، ولعل هؤلاء الذين يجمعون الجلود ثم يبيعونها لا يتناولهم النهي لأنهم أخذوا الجلود وتملكوها ثم باعوها ورصدوا أثمانها للمسجد وباب الأضاحي أوسع من باب الصدقات، لأن الأضاحي يجوز أن يؤكل منها، ويدخر منها، وأن يعطى منها الأغنياء، بخلاف الصدقات، وكذلك يجوز للمضحي أن يحتفظ بالجلد لمصلحة نفسه.

 

ولفت عضو لجنة الفتوى أن على المضحي أختيار المسجد الذي لديه القدرة على جمع الجلود والتصرف بها، حتى لا تتلف، فإذا وجد من يتكفل بذلك فيتم التبرع بها للمسجد، ولا يجوز إعطاؤها للجزار الذي يذبح الأضحية على سبيل أجرة الذبح، بل يمكن بيعها له إذا أراد والتصدق بثمنها.
 

الاسعار تنخفض بعد العيد
ويرى محمد مهران رئيس شعبة الجلود والمدابغ بغرفة القاهرة التجارية  أن أسعار جلود الأضاحي ستنخفض خلال موسم عيد الأضحى، بسبب زيادة وفرة الجلود المعروض عن المطلوبة.
 
مشيراً إلى سعر قطعة الجلد البقري تصل إلى 170 جنيهًا، وسعر قطعة الجلد الجاموسي 250 جنيهًا وسعر قطعة الجلد الضاني يتراوح ما بين 15 إلى 20 جنيهاً و سعر قطعة الجلد الماعز 50 جنيهاً، بينما هذه الأسعار ستنخفض كثيراً في عيد الأضحى بسبب أزمة كورونا ووجود  فائض كبير من جلود الأضاحي العام الماضي

وتابع مهران أن العام الماضي كان يتم إلقاء جلود الأضاحي في صناديق القمامة بعد ذبح الأضاحي أو على الأرصفة بالشوارع، وذلك تسبب في إهدار سلعة تعد ثروة قومية كبيرة

 

ونوه رئيس شعبة الجلود، على أهمية تغيير السياسة التصديرى للجلود حتى نتفادى وجود فواقد فبعض الدول لديها طلب على الجلود المصرية لجودتها مثل الصين تهتم بطلب الجلد الجاموسي لجودته